بدأ عاشقاً للمسرح، طموحه يسبقه وشغفه لهذا الفن العريق يلوّح له ويلقنه دروس النجاح، فعمل منذ البداية كممثل في المسرح الجزراوي "الحسكة" وبسبب تفوقه ولياقة ذهنه وحبه لعمله استطاع أن يتخطى أصعب الحواجز الفنية.

مدونة وطن eSyria وبتاريخ 2/7/2013 التقت المخرج المسرحي المتميز "وليد عمر" فبدأ الحديث عن بداياته قائلاً: «دخلت عالم الفن من خلال الفرقة "العمالية" المسرحية في مدينة "القامشلي" وشاركت بأول عمل كممثل مع المخرج "أحمد شويش" وذلك عام 1978، بعدها انتقلت إلى فرقة المركز "الثقافي" للمدينة ذاتها مع المخرج "سمير إيشوع"، وفيما بعد خضت تجربة الإخراج مع أول عمل لي مخصص للأطفال بمسرحية اسمها "البئر المهجور" من نصوص الكاتب المسرحي المعروف "فرحان بلبل"، وسلكت هذا الدرب إلى اليوم. ومازلت أعتبر نفسي في بدايته».

دخلت عالم الفن من خلال الفرقة "العمالية" المسرحية في مدينة "القامشلي" وشاركت بأول عمل كممثل مع المخرج "أحمد شويش" وذلك عام 1978، بعدها انتقلت إلى فرقة المركز "الثقافي" للمدينة ذاتها مع المخرج "سمير إيشوع"، وفيما بعد خضت تجربة الإخراج مع أول عمل لي مخصص للأطفال بمسرحية اسمها "البئر المهجور" من نصوص الكاتب المسرحي المعروف "فرحان بلبل"، وسلكت هذا الدرب إلى اليوم. ومازلت أعتبر نفسي في بدايته

وتابع: «نالت أغلب عروضي مختلف الجوائز منها الجائزة الأولى كأفضل عرض وجائزة أفضل ممثل "محمد عمر" في مهرجان "حلب" المركزي عام 1986 عن عرض "الزير وسليمان الحلبي" نص لألفريد فرج، الجائزة الأولى كأفضل عرض وجائزة أفضل موسيقا "سراج حسن" في مهرجان "درعا" 1990 عن مسرحية "سهرة مع أبو خليل القباني" لسعد الله ونوس، جائزة المركز الأول كأفضل عرض، إضافة إلى جائزة الإضاءة وجائزة الديكور وجائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل "جمال جمعة" وأفضل ممثلة "يسرى محمود"، في مهرجان "اللاذقية" 1993، عن مسرحية "الشهية" لآلمر آنسون، كما حاز عرضي "قبل أن يذوب الجليد" للمؤلف التركي "جواد فهمي باشكوت"، في المهرجان المركزي العاشر في السويداء عام 1997على المركز الثالث كأفضل عرض وجائزة أفضل ممثل "مجاهد عبد العزيز"، أما مسرحية "عريس لبنت السلطان" نص لعبد الرحمن محفوظ، فنلت من خلالها في المهرجان المركزي "السويداء" عام 1997 المركز الثاني وجائزة الملابس وجائزة الإخراج وجائزة أفضل ممثل "فراس الأحمد" وأفضل ممثلة "شيرين شيخو"، ومسرحية "البذار الأسود" تأليف "سرمت جابكان"، حازت في المهرجان المركزي "حماه" 1998 المركز الأول كأفضل عرض وجائزة الإضاءة وجائزة الإخراج، وأيضاً مسرحية "الإنسان الآلي" من نصوص "كارل تشايبك"، حزت فيها في المهرجان المركزي "حمص" المركز الأول كأفضل عرض وأفضل ممثل "احمد شوقي"، أما مسرحية "نزهة في الجبهة" نص مشترك "فرناندو آرابال وآروين شو"، التي شاركت بها في المهرجان المركزي الثامن عشر في "دمشق" 2004 نلت المركز الأول كأفضل عرض مناصفة، وجائزة الإخراج وجائزة أفضل ممثل "خوشناف ظاظا" وأفضل ممثلة "شهناز سليم"، إضافة إلى عروض وجوائز عديدة أخرى خلال مسيرة فنية تقترب من أربعين عاماً لم أفارق فيها المسرح لحظة واحدة، انا في تفكير دائم، في الشارع في البيت عما سأقدمه وكيف وأين».

وليد عمر

افتتح مهرجان "الحسكة" المسرحي الأخير بعملين للمخرج "وليد عمر"، يقول عنهما: «العملان كانا موجهان للأطفال، الأول "جحا والملك زعفران" وتؤكد هذه المسرحية أهمية الصداقة والعمل لإبعاد الضجر والملل عن الإنسان من خلال حكاية قديمة يكون فيها ملك البلاد في حالة من الضجر فيستدعي جحا لتخليصه من هذه المشكلة، المسرحية ذات طابع كوميدي بامتياز لأن الطفل يبحث عن المتعة أولاً ثم عن الفائدة وهذا الأمر في غاية الأهمية.‏ أما العرض الثاني "اللوحة المفيدة" فيتحدث عن قيمة الوقت وعدم إضاعته في أمور غير مفيدة من خلال حكاية حورية البحر التي تختفي ولا تظهر إلا بعد معرفة السبب ونكتشف في النهاية بأنها لا تحب الأطفال الذين لا يعرفون قيمة الوقت».‏

وعن رأيه بالمهرجانات بشكل عام، ومهرجان "الحسكة" الأخير بشكل خاص يقول: «المهرجانات المسرحية بشكل عام خطوة هامة لتطوير المسرح من كافة الجوانب، التأليف والإخراج والتمثيل وكل التقنيات، فمن الجميل أن تشاهد الفرق المسرحية الأعمال المسرحية للفرق الأخرى من المحافظات "السورية" للاستفادة المتبادلة، فالمسرح عنوان لحضارة أي مجتمع، أنه فن حيوي ومؤثر، لأنه يعتمد على حالة العقل ورد الفعل ويتجلى هذا الأمر أكثر من خلال مسرح "الطفل" لأن الأطفال أداة فعالة ومتفاعلة مع خشبة المسرح بما فيها من ديكور وممثلين وأغان فالأطفال يمتلكون الحيوية الفائقة والذهنية المتقدة للتفاعل مع العرض المسرحي لذلك أعطت مديرية "المسارح والموسيقا" بدمشق اهتماماً أكبر لمسرح "الطفل" من خلال مهرجان ربيع الأطفال الذي يقام سنوياً ونحن في "الحسكة" وبالتحديد مدينة "الرميلان" خصصنا مهرجاننا الأخير للطفل أيضاً».‏

من عروض عمر والممثل خوشناف ظاظا

يقول الناقد المسرحي "جوان جان" عن تجربة "وليد عمر": «المتابع لأعماله المسرحية يلاحظ لمساته الإبداعية التي تركها على كل النصوص المسرحية التي قدمها ونقلها إلى خشبة المسرح، مضيفاً عليها الشيء الكثير من خصوصيته كمخرج مسرحي له رؤية محددة للنص المسرحي الذي طالما أجاد اختياره من بين ركام النصوص المسرحية المنشورة، المحلية منها والعربية والمترجمة.. ولم تقتصر تجربة "وليد عمر" على مسرح الكبار بل أخرج لمسرح الصغار أيضاً وركَّز عليه في السنوات الأخيرة وشارك من خلاله في عدة دورات من مهرجان ربيع مسرح "الطفل"، كما له مشاركاته من خلال مسرح الكبار في العديد من المهرجانات كمهرجان "دمشق" المسرحي ومهرجان "الشباب" المسرحي وحاز العديد من الجوائز في المهرجانات المسرحية المحلية».

من جانبه يقول عنه الناقد المسرحي "عبد الناصر حسو": «مخرج متميز، ومتمكن من أدواته المعرفية، عادة ننظر للمخرجين في المحافظات كمخرجين درجة ثانية، رغم أن عروض المحافظات أحياناً تضاهي عروض المسرح القومي والمؤسسات الرسمية وخاصة ما يقدمه "وليد عمر"، حيث يتميز ببحثه عن أشكال جديدة لعروضه، وبالتالي كان نتاجه جميلاً ونال به جوائز عديدة داخل وخارج "سورية"، وعلى سبيل المثال لا الحصر عرضه "سليمان الحلبي" لفت أنظار المثقفين والنقاد في "سورية" وخارجها، وكتب عنه في العديد من الصحف بالقاهرة، وكذلك الأمر عرضه "سوناتا الجنون"، ولا أبالغ إذا قلت بأن هذا المخرج يمتلك الإحساس الشاعري بتعامله مع النص والممثل، ويدرك جيداً لعبة التوليف للنص ليقربها من الواقع إضافة إلى المعرفة الحقيقية في توزيع الشخصيات، مع أن أغلب طاقمه التمثيلي هم من الهواة وأتخيل هذه الأشياء هي من صنفته ضمن المخرجين المتميزين في "سورية"».

جوان جان

شارك المخرج المسرحي المبدع "وليد عمر" في الكثير من المهرجانات خارج "سورية" وقدم أعماله على العديد من الخشبات المسرحية العربية منها "مصر، الأردن، قطر، الكويت".