من الخيط والمسمار، ينسج "مهند زينو" حكايات من الصبر والدقة والجمال، ليحوّل المسامير إلى نوتات موسيقية تُعزف بخيوط الضوء والظل، فمنذ طفولته، كان الفن يسكن ابن مدينة سلمية (مواليد 1986)، الذي وجد في الألوان والخطوط مساحة للتعبير والدهشة.
موهبة تشكلت بالصبر والحلم
بدأت رحلته مع الرسم في الصف الأول الابتدائي، بدعم من أسرته ومعلمته، وولعٍ خاص بحصص الأشغال اليدوية خاصة التطريز على الطارة، رغم أنها كانت مخصصة للفتيات
"أحببت الرسم مذ كنت في الصف الأول، بدعم أسرتي ومعلمتي، وكنت مولعًا بحصص الأشغال اليدوية، خاصة التطريز على الطارة، علمًا أنها كانت للفتيات" كما أوضح "مهند زينو"، المولود في سلمية عام 1986 لمدوّنة وطن ،وأضاف قائلا :
" تابعت الرسم بقلم الرصاص، وكان يشدني الفن التصويري، وطوّرت مهاراتي في الرسم بقلم الفحم وفي عام 2005 شاركت في معرض في دير الزور، التي كنت أدرس فيها معهد الطب البيطري، بعشر لوحات تضمنت بورتريه، وطبيعة صامتة، وتراثيات..
وفي عام 2007 التحقت بالوظيفة بعد التخرّج، فانقطعت عن الرسم حتى عام 2018، حيث بدأت الرسم بالخيط والمسامير مستعينًا بقناة فن الفيلوغرافيا على اليوتيوب، بلوحات بسيطة كالدراجة الهوائية، والصبّارة، والبومة، حتى صقلت مهاراتي وبدأت بالبورتريه."
أنشطة وبصمة فن
ويتابع "زينو" حديثه عن أنشطته قائلًا:"انتسبت إلى جمعية بصمة فن عام 2022، مما أتاح لي الفرصة للمشاركة في معارضها، بمناسبة عيد الأم بلوحة "أحنّ إلى خبز أمي" في 20 شباط 2023،وفي معرض نبض الحياة في 22 تشرين الأول 2023 بأعمال بورتريه كما شاركت في مهرجان اليوبيل التابع للمجلس الإسلامي الإسماعيلي المحلي بلوحة"متلازمة الحب" عام 2025،
وأضاف.. وشاركت في مهرجان خيرات البلد عام 2025، برعاية المجلس المحلي، بلوحات متعددة، وكانت فرصة لبيع أعمالي وتحسين دخلي الشهري، لأن التسويق خارج القطر صعب رغم الطلب المتزايد على أعمالي كما شاركت في معرض السلم الأهلي في 10 تشرين الأول، بلوحة تعبّر عن التماسك الاجتماعي في سلمية، برعاية مؤسسة مبادرون لدعم المشفى الوطني في سلمية..
وشاركت في معرض ريشة سلام في 25 كانون الثاني 2025، بلوحة بورتريه الساروت بالاشتراك مع منتدى خيزران من إدلب، إضافة إلى معرض رؤية لجمعية بصمة فن في 2 تشرين الأول 2025.
وأكد زينو..على أهمية نقل رسالة الفن بأمانة إلى الأجيال القادمة "قمت بتدريب 12 طفلًا من اليافعين في برنامج "تمكين" برعاية مؤسسة الآغا خان.
أدوات الإبداع
تتألف اللوحة من لوح خشب من نوع (MDF)، ومسامير، وخيوط متنوعة بحسب اللوحة المستهدفة ويتابع "زينو" حديثه عن مكونات لوحاته قائلًا:
" فالبورتريه خيطه بوليستر، وخيوط الأسماء والآيات الكريمة من الحرير، أما لوحات الأشكال فخيوطها قطنية أو صوفية، وهي متوفرة في السوق وقد تستغرق اللوحة العادية نحو 20 ساعة لإنجازها، أما البسيطة فمن خمس إلى عشرين ساعة تقريبًا."
فن جديد ومبهر
الفنان فادي عجوب، من مواليد 1978، حاصل على معهد متوسط مكننة زراعية، ورسّام بقلم الفحم والرصاص والألوان الزيتية والإكريليك والغواش وهو من مؤسسي جمعية "بصمة فن" وعضو مجلس إدارتها، ومدير الأنشطة والمعارض فيها، ومدرّب مواهب
تحدث عن الفنان "زينو" قائلًا:"عرفت مهند زينو منذ عامين، حين انضم لجمعية بصمة فن، وما شاهدته من أعماله أثار دهشتي بفن مميز وجديد عمّا كنت مطّلعًا عليه من قبل ..فلوحاته بالغة الدقة والتعقيد، شملت بورتريهات وأشكالًا في غاية الجمال.
وأضاف.. لقد عرّفنا بما يسمى "الفيلوغرافيا"، ليكون نمطًا مميزًا من الفن في الجمعية، وأصبحت أعماله محط أنظار الزوار في جميع المعارض والأجمل من فنه أنه إنسان محترم وراقٍ، نفخر به وبفنه.
وأضاف حسان الساروت مجاز بالقانون، فنان تصويري، وباحث فني، وأمين سر جمعية "بصمة فن"، من مواليد 1965 قائلًا: "عرفت مهند زينو بالصدفة منذ ثلاث سنوات، ورأيت أعماله، فدعوتُه للجمعية كعضو فيها وكان إضافة مهمة جدًا بفنه وأخلاقه المميزة.
وتابع حديثه لمدونة وطن.. فنه يعتمد على مهارات العمل اليدوي، وحسابات رياضية دقيقة يتحكم من خلالها بتحديد الأشكال التي ينفذها بقياسات دقيقة واستقطب بفنه جمهورًا لا بأس به، إذ لم ينتشر هذا الفن في منطقتنا بعد، وهو محصور باثنين أو ثلاثة فنانين فقط.. كما يشارك في معارضنا ويحظى بقبول واهتمام كبيرين، رغم محدودية التسويق. إنه يساهم في نشر فن جديد داخل الجمعية، وأتمنى أن يصل بفنه خارج الحدود."