للعرس الدمشقي نكهته الخاصة، يشترك في إعداده كل من يمت للعريس أو العروس بصلة، فمنهم من يهتم باللباس والآخر بالطعام، وبعضهم بالعراضة والرقص، وآخرون بالحمام، والهدف من كل ذلك إخراج يوم تاريخي في حياة العروسين لا ينسى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 كانون الأول 2014، السيدة "منى عطا لله" من أهالي "المزة" التي قالت: «حفظنا الكثير من "الهناهين" الخاصة بحفلات الزفاف والأعراس، ومن "الهناهين" الشامية الخاصة بالعروسين والمعبرة بأسلوب جميل ولطيف عن المناسبة وحيوية الحاضرين وتفاعلهم مع مناسبة الزفاف السعيدة، عبارات مدح العروس:

وهناك حفلة إلباس العريس ملابسه، وتخصص غرفة من غرف منزل الجار أو الصديق لهذه العملية، ويتوافد المدعوون إلى المنزل، ويحضر أبو العريس وإخوانه وأعمامه وأخواله إضافة إلى شباب الحارة من الجيران، وينهض صاحب الدعوة إلى والد العريس وينادي على العريس من بين جميع المدعوين، فينهض العريس وبجانبه والده وإخوانه وأعمامه وأصدقاؤه، ويدخل غرفة تغيير اللباس الخاصة ثم يخلع ملابسه، ويتقدم أحد الحاضرين وأغلب الأحيان يكون أباه أو أخاه فيفتح زجاجة من العطر ويفرغها على جسم العريس بين تصفيق الحاضرين ونداءاتهم وتبريكاتهم، وهنا تتعالى الأصوات: "عريس الزين يتهنى، اطلب علينا واتمنى"

"حصنتك بياسين، أوها، ويا زهر البساتين وأوها، ويا مصحف صغير أوها، بإيدين السلاطين".

الباحث منير كيال

تتبعها بزغرودة صادحة، و"أم العريس قومي امشي ولالي، جيتك كنة يا بدر الهلالي".

ومن العبارات الخاصة بالعريس التي يرددها أهله وأصدقاؤه:

الحمام أحد أركان العرس

"قبل السلام عليكم العريس جايي ليكم، مسا الخير مسا الخير والله يمسيكم بالخير"، و"اسم الله على أولكم، واسم الله على تاليكم، واسم الله على العريس المزينكم"، "وياما قعدوا جانبي، وياما حرقوا قلبي، وياما قالوا ها العريس ما بيتجوز ها العروس، اتجوز وشفي قلبي"».

وتضيف: «بعد طلب يد البنت من الأهل يسأل أهل العروس الناس عن رأيهم بالعريس، ويلعب جواب هذا السؤال دوره في اتخاذ القرار بقبول العريس أو رفضه، فإذا تمت الموافقة على العريس، تجهز العروس وينقل جهازها إلى دار العريس يتقدمه مختار الحارة، وإمام المسجد ووجوه الحي، ويمشي أمام الجهاز حامل القرآن الكريم ثم حامل وسادة العريس واللحاف والسجادة، وصندوق "البيرو" المصدف بأدراجه ومرآته، ويرتب المنجد الأثاث في دار العريس، وتسكن العروس في غرفة بالدار العربية الكبيرة؛ حيث تجتمع (الحماية) مع زوجات أولادها، ومن المعيب أن يسكن الابن خارج الدار وتبقى الكنة تحت يد حماتها تقوم بأعمال البيت وتتعلم منها صنع المؤونة وطهو الطعام واستقبال الضيوف. ومن بعض "الزغرودات" المشهورة:‏

"أوها يسعد صباحك يا فلة إفرنجية..

أوها يا ورد على أمه يا خلقة إلهية..

أوها لو قدموا لي بذلك من الألف للمية..

أوها ما أهوى بدالك ولالي من أحد نية

لي لي لي ليش".

ويشير الباحث في التراث الدمشقي "منير كيال" في كتابه العرس الشامي بالقول: «يجهز الحمام لأهل العريس والعروس والمدعوين من أجل التعارف، ويوزع على المدعوين لوح صابون، ويكون الحمام صباحاً للرجال ومساء للنساء، ويقدم "البغجاتي" الطعام في الحمام أو في وليمة العرس، وقد يعد الطعام في البيت حيث يكون الطعام عادة "خروفاً محشواً بالأرز والفستق، والصفيحة من اللحم بالعجين مع اللبن والصنوبر، وحلو من الوربات بالقشطة، ورز بحليب، وكشك الأمراء"، وكل حسب استطاعته، وأكثر ما يكون الطعام من طبق "الأوزي بالأرز واللحم والقلوبات بالسمن العربي"».‏

ويضيف: «ليلة "الحنة" هي الليلة التي تسبق يوم الزفاف، وقد كانت تقام حفلتان: إحداهما تقيمها النساء في بيت العروس، والثانية يقيمها الرجال في بيت العريس، ويدعو كل من ذوي العروس وذوي العريس من يشاؤون لحضور هذه الحفلة، ويعد الطعام والشراب وآلات الطرب لإحياء سهرة الرجال وسهرة النساء، كل في المكان المعد له، وتبدأ المرأة المختصة بوضع "الحنة" على يدي العروس ورجليها، ثم تربط اليدين والرجلين بالخرق لكي يظهر لون "الحنة" في صباح اليوم الثاني، والعروس لا تعطي يديها أو رجليها لوضع "الحنة" إلا بصعوبة كبيرة وبعد ممانعة ودلال، وهي تبكي، وتنتحب ليقال عنها: إنها فتاة أصيلة خجولة، أما إذا رفعت رأسها أو ضحكت أو لم تبكِ بلوعة، أو إذا قدمت يديها بسهولة، فهذا معيب».

ويتابع: «وهناك حفلة إلباس العريس ملابسه، وتخصص غرفة من غرف منزل الجار أو الصديق لهذه العملية، ويتوافد المدعوون إلى المنزل، ويحضر أبو العريس وإخوانه وأعمامه وأخواله إضافة إلى شباب الحارة من الجيران، وينهض صاحب الدعوة إلى والد العريس وينادي على العريس من بين جميع المدعوين، فينهض العريس وبجانبه والده وإخوانه وأعمامه وأصدقاؤه، ويدخل غرفة تغيير اللباس الخاصة ثم يخلع ملابسه، ويتقدم أحد الحاضرين وأغلب الأحيان يكون أباه أو أخاه فيفتح زجاجة من العطر ويفرغها على جسم العريس بين تصفيق الحاضرين ونداءاتهم وتبريكاتهم، وهنا تتعالى الأصوات: "عريس الزين يتهنى، اطلب علينا واتمنى"».

وتشير السيدة "فادية شعبان" بالقول: «تصمد العروس في بيت أهلها، وتقوم النساء بالغناء ونقر الدربكة، مرددات أغنيات شعبية، مثل:

"أوها مين قال عنك سودا..

أوها يا قمر بدري..

أوها يا قنينة قرنفل..

أوها ليلة البدري..

لي لي لي ليش".

وختمت السيدة "سارة العبودي" بالقول: «من المظاهر التي مازالت متواجدة إلى يومنا هذا أنه عندما تصل العروس إلى بيت العريس، تتوقف أمام الباب للصق ورقة خضراء لنبات مثل الشمعة أو الهوا، وبعض الأسر تضع "شقفة زريعة" خضراء؛ وذلك تفاؤلاً بأن تكون أيام الزواج نضرة سعيدة، ويوضع للعروس كرسي لتصعد عليه، وتلصق قطعة من الخميرة فوق باب البيت؛ تفاؤلاً بوفرة الخير والبركة في منزل الزوجية، وتلصق قطعة النقد على تراب البيت فوق الدار؛ تفاؤلاً بأن يغدو العريس غنياً موفوراً».