الأستاذ "عماد الأرمشي" من أوائل المؤرخين الدمشقيين الذين ساهموا بتوثيق مدينة دمشق ونقل تاريخها على الانترنت، لتعريف الأجيال الشابة بهذه المدينة العظيمة والبحث عن كل المعلومات التي تتعلق بها.
أراد "الأرمشي" من شدة عشقه لهذه المدينة أن يوثق "دمشق" في منتديات الشبكة العنكبوتية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي فألف صفحة "دمشق بالأبيض والأسود"، وصفحة منتديات "ياسمين الشام".
أنا لست عنصرياً، ولا متحيزاً، ولا متعصباً ولكن كل الجنسيات التي قابلتها في أسفاري وحلي وترحالي في غربتي، أشعرتني أنني عنصري ومتحيز للشام ولكل سوري؛ وما يزال حب دمشق يسري في عروقي بكل أوابدها من مساجد، ومدارس قديمة، أضرحة وتكايا وزوايا، خاناتها، أحيائها، شوراعها، حاراتها، وأزقتها وكل شي فيها
ولد المترجم في حي العمارة الدمشقي عام 1951 وترعرع بين جنبات جدران بيوتها الجميلة في أسرة كريمة حانية ليقول هو عن نفسه واصفاً تعلقه وحبه لوطنه ومدينته دمشق: «أنا لست عنصرياً، ولا متحيزاً، ولا متعصباً ولكن كل الجنسيات التي قابلتها في أسفاري وحلي وترحالي في غربتي، أشعرتني أنني عنصري ومتحيز للشام ولكل سوري؛ وما يزال حب دمشق يسري في عروقي بكل أوابدها من مساجد، ومدارس قديمة، أضرحة وتكايا وزوايا، خاناتها، أحيائها، شوراعها، حاراتها، وأزقتها وكل شي فيها».
وتابع: «كنت صديقاً لوالدتي رحمها الله منذ نعومة أظفاري، أتلهف للنزول معها الى (المدينة) أي دمشق كما كان يسميها أهل الشام في تلك الفترة لأستنشق عبق الشام الأموية، وكنت أقف أمام حجارة المساجد، وأسوار الأوابد، أتفحصها وأمعن النظر فيها. وقد استرعى اهتمامي بدمشق انتباه والدتي فحدثت والدي عن ذلك حتى إنهما كانا يتنبأان أن أصبح عالم آثار بالمستقبل من شدة حبي لهذه المدينة».
كان لحميمية الأسرة وثقافتها دور بارز في تطور وعي المترجم له فقد عاش في بيئة مثقفة ومن خلال وجوده مع والده "محمد شحادة الأرمشي" الموظف في سلك التعليم في "مدرسة الفاروق" بالعمارة أصبح فيما بعد مديراً لمدرسة "ابراهيم هنانو" بنوري باشا، ليتدرج وظيفياً ويصبح مفتشاً (في الرقابة والتفتيش)، ثم مراقباً في البرلمان (مجلس الشعب)، وفي هذا البيت الدمشقي كبر "عماد الأرمشي" وكبرت معه آماله في إعادة كتابة تاريخ مدينته بالشكل الذي أحب.
ثم أضاف: «التحقت بجامعة دمشق قسم التاريخ وعملت أثناء دراستي الجامعية كمدرس (خارج الملاك) للتاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية نظام الساعات ثم التحقت بخدمة العلم وغادرت الوطن قاصداً ألمانيا والنمسا واستقريت في ألمانيا حيث تفرغت للبحث في تاريخ دمشق وتطور عمارتها خلال حقب زمنية متتالية، وقد اعتمدت على التوثيق الكتابي والتوثيق الفوتوغرافي مخرجاً بذلك معلوماتي من طيات الكتب إلى عالم الدراسة المقروءة والمنظورة بواسطة الصور الفريدة والجميلة التي حرصت على جمعها أينما وجدت ونشرتها فيما بعد».
المهندس "مهند الحلبي" قال عنه: «منذ أن تعرفت عليه من خلال مجموعة دمشق بالأبيض والاسود على موقع التواصل الاجتماعي، أعتبر نفسي قد بدأت أتعرف على مدينتي دمشق وكم كنت جاهلاً بها وبالأخص بماضيها العريق الجميل عندما اكتمل بنيانها وامتدادها، حتى معرضها وربوتها وسكة الترام وبابور الزبداني وحجارة الاموي وبيوتها العريقة، حتى بت على يقين اذا شاهدت حجراً في المدينة وسألته عنه فهو يعلم من اين اتى ذلك الحجر وأين وضع ومتى ... الآن انا اشاهد دمشق وكأنني للمرة الأولى اشاهدها من خلال معطياته التاريخية المثيرة عن كل زاوية وزقاق وشارع، وعندما اشاهد ساحة المرجة مثلاً اتخيل كلامه وشرحه المستفيض عن اسواقها وترامها وابنيتها التي كانت ولا استطيع ان ارى غيرها بالساحة رغم انه لم يبق من الابنية والمعالم إلا القليل على ارض الواقع. لقد استطاع "الأرمشي" أن يجعلنا نركب الترام بين شوارع دمشق ونبحر به نحن الجيل الذي لم يشهد الترام ولا سكته.
لقد وضع صوراً لدمشق القديمة فوصف إحداثياتها وزمانها من خلال توثيقها».
