من أبراج القرون الوسطى التي ماتزال عظمة شأنها ودقة بنائها شاهدة عليها، فهو برج دفاعي أشبه ببرج "صافيتا" ولكنه في "الدريكيش".

فبرج "تخلة" هو أحد أهم الأبراج الدفاعية التي شيدها الصليبيون على أعلى قمم منطقة "الدريكيش" تقريباً، وإلى الغرب منها بحوالي /2/ كيلومتر، وهذا ما أكده المهندس "مروان حسن" مدير آثار "طرطوس" خلال لقاء موقع eSyria به بتاريخ "1/12/2011"، مضيفاً لمحة معمارية عن البرج: «يقع برج "تخلة" على قمة جبل مجاور لمدينة "الدريكيش" في قرية تسمى جبل "تخلة"، وهو عبارة عن برج مربع الشكل طريقة بنائه شبيهة بطريقة بناء "برج صافيتا"، حيث يتكون من حجارة كلسية بأبعاد تتراوح بين /80/ و/150/ سنتيمتراً طولاً، و/40/ و/50/ سنتيمتراً عرضاً "سماكةً"، حيث إن سقفه متهدم بجزئه الأكبر، وعلى الأغلب كان أنبوبي الشكل، يحيط به مجموعة من المباني الحديثة، إضافة إلى قبو ذي نظام بناء عقدي أزيل في أغلبيته ربما في السبعينيات، وهذا القبو على الأغلب كان يشكل جزءا من الأبنية القائمة على سور القلعة، ووجد على سفح "جبل تخلة" الكثير من الكسر الفخارية التي تعود إلى المرحلة البيزنطية والرومانية، وكهف أو مدفن محفور في الصخر أسفل الجبل».

يقع برج "تخلة" على قمة جبل مجاور لمدينة "الدريكيش" في قرية تسمى جبل "تخلة"، وهو عبارة عن برج مربع الشكل طريقة بنائه شبيهة بطريقة بناء "برج صافيتا"، حيث يتكون من حجارة كلسية بأبعاد تتراوح بين /80/ و/150/ سنتيمتراً طولاً، و/40/ و/50/ سنتيمتراً عرضاً "سماكةً"، حيث إن سقفه متهدم بجزئه الأكبر، وعلى الأغلب كان أنبوبي الشكل، يحيط به مجموعة من المباني الحديثة، إضافة إلى قبو ذي نظام بناء عقدي أزيل في أغلبيته ربما في السبعينيات، وهذا القبو على الأغلب كان يشكل جزءا من الأبنية القائمة على سور القلعة، ووجد على سفح "جبل تخلة" الكثير من الكسر الفخارية التي تعود إلى المرحلة البيزنطية والرومانية، وكهف أو مدفن محفور في الصخر أسفل الجبل

أما الدكتورة "ديمة قرفول" من كلية الهندسة المعمارية بجامعة "تشرين" والباحثة في تاريخ "برج تخلة" من خلال رسالة الدكتوراه، فقالت: «يعتبر "برج تخلة" من الأبراج التي شيدها فرسان الهيكل في "سهل عكار" كمركز من مراكز الارتباط بين القلاع أو الأبراج الموجودة في هذا السهل، كـ"برج ميعار" و"برج طبرجا" و"برج العرب"، وقد بني في عهد الملك الصليبي "حنا رين" في القرن الثاني عشر للميلاد في فترة الحروب الصليبية، ثم ألحق البرج بـ"فرسان المستفشي"، ومن ثم تعرض لتهديم الكثير منه مع نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. إن ما تبقى من حجارة البرج تشهد بأن هذه القلعة خاضت حروباً لا هوادة فيها، وكانت بمناعتها وقوة ودقة بنائها خير مدافع عن حماتها، فقد تميز بناؤها بشكله المربع الذي تألف من طابقين محمولين على قناطر، فالطابق العلوي هو بمثابة قبة للطابق السفلي وهو مقسوم إلى سقائف، ويتم الدخول إلى الطابق السفلي من باب على شكل قنطرة، وفي وسط هذه القاعة خزان للمياه، وحتى نجد الباب المطل على الأدراج المؤدية إلى الطوابق العليا علينا أن نرتقي سقالة بواسطة سلم- أي إن الأبواب ليست على الأرض وإنما يجب الصعود على سقالة للوصول إلى مستوى الباب للدخول إلى البرج. وهناك قبة مصنوعة على شكل سرير للأطفال "مقلوب" تغطي الطابق الأول، وقبة ذات أضلاع ودون رأس تحمل السقف العلوي، إضافة إلى وجود سقالة ثانية تقسم الطابق الثاني إلى قسمين ليحفظ تحت السقف مخزن للتموين، وكان يقف على الباب منجنيق لرمي الحجارة والسوائل الحارقة، كما أن الطابق الأرضي يمكن استخدامه عند الحاجة لإيواء بضعة خيول.

من بقايا البرج

إن ميزة أبراج المراقبة والأبراج الدفاعية كـ"برج تخلة" توضعها على قمم الجبال حيث كانت تنقل أخبار الأعداء بواسطة إشعال النيران على السطوح عند اكتشاف تحركاتها لتنقل قلاع السهول هذه الإشارات بدورها إلى القادة والملوك».

عن دفاعات القلعة قال الأستاذ الدكتور "هاني ودح" المشرف على رسالة الدكتوراه: «تميزت دفاعات القلعة بوجود ساتر ترابي أو حاجز خشبي أو سور حجري يحجزه خندق مائي من الأمام، وانّ مثل هذه المنشآت تمثل أكثر من مجرّد عائق سلبي للمحاصرين، إذ تستطيع الحامية من ملجئها هذا خوض دفاع ايجابي، فواجهات السور الحجري كانت منصّة قتال جيّدة التجهيز إذ توجد على واجهتها الداخليّة شرفات جداريّة على شكل متراس، عند ذروتها يستطيع المدافعون إطلاق مقذوفاتهم منها على العدو من خلال كوات الرمي أو فتحات الشرفة، ثمّ جرت بعد ذلك تقوية الأسوار على امتدادها بمجموعة من الأبراج، وأصبح لهذه المنشآت الجديدة عدد من الوظائف المفيدة، فهي تزيد في متانة السور وتدعمه، وتؤمن أماكن للراحة والإقامة وتمكّن المدافعين من القتال على ارتفاع أعلى من ذلك الذي يؤمّنه الممشى فوق السور.

فمخطط التحصينات بدا واضحاً بوجود سلسلة من الخطوط الدفاعيّة المتعاقبة، إضافة إلى العناية بتحسين المداخل ناهيك عن التحصين الطبيعي للبرج من خلال الموقع الجغرافي الطبيعي».

إطلالة البرج