تعد منطقة الجزيرة في سوريا موطناً تقليدياً للخيل العربية الأصيلة، تشتهر الجزيرة بتربية الخيول العربية، حيث يهتم الأهالي بتربيتها والحفاظ عليها كجزء من تراثهم وثقافتهم، ويحرصون على الحفاظ على أنسابها. وتعتبر الخيول العربية جزءاً من هوية وثقافة أهالي الجزيرة

تظهر جلياً عدد من المزارع الخاصة بتربية الخيل، في مختلف المناطق والبلدات ضمن الجزيرة السوريّة، ويبدي مرّبوها اهتماماً خاصاً وكبيراً بها، يعتبرون الخيل جزءاً مهماً لحياتهم اليوميّة، وتحظى الخيول العربية بمكانة خاصة في المسابقات الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية.

تتطلب هذه الرياضة دعماً قوياً حتى ننافس المشاركين من الدول العربية والعالمية، وقد شاركت في عدة بطولات ومسابقات، وحصلت على بعض الجوائز منها في سباق الديماس بدمشق، وكان نصيب خيلي المركز الأول، وكذلك جوائز المركز الأول في مسابقتين الأولى في محافظة "الرقة" والثانية في "الحسكة"

وتتوارث الأجيال حبها للخيول والاهتمام بها ونجد حالياً نخبة من فئة الشباب التي تهتم بتربية الخيل، وهي ظاهرة يقدرها أهل المنطقة، فهم يعدون الخيل رمزاً من رموز الشهامة والكرم والرجولة، ومربو الخيل يجدون في الخيل متعة وسعادة كما الحال مع "رياض العبد الله" أحد أبرز مربي الخيل في محافظة "الحسكة"، وتحظى مزرعته الخاصة بالخيل بالكثير من العناية والرعاية والاهتمام، ويعيش مع الخيل حياة ممتعة، كما قال في حديثه لمدونة وطن الذي اضاف .«تعلّقي بالخيل كان من الصغر، أحببتُ هذا الكائن بشكل غريب وكبير، يشدني إليه كل التفاصيل المتعلقة فيه، ويوم بعد يوم زاد التعلق والحب لهذا المخلوق المُسمّى بالخيل، ووصل الأمر أنني حضرت مسابقة كبيرة للخيل على مستوى "سورية" تحديداً في منتصف التسعينات، وهذا الحضور زاد شغفي بالخيل، وتطور الحب كثيراً، حتّى أصبح التعلق به بشكل يومي، كان الخيل خير صديق وحبيب، كنتُ ملازماً للأصدقاء المربين للخيل، خاصة الذين كانوا يشاركون في المسابقات والبطولات الخاصة بالخيل، ولهم تأثير كبير عليّ في تعليمي أساليب جديدة للتعامل مع الخيول».

جانب من مزرعة رياض الخاصة بالخيل

وأضاف العبد الله: الخيل لها عند العرب مكانة كبيرة، ورمزية عظيمة، كان الاهتمام بها كبيراً، وملحوظاً، حتّى أن كثيراً من مربي الخيل وعلى مر العصور، يعدون خيلهم من العائلة، يحزنون لحزنها، ويفرحون لسعادتها، هي جزء منهم، لذلك تطورت الأمور معي حتّى أصبحت اعتبرها ركنا أساسيا في حياتي اليومية.

يواجه مربو الخيول تحديات في تأمين الأعلاف والأدوية

زوار من المنطقة يزورون مزرعة رياض

وبين مربي الخيل "رياض العبد الله": أن هناك مصاريف كبيرة تتطلبها تربية الخيول، وخاصة في تأمين الأعلاف والأدوية وغيرها ولكن كل ما يصرف عليها من مصاريف سواء بالعناية والتغذية والعلاج وغيرها من الأمور الماديّة، فهي تعد صدقة وأجراً في صحيفة المُربي، لذلك يبقى الخيل مصدر حياة وطاقة وخير وتفاؤل لي، وأوضح العبد الله أنه فيما بالأمور الإدارية فمشكورة إدارة مكتب الخيول في وزارة الزراعة عل حسن الاهتمام ورفع العينات وتسجيل الخيول والوشم، طبعاً لا بدّ من الإشارة إلى أنّ اختياري لخيل الأفحل فهو بحد ذاته فن، لا يجيده إلا قلّة قليلة من المُربين، وفي القديم هناك من قال بأنّ أهل الخيل بنات الحصن، يعني أنه الفحل وهو أساس المزرعة أو الإسطبل، فهو من يساعد على تحسين نسل وجودة الخيل من حيث التراكيب وارتفاع الخيل والجمال والأهم السرعة والقوة لذلك اتّجهت للأفحل».

أما عن المشاركات في مسابقات الخيل فيقول عنها "رياض العبد الله": «تتطلب هذه الرياضة دعماً قوياً حتى ننافس المشاركين من الدول العربية والعالمية، وقد شاركت في عدة بطولات ومسابقات، وحصلت على بعض الجوائز منها في سباق الديماس بدمشق، وكان نصيب خيلي المركز الأول، وكذلك جوائز المركز الأول في مسابقتين الأولى في محافظة "الرقة" والثانية في "الحسكة"».

الجزيرة السورية موطناً للخيل العربي الأصيل منذ القدم

تعتبر الجزيرة السورية موطناً للخيل العربي الأصيل منذ القدم، حيث هاجرت إليها قبائل عربية من اليمن وشمال نجد والحجاز بحثاً عن الأراضي الخصبة واستقرت فيها، ويهتم أهالي الجزيرة بتربية الخيول العربية الأصيلة، ويحرصون على الحفاظ على أنسابها و تتوارث الأجيال حبها والاهتمام بها كما بين الباحث في التراث البدوي "علي السبّاح" لمدونة وطن

وأضاف يظهر اهتمام أهالي الجزيرة بالخيول في حرصهم على رعايتها والتأكد من نقاء أنسابه ويذكر "السباح" أن هناك عادات بدويّة قديمة، كانت ترافق تربية الخيل، يقول عنها: «كان البدوي قديماً عندما يأخذ فرسه الأصيلة "لتشبيتها" أي تلقيحها من حصان أصيل معروف المربط للحفاظ على نقاوة السلالة فإنه بعد انتهاء عملية التلقيح، يقوم بربط ذيل الفرس بخيط من الحرير الأحمر، ليعرف كل من رآه أن هذه الفرس مشباة ولا يقوم بفك الخيط حتّى يتلف الخيط من تلقاء نفسه، هذه العادة سائدة حتى الآن لدى أصحاب المرابط ومالكي الخيول العربية الأصيلة التي قال فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)».

مدوّنة وطن esyria بتاريخ 25 تموز 2025 أجرت اللقاءات السابقة