جاء الحفل الختامي للمسابقة الوطنية الأولى لأولمبياد الذكاء الاصطناعي IOAI الذي أقيم في المكتبة الوطنية بدمشق تتويجاً لسلسلة من الأنشطة والجهود العلمية المتميزة التي بذلتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية خلال الفترة الماضية، وخطوة علمية بارزة ترسّخ موقع سوريا على خارطة التحول الرقمي العالمي.

وأعلنت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، أسماء الفريق الوطني الذي يمثّل سوريا في أولمبياد الذكاء الاصطناعي العالمي للمرحلة الثانوية “IOAI”، والذي يقام في جمهورية الصين في آب المقبل و يضم خمسة طلاب من المرحلة الثانوية هم جورج يازجي، بشارة عبدالله ناشد، ومحمد ورد، وجوليان وسوف، وجوليا الإيتوني.

فكرة طموحة تحولت إلى إنجاز على الأرض

أحمد فراس حمادة مدير الفعالية وأحمد حندي مشرف المسابقة

لم تكن فعالية اختيار فريق سوريا للأولمبياد الذكاء الاصطناعي مجرد تحضيرات لمشاركة في مسابقة، بل كانت قضية وطنية لتأسيس تمثيل سوريا في أهم مجالات المستقبل وفق المنسق الوطني للمسابقة، أحمد حندي والذي تحدث لمدونة وطن عن تحول الفكرة الطموحة إلى انجاز على الأرض قائلاً: لاحظت أن الذكاء الاصطناعي بدأ يتحول من مجرد تكنولوجيا متطورة إلى معيار عالمي تُقاس به قدرات الدول ويفتح لها أبواب المستقبل ولاحظت كيف تعمل الدول على بناء فرق وتشارك في مسابقات عالمية مثل “IOAI” وخصوصا أننا نمتلك طلاباً شغوفين وطاقات وعقولاً قادرة، ولكن كان ينقصنا المنصة.

وأضاف حندي: من هنا بدأت الرحلة وتحديداً بعد التحرير وتناقشت مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وتم الموافقة عليها وتواصلت مع اللجنة العالمية لأولمبياد الذكاء الاصطناعي، وحصلنا على الاعتماد الرسمي، وأصبحت سوريا ممثلة رسمياً بمسابقة أولمبياد الذكاء الاصطناعي.

الحضور و الطلاب المشاركين

برنامج تدريبي واسع لكل طلاب سوريا

وتابع حندي حديثه: وضعنا هدف واحد أن نعمل بشكل احترافي، فانطلقنا ببرنامج تدريبي واسع، وفتحنا المجال لكل طلاب سوريا بدون استثناء بعيداً عن المركزية، وأعلنا عن تصفيات وطنية مبنية على الكفاءة فقط، وكان هدفنا الوصول إلى فريق قادر ومتمكّن؛ لخوض هذه المسابقة ليس فقط من الناحية العلمية، ولكن اشتغلنا على المنطق والتفكير النقدي وبناء الحلول، وهنا لابد أن اشكر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية على دعمها الكبير الذي كان له دور أساسي في إكمال المشوار، وكذلك لجهود المدربين واللجان والطلاب أيضاً.

الدكتور باسل الخشي رئيس مجلس ادارة الجمعية المعلوماتية والاعلامي نديم معلا

مدير مسابقة الفريق الوطني السوري لأولمبياد الذكاء الاصطناعي الدولي أحمد فراس حمادة قال: نحن في الجمعية العلمية المعلوماتية السورية استطعنا بزمن قياسي خلال شهر ونصف الشهر إلى شهرين، أن نعمل تصفيات أولية، ثم معسكر مركز أول، خلال فترة 15 إلى 30 حزيران، وحالياً نحن في المعسكر الثاني؛ إذ يتدرب كل الفريق الوطني والذي عدده 12 طالباً وتتم تهيئتهم أيضاً إلى السنة القادمة، حتى نستطيع أن نأخذ جوائز، والتحدي الحقيقي مع الفرق العالمية، مثلاً الفريق الأميركي كانت فترة تحضيره سنة ونصف السنة، مؤكداً أن الفريق السوري قد تدرب على أيدي أفضل المدربين العالميين السوريين.

وتابع حمادة كلامه مؤكداً أن الفريق الوطني سيخضع لمعسكر تدريبي مكثف خلال تموز الجاري في مقر الجمعية بدمشق، بإشراف مدربين ومرشدين محليين وعالميين، بهدف رفع جاهزية المشاركين وتطوير مهاراتهم في بيئة محاكاة تنافسية.

وختم حمادة قائلاً: تخطو سوريا أولى خطواتها نحو تعزيز حضورها في الساحة الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، معتمدة على طاقات شابة طموحة، مدعومة ببيئة علمية بدأت تتعافى وتستعيد قدرتها على الإنجاز والمنافسة، وكلنا أمل أن نستضيف في الأعوام القادة هذا الاولمبياد على أرض سوريا.

إعادة تموضع سوريا دوليا في مجال الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية

وأوضح رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، الدكتور أحمد باسل الخشي أن هذا الحدث الوطني المهم جاء تتويجاً لسلسلة من الأنشطة والجهود العلمية التي بذلتها الجمعية خلال شهر حزيران الماضي، عقب حصولها على الاعتمادية الرسمية كشريك وطني للأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي IOAI، بالتنسيق مع اللجنة الدولية المنظمة، في إنجاز يندرج ضمن إستراتيجية إعادة تموضع سوريا في مصاف الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية، وذلك وفق توجيهات وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات المستمرة في مجالات دعم التحول الرقمي وتمكين الشباب السوري رقمياً، والتي تمثل اليوم ثمرة جهد وطني مشترك، ومؤشراً حقيقياً على التقدم المتسارع الذي تحققه سوريا في مجالات التكنولوجيا والمعرفة.

وأضاف: حرصت الجمعية العملية السورية للمعلوماتية على إجراء التدريبات ضمن مقرها في دمشق وفق مرحلتين، فالمرحلة الأولى استمرت تسعة أيام (من 16 إلى 23 من حزيران 2025)، وتضمنت التدريبات الأولية مجموعة من التمرينات حول مهارات الذكاء الاصطناعي ولغات الآلة والبرمجيات ذات الصلة، و مجموعة من مهارات التفكير.

وبناء على نتائج الاختبارات تم ترشيح الفائزين الأوائل من المرحلة الأولى للانضمام إلى المرحلة الثانية من التدريبات المعمقة لمدة خمسة أيام (من تاريخ 25 إلى 30 حزيران 2025)، والتي تنافس فيها المتسابقون ضمن بيئة تحاكي المسابقة العالمية IOAI.

واكد الخشي أن المسابقة تُعد نقلة نوعية في بناء كفاءات شبابية قادرة على تمثيل سوريا في المحافل التكنولوجية العالمية، وهي بداية المسيرة نحو حجز مكان دائم لبلدنا على خارطة التطور العلمي والتطور التكنولوجي.

فريق وطني يمثل سوريا بكل فخر واقتدار

بعد تدريبات مكثفة للمشاركين على مدى الأسابيع الماضية، تم اختيار نخبة من المتفوقين الأكفاء كفريق وطني لتمثيل البلاد عالمياً، في بداية جديدة لحضور سوريا في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.

أحد أعضاء الفريق الوطني الطالب بشارة عبد الله ناشد من مدينة حمص، والذي سيمثل سوريا في الصين؛ عبر عن افتخاره لتمثيل بلده بعد جهود كبيرة بذلها المنظمون والمدربون الذين قدموا معلومات مهمة للطلاب سواء من حضر إلى مقر الجمعية العلمية للمعلوماتية أو عبر الأون لاين في المحافظات دون تمييز، مؤكداً ثقته بقدرة الفريق على تحقيق تمثيل مشرف، وخاصة بعد التدريبات المكثفة التي غطت كل المحاور.

أما الطالبة من المرحلة الثانوية جوليا ممدوح الأيتوني من دمشق، والتي ستمثل سوريا في المسابقة، فقد عبرت عن فرحها بتمثيل سوريا في هذه المسابقة العالمية، وأشادت بالجهود التي بذلها الجميع طلاباً ومدربين ومشرفين ومنظمين لإنجاح عملية التدريب وإعداد فريق قادر ومتمكن، وخاصة الجمعية العلمية السورية التي هيأت أسباب النجاح عبر تنظيمها المتميز.

المنسق الوطني للمسابقة، أحمد حندي وجه الشكر لكل الطلاب المشاركين الذين كانوا جميعا شركاء في النجاح، حيث تميزوا بالحماس والإصرار والرغبة الحقيقية بالتعلم وهم وضعوا حجر الأساس للانطلاق والاستمرار في رحاب هذا المجال الواسع الذي سيعيد بناء سوريا من بوابة العلم والذكاء والابتكار.

وشكر رئيس مجلس ادارة الجمعية العلمية السورية للمعلومات جميع المؤسسات الرسمية الشريكة وأولها وزارة الاتصالات على رعايتها لهذا الحدث، وزارة التربية، والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة الطاقة، والمكتبة الوطنية وهيئة التميز والإبداع، والشركات الراعية، بنك البركة وشركة بي أوردر، وكل من أسهم في إنجاح هذه التجربة من المدربين المحليين والمدربين السوريين الموجودين في أميركا، والذين تبرعوا من وقتهم ليدربوا الفريق كما أشاد رئيس الجمعية بجهود المدارس المشاركة، والطلبة وأهاليهم.