ارتاح أهالي "بري الشرقي" والتي تبعد عن "سلمية" 15 كيلومتراً شرقاُ، من معاناة شديدة في نقص المياه بدأت منذ سنوات، بعد أن أعادت مؤسسة الآغا خان للتنمية شريان الحياة وتعويض نقص صهاريج المياه منذ 2016، وذلك بجر مياه آبار الشومرية التابعة إدارياً لمحافظة "حمص"، إلى قرية "بري الشرقي" ليلبي حاجة 14 ألف نسمة يعانون العطش.
ضمان وصول مياه شرب نقية وآمنة الى القرية
بدأ مشروع جر مياه الشومرية لـ"بري الشرقي" منذ أيار 2024 وبلغ طول خط الجر 24 كيلومتراً وقطر قساطل المياه البلاستيكية 8 إنشات على عمق متر ونصف المتر كما قال "سليمان الشيخ إبراهيم " رئيس البلدية خلال حديثه ل مدونة وطن وأضاف قائلاً:
"استغرق العمل خمسة أشهر بتكلفة بلغت 55 مليار ليرة سورية، برعاية مؤسسة الآغا خان للتنمية بالتنسيق مع مؤسسة المياه لمراعاة المعايير الفنية والهندسية، وليكون مثالاً حياً على الحلول المستدامة في قطاع المياه وضمان وصول مياه شرب نقية وآمنة الى المجتمعات.
وتابع كلامه: انتهى العمل بصيانة خزان القرية، وبدأ الضخ في 12 تموز 2025، بحجم 600 متر مكعب، وهناك خطة لبناء خزان بسعة 600 متر مكعب عند بئر الشومرية لضمان استمرار كفاية المياه، وتقوم وحدة مياه "بري الشرقي" بمراعاة دور توزيع المياه بحسب الأحياء حتى يغطي حاجة القرية التي كانت تعتمد على مياه الصهاريج المنقولة برعاية مؤسسة الأغا خان أيضاً.
خفف المشروع العبء المادي عن السكان ودعم استقرارهم
بعد معاناة طويلة لعدة سنوات و شراء الماء من الصهاريج المحلية وفي ظل وضع اقتصادي صعب لأهالي "بري"، ارتوى السكان بعد جر مياه من ينابيع الشومرية كما أوضح المحامي "أحمد مجر" 52 عاماً والذي أضاف لمدونة وطن: أتمنى الإسراع في بناء خزان جديد لاستدامة المياه، وأن تتم الصيانة في غير أوقات الصيف حتى لا يعود كابوس العطش، يعد هذا المشروع مميزاً في "سورية" لبعد المسافة التي جر فيها المياه وساهم في تخفيف العبء المادي و في الاستقرار السكاني، وإعادة نبض الحياة في القرية، فالعطش آفة دفعت لهجرة السكان إلى المدينة، كل الشكر لمؤسسة الآغا خان على دعم الإنسان لمتابعة الحياة بأبسط شروطها وهو الماء.
وأضاف "عبدالله حبابه" موظف متقاعد 51 عاماً قائلاً: أنا لا أملك إلا خزاناً بسعة 1000 ليتر مكعب، لا تكفيني وعائلتي إلا ثلاثة أيام لعدم قدرتي على شراء خزان آخر، أتمنى أن يكون دور المياه للحي كل ثلاثة أيام، مع العلم أن وحدة المياه قامت مشكورة بتوزيع المياه بشكل عادل، وأتمنى مراقبة الخط باستمرار لضبط أي تعديات عليه لأن أي انقطاع يدفعنا لشراء المياه لتغطية الحاجة، وألا يكون تقنين الكهرباء مع دور الضخ على الحي، والإسراع في بناء خزان جديد للقرية يلبي حاجة 14 ألف نسمة فيها، وختم حديثه بالتأكيد على أهمية المشروع الذي قامت به مؤسسة الآغا خان في تخفيف العبء المادي عن أهالي القرية كما أسهم في دعم استقرارهم في قريتهم وعدم التفكير بهجرها.