بدأت كمدرسة صغيرة تابعة لمطرانية "الأرمن الكاثوليك"، ولكنها غدت خلال سنوات قليلة أحد أشهر المدارس في "دمشق القديمة".

إنها "مدرسة النور" التي ولدت -في الحديقة الخلفية لكنيسة الأرمن الكاثوليك في باب "توما"- كمدرسة ابتدائية في عام /1965/ تضم عدداً قليلاً من الصفوف، ثم توسعت في عام /1980/ لتصبح مدرسة متكاملة تضم المراحل كافة وللجنسين معاً.

حسب اعتقادي، إن ما يميز مدرسة النور أمرين؛ الأول هو بناؤها الحميم حيث تشعرك الصفوف بدفء، وكذا الطلاب فنحن نعيش كأسرة واحدة مع المدرسين والإداريين، أما الأمر الثاني هو النظام التعليمي الذي يسعى إلى التفوق والنجاح

"شانتال لولي" طالبة في مدرسة "النور" قالت لموقع "eSyria" بتاريخ "1/11/2011": «حسب اعتقادي، إن ما يميز مدرسة النور أمرين؛ الأول هو بناؤها الحميم حيث تشعرك الصفوف بدفء، وكذا الطلاب فنحن نعيش كأسرة واحدة مع المدرسين والإداريين، أما الأمر الثاني هو النظام التعليمي الذي يسعى إلى التفوق والنجاح».

السيد "اسكندر سيوفي"

الأستاذ "اسكندر سيوفي" نائب المدير في المدرسة تحدث عن قصة تأسيس "مدرسة النور" بالقول: «في الحقيقة إن أرض المدرسة كانت عبارة عن حديقة تتبع كنيسة الآباء اليسوعيين وفي عام /1958/ قام السيد "حنين مقدسي" بشراء الأرض وتبرع بها لمطرانية "الأرمن الكاثوليك" بدمشق، وأخذت المطرانية في التفكير ببناء مدرسة خيرية لأولاد الفقراء والأيتام -بشكل مجاني-.

وفي عام /1965/ تم التأسيس الفعلي للمدرسة على يد السيد "جورج يغيا" -والذي يعد أول مدير لمدرسة "النور"-، حيث تم بناؤها على الطراز الأوروبي القديم وعلى عدة مراحل:

السيدة "هيلين درة" مديرة مدرسة النور

المرحلة الأولى كانت المدرسة عبارة عن عدد قليل من الشعب في الصفوف الابتدائية، وتدعى اليوم "مدرسة المنار".

أما المرحلة الثانية فكانت في عام /1980/ حيث تم إعادة ترميم البناء وتشييده ليصبح مدرسة رسمية تضم المرحلتين الإعدادية والثانوية وأطلق عليها في حينها اسم "عالي الشأن" ثم تحول اسمها إلى ما تسمى اليوم مدرسة "النور"».

صورة قديمة لأحد التكريمات في المدرسة

وأضاف الأستاذ "سيوفي" الذي يسمى في المدرسة "نائب الصاحب": «اعتقد أن سبب شهرة المدرسة هو نخبة المدرسين الذين تعاقبوا على التدريس فيها مثل (الاستاذ "توفيق أبو شنب" مدرس مادة الرياضيات، "عبدو شنيكر" مدرس مادة الفيزياء، "فيكتور بطل" مدرس مادة اللغة العربية).

في عام /1985/ خرجت مدرسة "النور" أول دفعة من طلابها، -ونحن إلى اليوم على تواصل معهم وأغلبهم يعملون في مجالات الطب والهندسة والثقافة؛ وأذكر على سبيل المثال (الطبيب "بشار شكر"، الطبيب "أنطون قايايان"، "رافي عربش") وكاتب السيناريوهات المعروف في التلفزيون السوري السيد "فادي قوشقجي"، ومجموعة من الفنانين مثل (الفنانة لينا شماميان، ونورا رحال)».

وتابع الأستاذ "سيوفي" حديثه بالقول: «تعتمد مدرسة "النور" بشكل أساسي على تدريس المنهاج الدراسي باللغتين "العربية والفرنسية"، وفي السنوات الأخيرة تم إضافة اللغة الانكليزية، وتعنى المدرسة بتقديم مجموعة واسعة من المواد وتوفير منهج تعليمي ذي نوعية جيدة يقوم على تنمية كافة المواهب عند الطلاب».

السيدة "هيلين درة" مديرة المدرسة ذكرت أن مدرسة "النور" تهتم بتقديم مناخ ملائم يوفر أسساً خصبة لتطوير نمو مريح لكل طالب، وأضافت قائلة: «تحاول مدرسة "النور" دائماً توفير كادر تدريسي ممتاز ذي درجة عالية من الكفاءة، حيث تم تجهيز المدرسة بكثير من التطورات الفنية والتقنية، فهناك مخبر للعلوم مزود بكافة المستلزمات المتطورة تبرع به السيد "نوبار طوراسيان"، وغرفة مخصصة لأجهزة الكومبيوتر، أيضاً يوجد مكتبة تضم مجموعة من الكتب لمختلف المراحل الدراسية حيث يعنى الكثير من المدرسين وخصوصاً في المرحلة الابتدائية بتوجيه الطلاب للاهتمام في القراءة والمطالعة أي تخصيص ساعة في الأسبوع لتنمية هذه الموهبة لديهم».

تابعت السيدة "هيلين" حديثها بالقول: «إن غاية المدرسة ليست ربحية بل هي مؤسسة تعليمية تضم جميع الطوائف وعدد الطلاب في صفوفها نموذجي، ويتم دائماً التواصل بين الأساتذة وأهالي الطلاب، أما عن نشاطات المدرسة فتقام الكثير من الفعاليات والحفلات الخاصة بالمناسبات الرسمية مثل (عيد المعلم وعيد الأم والأعياد الدينية وغيرها)، وتقيم المدرسة أيضاً في نهاية كل عام دراسي حفل لتكريم المتفوقين يحضره أهالي و شخصيات مهمة من وزارة التربية».

من الجدير بالذكر أن مدرسة "النور" الخاصة تقع في منطقة "باب توما" مقابل "حمام البكري".