أرخ "بيت العقاد الدمشقي" أساطير وحكايات منسوجة بكل جزئية من تفاصيله الشامية، ليرويها لأجياله، ليعرفوا مدى عبقرية الفنان الدمشقي في نسج روايات الحضارات التي تعاقبت على "دمشق".

موقع "eDamascus" سلط الضوء على "بيت العقاد الدمشقي" الذي يعد تحفة أثرية يكشف معالم تاريخية وحضارية مرت عبر العصور على مدينة "دمشق" وتركت في كل جزئية منه حكاية أو قصة من خلال أبوابه وجدرانه وباحاته وأسقفه.

يزخر "بيت العقاد" بالأوابد التاريخية التي تحكي حكايات حضارية قديمة مختلفة ومتنوعة توالت على دمشق، تظهرها أعمال التنقيب التي تجذب العديد من علماء الآثار للعمل على اكتشافها

يقول " أبو محمد شاكر النحاس" احد جيران "بيت العقاد" عن البيت: «يزخر "بيت العقاد" بالأوابد التاريخية التي تحكي حكايات حضارية قديمة مختلفة ومتنوعة توالت على دمشق، تظهرها أعمال التنقيب التي تجذب العديد من علماء الآثار للعمل على اكتشافها».

نموذج للفن الدمشقي

أما السيد "عمر النقشبندي" صاحب احد المحال التجارية بالقرب من "بيت العقاد" فيقول: «"بيت العقاد" مثال لروعة الفن الدمشقي القديم الذي أبدعه الفنان الدمشقي بيديه ليجسد تاريخ الأمم والحضارات على جدرانه بمزايا عمرانية وزخرفية ملونة خشبية ورخامية وحجرية متنوعة، وهذا ما نراه في معظم البيوت الدمشقية القديمة التي تحول معظمها إلى مطاعم وفنادق سياحية أصبحنا نفتقد إلى جمالها اليوم».

ويتميز "بيت العقاد الدمشقي" القديم بمزايا وصفات عديدة حافظ عليها عبر السنين.

الأيوان الدمشقي ببيت العقاد

يقول الباحث التاريخي "عبد الغني غازي" عن "بيت العقاد الدمشقي": «يعد "بيت العقاد" أو "قصر العقاد" من أهم البيوت الدمشقية في الشام، البالغة حوالي /400/ بيت تقريباً، حيث يحوي البيت الذي بني في "العهد المملوكي" في القرن الخامس عشر على النمط الدمشقي القديم جزءاً من قصر مملوكي ومجموعة من الغرف تقع في طابقين زينت برسومات طويلة على الجدران والأسقف منها ما أرخ في عام /1763/، ونقوشاً تعود لسنة /1754/، ويحوي أيضاً إيواناً وبحرة ونوفره وفسحة سماوية».

وعن اللوحة الفنية التي يحويها "بيت العقاد" والتي يبرز فيها إبداع الفنان الدمشقي، يضيف "غازي":

زخارف حجرية

«يحتوي "بيت العقاد" على لوحة فنية محاطة بسبعة إطارات بشكل زخرفي استخدمت فيها الأحجار الملونة وبداخلها رسم قرصين للشمس وخط هندسي عربي وعدد من شظايا الفخار الممزوج بالزجاج الذي اشتهرت به "سورية" من القرن الثاني عشر حتى الخامس عشر التي عثر عليها أثناء ترميم البيت».

ومازالت الآثار التي عثر عليها في "بيت العقاد" أو "قصر العقاد" كما هو متعارف عليه شاهد على تلك الحضارات التي مرت على "دمشق".

يقول أستاذ تاريخ "دمشق القديمة"، "معتز بعلبكي" في هذا الصدد: «تعود الآثار التي يشتمل عليها "قصر العقاد" إلى عدة عصور بدءاً من القرن السابع عشر وحتى /100/ سنة خلت، وحسب المصادر والنصوص التاريخية المختلفة والدراسات الأثرية لـ"دمشق القديمة" فان "جيرود الكبير" وهو ملك روماني بنى مسرحاً على طول الجهة الجنوبية للشارع المتجه مستقيماً معتمداً على خطة نظام الأزقة المقوسة قرب "سوق مدحت باشا"».

وأضاف "بعلبكي": «"قصر العقاد" الذي يقع في منطقة الأسواق القديمة قرب "سوق مدحت باشا" على مساحة قدرها /700/ متر مربع تحول إلى مركز ثقافي بعد الاتفاق بين الحكومتين السورية والدانماركية عام /1997/ على أن يقوم الجانب "الدانماركي" بترميمه واستثماره لمدة خمسين عاماً كمعهد ثقافي لإقامة الفعاليات الثقافية والفنية».

وتابع "بعلبكي" حديثه: « لقد حافظ "قصر العقاد" بعد عمليات الترميم التي استمرت ثلاث سنوات على النسيج العمراني للبيت الدمشقي القديم وعلى زخارف الجدران التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وتم حفظ وترميم أسقفه، ودهان الغرفة الزرقاء التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي تمثل مثالاً دمشقياً للنموذج المسمى "الروكوكو الممتلئ" زخرفة وزينة».