يتفرد أسلوب تصميمه بالتراثيّ، يزاوج إلى حدٍّ بعيد بين آثار "سورية" والعمق الوجودي للحضارات، وتنبثق من أجزائه روعة الماضي وإشراقة الحاضر، ومن بين وطأة التقنيات الحديثة تجد "بوابة دمشق" لوحةُ أثرية وأجواء تظهر الجمال والتاريخ والحضارة.
موقع eDamascus زار أحد هذه المطاعم وهو "بوابة دمشق"، حيث التقى أحد الزبائن "وليد عباس" الذي تحدث عن سبب اختياره لهذا المطعم قائلاً: «أحب دائماً القدوم إلى مطعم "بوابة دمشق" لأنني أجد هنا أشياء مميزة لا أجدها في المطاعم الأخرى، فهذه المساحات الواسعة الممتلئة بالبحيرات والشلالات المائية تسافر بك إلى عالم الاسترخاء الذهني، يعرض لك صورة أثرية عن البلد، ويفتح في أذهاننا صفحات الأصالة السورية. ولهذا المطعم طقوس خاصة تمسّ العادات الأصلية التي نفقدها في هذه الأيام، فنجد هنا كل ما نرغب في رؤيته، إنه اختصارٌ للمعالم الأثرية، وهذه المنشأة فخرٌ للوطن ولكل سوري، لأنها تعطي لكل زائر النظرة السورية الحقيقية الجميلة عن سورية».
إن الخدمة في هذه المنشأة تختلف عن باقي المنشآت، نظراً لكبر حجمها وكثرة أجنحتها وصالاتها، الموظفون ضمن طاقم الخدمة أغلبيتهم من العمالة المتدربة فندقياً، وأيضاً نقوم باتباع دورات وأساليب تدريس وتطوير باستمرار، ونعقد الجلسات على فترات متتالية، في كل يوم يحضر جميع الموظفين اجتماعاً يختص بالتوصيات والتوزيعات التي تخص المنشأة، الموظفون مقسمون حسب الأجنحة وفي فئات..
كما التقينا السائحة الفرنسية "ريليان ساتشي" وعن زيارتها لمطعم "بوابة دمشق" قالت: «هذه هي زيارتي الأولى لسورية، لقد قرأت عن مطعم "بوابة دمشق" في موسوعة "غينيس" وأحببتُ أن أعيش طقوسه السورية، أنا سعيدة بزيارتي له، هذا المطعم بنظري هو تكامل الفن والإبداع والخبرة، والدليل هو هذه المناظر من حولنا، وأنا معجبة جداً بروعته الهندسية والزخارف التراثية، التي تتعانق وتتمازج فيها الحضارة الشرقية، وبصراحة أستطيع أن أُشبّه جلوسي هنا بالجلوس على بساط الريح، الذي يأخذنا إلى عوالم الماضي وأصالته، أشعرُ هنا بعبق الحارات القديمة بأرقى التقنيات، إنها بنظري أجمل آثار سورية وأروع بقاع "دمشق"، وفيها تُقدّم المأكولات بمذاق فريد رائع ضمن أجواء سورية رائعة، وما أثار إعجابي هو رؤية حجر "النيزك" الذي لا نراه إلا في الفضاء».
وبخصوص بناء المطعم ودخوله إلى موسوعة "غينيس" التقينا مالك المطعم والمدير العام له السيد "مهند السمّان" حيث قال: «كان والدي السيد "شاكر السمان" دائماً يطمح إلى إنشاء مشروع كبير يترك بصمة مُضيئة للأجيال القادمة، ويساهم في تأمين أكبر عدد من فرص العمل لأبناء هذا الوطن فقرر إنشاء مطعم "بوابة دمشق"، وأعطيناه جُلّ اهتمامنا وجهدنا حتى أصبح أكبر منشأة سياحية في العالم، وتبلغ مساحة المطعم 54 ألف متر مربع، وهو يضم ما يقارب 1800 موظف خلال أشهر الصيف الناشطة، بنينا المشروع على أساس أنه سيكون أكبر مطعم في "سورية"، ولكن بعد تصفحي للإنترنيت عرفتُ أن أكبر مطعم في العالم كان مطعم "التنين الذهبي التايلاندي" الذي يتّسع لخمسة آلاف شخص، فأخبرتُ الجهات المعنية بموسوعة "غينيس"، وبعد فترة حصلنا على لقب أكبر مطعم في العالم، أردنا أن نسمّيه "بوابة دمشق" ليتعلّق اسم المطعم باسم أقدم عاصمة مأهولة في العالم "دمشق"، وحباً "بدمشق" فضّلنا هذا الاسم على غيره من الأسماء، استغرقنا في بناء المنشأة حوالي سنة وثلاثة أشهر، وكانت مدة وجيزة لأنّ العمالة العربية كانت تعمل بتواصل ضمن ورديات وعلى مدار اليوم بأجزائه، واستعنا بخبراء أجانب في بعض الأمور، وتكاليف البناء كانت عالية جداً نظراً لضخامة الحجم».
وفيما يتعلق بتصميم المطعم أضاف السيد "مهند السمان": «المطعم مصمّم بطريقة أثرية، لأن روح الماضي وعراقته تظلّ تطالب نفوس محبّيها بالرجوع إليها، فأردنا أن نجمع تصاميم أثرية مع مساحات تتخللها الشلالات والنوافير والبحيرات مع الخَضار الذي يفوح برائحة الغوطة، ونظراً لمساحته الكبيرة قسمناه إلى مطاعم وصالات، حيث كل صالة مقسمة إلى أجنحة وكل جناح يتفرد بتصميمه، وهنالك قاعة "الشرف" المخصصة لاستقبال كبار الشخصيات والمسؤولين والضيوف وتعبر عن طابع رسمي متميز، وبجانبها صالة "زنوبيا" حيثُ تتسع لـ 1800 ضيف في آن معاً، على مساحة قدرها ألف متر مربع، تتوزع فيها خمسة أجنحة متضمنة بحيرات مائية وشاشات سينمائية تعرض الأحداث مباشرة، وتتصل صالة زنوبيا بالصالة الصيفية الرئيسية، التي يتصدرها شلال ضخم وعلى يمينك ترتفع التراسات، والمطعم الإيطالي يطل على كافة الصالات وله أجنحة وتراسات صيفية وشتوية، تتصل بالمطعم الهندي الذي يعبر عن درّة معالم الهند، وفيه صالات مخصصة للمناسبات، إضافة إلى أقسام عديدة يُجلس فيها في كافة الفصول عدا الشتاء، وضمن مساحات "بوابة دمشق" تنتشر صالات ألعاب وبعض المحلات التجارية، ومسجد ليصلي فيه ضيوف البوابة. لم نبنِ هذا المشروع ليكون مطعماً فقط، ولكن بنيناه ليكون مساحة أثرية تُعبر عن أصالة التراث السوري، وأتمنى أن تزدهر السياحة من مرحلة إقليمية لمرحلة عالمية أكثر ونطمح برؤية كوادر متدربة من قبل الجهات السياحية حتى نكون متعاونين أكثر فأكثر».
وفيما يتعلق بطاقم الخدمة في مطعم "بوابة دمشق" تحدّث لنا مدير الخدمة "فايز الشيخ" عن الخدمات المقدمة قائلاً: «إن الخدمة في هذه المنشأة تختلف عن باقي المنشآت، نظراً لكبر حجمها وكثرة أجنحتها وصالاتها، الموظفون ضمن طاقم الخدمة أغلبيتهم من العمالة المتدربة فندقياً، وأيضاً نقوم باتباع دورات وأساليب تدريس وتطوير باستمرار، ونعقد الجلسات على فترات متتالية، في كل يوم يحضر جميع الموظفين اجتماعاً يختص بالتوصيات والتوزيعات التي تخص المنشأة، الموظفون مقسمون حسب الأجنحة وفي فئات..».
كما أن أحد الأسباب الهامة في نجاح "بوابة دمشق" هو المأكولات العريقة التي يقدّمها وفيما يتعلق بمطابخ المطعم الشيف "محمد غفران زرزور" يقول: «أشرفتُ على التصميم الداخلي لهذا المطبخ ورسمت خطوط تقسيم لتوزيع المهمات في كل قطاع، فالمطبخ "الهندي" يختص بتحضير المأكولات الهندية، اليابانية، الصينية، ويشرف على موظفي القطاع الهندي الشيف "ستيفن" الهندي، أما المطبخ "الإيطالي" الذي يترأسه الشيف "دوبارتي" فيختص بتحضير الوجبات الغربية، وأنا أشرف على كافة أقسام المطابخ وأقضي معظم أوقاتي في المطبخ "الشرقي"، الذي نُحضّر فيه الطبخ العربي، والأكلات الشرقية والآسيوية..».
ومن الجدير بالذكر دخول مطعم "بوابة دمشق" سجلات "غينيس" للأرقام القياسية عام 2008 كأكبر وأضخم مطعم في العالم، لاستيعابه 6014 كرسياً بكامل المعايير المطلوبة.