صوت عذب مملوء بالشجن، خرج من رحم "الجزيرة" ومن محيط عائلة فنية مسقط رأسها مدينة "رأس العين"، صوته وعشقه للطرب جعل منه فناناً متعدد الألوان والمواهب، غنى الأغنية الشعبية بكل أشكالها، مكللاً مشواره الفني بمئات الحفلات والأغاني الطربية، ليكوّن جمهوراً كبيراً أحبه وأحبهم.
موقع eHasakeh التقى بتاريخ 10/1/2011 الفنان "مصطفى خالد" في مدينته "رأس العين" وكان معه الحوار الفني:
"مصطفى" فنان مبدع ويملك صوتا عذبا، اكتشفت صوته منذ نعومة أظافره، فصوته قريب من صوت خاله الفنان "محمود عزيز شاكر"، وهو يعتبر بحق خليفة له
** بدايتي الموسيقية كانت في المرحلة الإعدادية من خلال عشقي وولعي لآلة العود التي قمت بشرائها والتدرب عليها، وفي عام 1980 أحسست بأنني أملك صوتا جميلا، وكان الفضل في ذلك يعود للفنان "محمد عزيز شاكر" والكاتب والملحن الكبير "يوسف برازي" اللذين انبهرا بصوتي وأعطياني آنذاك أغنية وقمت بأدائها، أما بدايتي التي اعتبر أن لها دورا كبيرا في صقلي كفنان فكانت عام 1985 من خلال الفرق الفلكلورية، وأيضاً عن طريق خالي الفنان والملحن الكبير "محمد علي شاكر" الذي أسس فرقة "بهار" الفلكلورية، لأبدأ انطلاقتي الأكثر جدية عام 1993 بالغناء في الحفلات والأعراس والمناسبات الرسمية.
** اختياري تعلق بعشقي لآلة العود منذ صغري، فأنا رغم أني لا أدعي أنني بارع في العزف على العود، لكني متمكن من العود مع نفسي فالعود جزء مني، والأكثر من ذلك يكمن في صوتي الطربي القريب جداً من آلة العود.
** التأثير الكبير كان بخالي الفنان "محمود عزيز شاكر" الذي وضع لي اللبنة الأساسية في مسيرتي الفنية، كما تأثرت منذ صغري بالفنان الكبير "فريد الأطرش" الذي أحفظ معظم ألحانه وأعزفها، وكذلك بالفنان "محمد عبد الوهاب"، إضافة إلى الفنان "محمد عارف جزراوي" و"تحسين طه" و"آياز يوسف"، وأعترف بأن هؤلاء الفنانين هم الذين نموا موهبتي وجعلوني أعشق الفن.
** أنا بطبعي أختار كلماتي بدقة، لأن ذوقي في الاختيار صعب جداً، والسبب الرئيسي يعود لقلة أعداد الشعراء الذين يكتبون الأغاني، فشعراء هذه الأيام يهتمون بالشعر الأدبي أكثر من الطربي، لذا الجأ أنا بنفسي لاختيار موضوع الأغنية، وأطلب من أحد الشعراء أن يدونها كشعر غنائي، وأكثر الشعراء الذين اعتمد عليهم الشاعر "علي شيخو" من محافظة "الرقة"، والشاعر "غمكين رمو"، والراحل "يوسف برازي"، وأعتمد في التلحين على الفنان "محمد علي شاكر" والفنان "حسين شاكر"، وحالياً أقوم أنا أيضاً من خلال خبرتي بتلحين بعض الأغاني منها أغنية "جقاس خوشبو شفا جو" ومعناها بالعربية "كم كانت جميلة الليلة الماضية" للشاعر الكبير "بي بهار".
** نعم وللأسف أصبحت الأغنية "الجزراوية" تتمثل بالمستوى الهابط للأغنية الشعبية الحالية وما أوصلها لهذا هو المستوى السيئ للكلمات، وهذا يؤثر ليس فقط على الأغنية بل على فلكلور المنطقة بأكمله، وهذا يعود لعدم وجود رقابة وقانون خاص يحمي الفن، لأن التطور الموسيقي يتطلب طريقا سليما وصحيحا وبأسلوب علمي.
** بصراحة لا، فالأغنية مهما كانت سريعة وغير منمقة تسيء للفن، ولكن الذي يجعلني متمسكا بالأغنية الشعبية في الحفلات والأعراس هو عائدها المادي كمصدر رزق لي، بالإضافة إلى أنني لا أنكر وجود بعض الإيجابية في الغناء بالحفلات والأعراس، كتدريب يومي للفنان وفتح أبواب لشهرته، لذا أنا أوازن بين الأغنية السريعة التي أصبحت مطلبا هاما لجمهور اليوم، وبين الطرب الذي أرى نفسي فيه.
** الأغاني الفلكلورية كانت القاعدة والركيزة الأساسية التي انطلقت منها، وهي التي أورثتني مخزونا هائلا من الأغاني، ولم أندم يوماً من الأيام لأني بدأت من الفلكلور، وخاصةً في أداء المواويل، وأنا مستعد للمساهمة في إغناء التراث الفلكلوري في المنطقة بكل ألوانه الجميلة، فلقد أديت أنواعا متعددة من الفلكلور الجزراوي وأهمها "الكردي" و"المردلي".
** بصراحة شهرتي كانت على الصعيد المحلي فقط، والسبب الأساسي في عدم الشهرة يعود إلى الإعلام الذي يقصر بتسليط الضوء على الفنانين بشكل عام، فأنا مثلاً تلقيت الشهرة من خلال الحفلات، وبعض اللقاءات الإعلامية في الخارج.
** الميزة تكمن في خروجي من مدرسة فنية قوية مدرسة "محمود ومحمد علي شاكر"، اللذين أضافا الكثير لموهبتي وصوتي الذي اكتشفوه وصقلوه بجهودهم، ليشكلا مني ومن ابن خالي الفنان "حسين شاكر" توءما رائعا في منطقة "الجزيرة"، ظهر خلال تفاهم وتمازج وتنسيق رائع في الأداء، وحاول العديد من الناس تقليدنا إلا أن محاولاتهم فشلت.
** ما أهم طموحات وآفاق "مصطفى خالد" المستقبلية؟
** الطموح حق مشروع لكل فنان، وطموحي أن أوصل صوتي وتراثي الفلكلوري لكل العالم، من خلال إدخال تطوير يتأقلم مع الواقع الحالي للأغنية الفلكلورية، ولكن بأسلوب جميل غير مشوه للتراث.
الفنانة "زويا" قالت عن "مصطفى خالد": «هو فنان بكل معنى الكلمة، وصوته الطربي يذهل المتلقي، فهو مزيج من الطرب القديم والحديث، بحكم أنه عاصر مرحلتين من الفن المرحلة القديمة والحديثة، كما أنه أضاف لمسات ساحرة بصوته لمنطقة "الجزيرة" والذي أوصل شهرته لخارج المنطقة».
الفنان "محمد علي شاكر" قال عن "مصطفى": «"مصطفى" فنان مبدع ويملك صوتا عذبا، اكتشفت صوته منذ نعومة أظافره، فصوته قريب من صوت خاله الفنان "محمود عزيز شاكر"، وهو يعتبر بحق خليفة له».
الفنان والملحن "محمود برازي" أضاف: «تعاملت من خلال عملي مع العديد من الفنانين، ولكن لـ"مصطفى" وقع خاص، فهو فنان يملك عاطفة وحساً مرهفين تجاه أغانيه، ويتعامل مع أغانيه بشكل أكاديمي، لديه طموح كبير وأتوقع أنه سيصل لهدفه».
وللتذكير الفنان "مصطفى خالد" من مواليد عام 1966 مقيم في مدينة "رأس العين"، خريج معهد متوسط صناعي.
