عندما تنتابنا مجموعة من الأسئلة، كيف؟، وأين؟، ولماذا؟، عندما نسترق النظر لتفاصيل روحية تتعلق بالحياة، عندما يزداد مشعر النبض وتتوسع الحدقات ويتعرق الجسد ونصاب بالقشعريرة، نتألم، نغضب، نفرح، نبكي، نضحك، تناقضات لا تفسير لها، نكون قد وقعنا بالحب، وكلنا يعلم أن الحب كالسيل الجارف متى جاء فإنه يجتاز الصخور ويبتلع الهضاب ولا يتوقف على إشارة مرورية حمراء ولا يسأل على أرض من أنا الآن، يأتي وحسب.
كثيرة هي التفاصيل المستقاة من وحي الحب، وكثيرة هي الدراسات والأبحاث المتعلقة بالحب، لذلك توجهنا إلى شريحة معينة من الشباب الجامعيين، لنسألهم ياترى هل باعتقادهم أن الحب مرض نفسي؟:
قرأت الكثير من الدراسات والأبحاث التي تؤيد أن الحب هو مرض نفسي ويجعل المرء يتصرف تصرفات ربما لا يتصرفها عادة، فالحب يدفع الإنسان للأعلى أو ينزله للأسفل، فالقوة التي يتحرك بها في جسم الإنسان تجعلني أؤمن بأنه ليس مرضاً نفسياً فحسب بل إنه وباء، لكنه وباء جميل
فيقول "ابراهيم صبح" : «الحب شىء خارج عن الطبيعة، خارج عن المألوف، بعيد كل البعد عن المنطق واللامنطق، وبالنتيجة لا يجب أن ندرجه ضمن إطار أي سؤال كسؤالك أو حتى ننتظر منه جواب يبرر أو يفعل، فلندع الحب خارج إطار المعادلة، فلنتلركه مجرداً وإن كان مرضاً نفسياً ومستحيل العلاج وقاتل ومميت فلن أتردد أن أصاب به».
ووصفه "مصطفى سلمان" بالوباء: «قرأت الكثير من الدراسات والأبحاث التي تؤيد أن الحب هو مرض نفسي ويجعل المرء يتصرف تصرفات ربما لا يتصرفها عادة، فالحب يدفع الإنسان للأعلى أو ينزله للأسفل، فالقوة التي يتحرك بها في جسم الإنسان تجعلني أؤمن بأنه ليس مرضاً نفسياً فحسب بل إنه وباء، لكنه وباء جميل».
ورفض "عثمان فتينة" هذا التصنيف : «لا يمكن أن يكون الحب مرضاً نفسياً يستوجب العلاج أو أن له دواء شاف، لكن يمكن أن يطلق عليه صفة المرض نتيجة التغيرات التي تصيب المرء عند الوقوع بالحب، ففي حال العلاقة الفاشلة تصيب الانسان أعراض نفسية سيئة، لكن إجمالاً هو شىء روحاني جميل لا يمكن للإنسان أن يعيش بدونه».
كذلك كان رأي "سلوى كحالة" : «مستحيل، فالحب شىء جميل بغض النظر عن نتائجه الإيجابية أو السلبية، فهو حالة ينتقل بها الشخص من عالم لآخر، ومن الطبيعي أن تتغير البنية الفيزيولوجية للجسد مع هذا التغيير، لكن لا يمكن أن ندرج هذه التغيرات ضمن إطار المرض وحتى لو كان مرضاً لا أظن أن الناس سيتوقفون عن الحب».
"علي عودة" : «مع احترامي لكل الدراسات والأبحاث العلمية والطبية التي تقيس ارتفاع وانخفاض الهرمونات قبل وبعد الحب، ولنتيجة هذا الاستطلاع، إن هذا الموضوع بالذات لا يمكن أن يقاس إلا بالعاطفة بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، وحتى يجب أن يكون بعيداً عن أي شىء منطقي، وصدق من قال من جن بالحب فهو عاقل».
ونظرت "ندى وهبي" إلى سؤالنا من ناحية علمية : «ربما يكون لهذا السؤال شيء من المنطق، ففي حال الدخول بعلاقة حب تنتاب المرء مجموعة من الأحاسيس التي لا تعد ولا تحصى، وبالمقابل عندما يفشل الإنسان في علاقة الحب تنتابه مجموعة أخرى من الأحاسيس والمشاعر ويصبح هنا منطوياً ومنعزلاً وربما عدائياً وسلبياً، وضمن كينونة العلاقة أيضا يكون محكوماً بجملة من التصرفات والأفعال التي تتناسب طرداً مع متغيرات العلاقة، فكل لحظة من الحب يرافقها متغير ما في الاحساس والسلوك، وبناء عليه ربما مستوى التغير في الإفراز الهرموني والغددي في حالة الحب يكون سبباً لنسميه مرض نفسي».
منهم من صرخ في وجهنا لا لست مريضاً بالحب، بل أنا عاشق ولتذهب كل الدراسات والأبحاث إلى الجحيم، ومنهم من باغته السؤال ووقف يفكر أمامنا بصوت عال، ومنهم من وافق بشدة، لكن في كل الحالات لا نستطيع أن نغير شيئاً، فإن كان مرضاً أم لم يكن، فلا شفاء منك أيها الحب!.