نظراً للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية ذات الطابع الديني المنتشرة في مناطق محافظة "درعا" السياحية، من مدينة "بصرى" شرقاً وصولاً إلى مدينة "نوى" شمالاً و"ازرع والشيخ سعد والمسجد العمري" بـ"درعا" البلد، وعبر مجموعة من الأضرحة والمقامات التي تلقى الاهتمام والزيارة من داخل سورية وخارجها. تسعى محافظة "درعا" لإدخال مفهوم السياحة الدينية والثقافية لجذب أكبر عدد من السياح ودفعهم للبقاء بالمحافظة فترة أطول.

للتعرف على كيفية عملية إدخال السياحة الدينية والإجراءات المتخذة بهذا الموضوع من قبل المحافظة، موقع eDaraa

إلى أن السياحة الثقافية والدينية هي حجر الأساس في السياحة السورية عامة، لأن المادة التي يتطلبها هذا النوع من السياحة متوفرة بكثرة ويحقق الإقبال عليها عوائد اقتصادية كبيرة وخاصة مع ما تتمتع به هذه الأماكن من خدمات سياحية وبقاؤها في الذاكرة المجتمعية للناس، وهو ما جعل الإقبال على هذه المواقع يتزايد بشكل مطرد عاماً بعد آخر

التقى مع المحامي "أنور الجهماني" عضو المكتب التنفيذي لقطاع السياحة حيث قال لنا: «أعدت المحافظة دراسة متكاملة للمواقع الأثرية المنتشرة بالمحافظة بالتنسيق مع الوحدات الإدارية، حيث ستقلع الدراسة في القريب العاجل لطرح فكرة التكامل في المنتج السياحي في المحافظة، ودفع السائح للبقاء أطول فترة ممكنة، ولمتابعة الأمر التقى محافظ "درعا" مع رؤساء الوحدات الإدارية، وتم الاتفاق على تفعيل جانب السياحة الثقافية في موقع "النبي أيوب" في بلدة "الشيخ سعد" ومقام "الإمام النووي" بمدينة "نوى" أولاً، وفي حال نجحت التجربة ستكون كنيسة "ازرع" و"مبرك الناقة" في "بصرى" و"الكاتدرائية" و"دير الراهب بحيرا" في المرحلة الثانية مباشرة».

مقام النبي أيوب في الشيخ سعد

وأضاف عضو المكتب التنفيذي: «أنه سيتم تخصيص جزء من المعونة التي تقدمها وزارة السياحة لإبراز السياحة الدينية في المحافظة باعتبارها مقصد العديد من الزيارات السياحية التي تقصد محافظة "درعا"، وخصوصاً حملات الحج والعمرة العابرة لسورية، إضافة لحملات بدأت تنظمها بعض المكاتب السياحية لأهمية هذا النوع من السياحة لكونه يقدم صوراً لحضارة الشعب السوري، ومدى التعايش الذي كان وما زال قائماً بين مختلف مكوناته الدينية عبر مختلف العصور إضافة لموارده الاقتصادية التي يمكن أن تتضاعف عبر برامج الترويج السياحي».

وتابع عضو المكتب التنفيذي بالقول: «تعمل المحافظة بالتعاون مع وزارة السياحة على الترويج لهذه المواقع عبر مختلف الوسائل الإعلامية المتاحة، وتقديم كل الإمكانات والخدمات السياحية لتأهيلها من خلال إحداث نقاط طبية متحركة في هذه المواقع، وتوفير المواصلات الآمنة والدليل السياحي المدرب، والشروحات والمطويات الإعلانية والترويجية إلى جانب التشجيع على الاستثمار السياحي والفندقي تلبية لاحتياجات الزوار والسائحين من داخل المحافظة وخارجها».

المحامي "أنور الجهماني"

وأشار المهندس "حسين مشهداوي" مدير الآثار بـ"درعا" «إلى أن السياحة الثقافية والدينية هي حجر الأساس في السياحة السورية عامة، لأن المادة التي يتطلبها هذا النوع من السياحة متوفرة بكثرة ويحقق الإقبال عليها عوائد اقتصادية كبيرة وخاصة مع ما تتمتع به هذه الأماكن من خدمات سياحية وبقاؤها في الذاكرة المجتمعية للناس، وهو ما جعل الإقبال على هذه المواقع يتزايد بشكل مطرد عاماً بعد آخر».

وقال مدير الآثار: «إن نسبة عالية من السائحين المحليين والأجانب تقبل على المواقع الأثرية المختلفة في المحافظة فلا يمر سائح من مدينة "بصرى" دون التوقف عند قصة "دير الراهب بحيرة" و"الكاتدرائية"، كما تزور المجموعات السياحية كنيسة "إزرع" إلى الشمال من مدينة "درعا" وتعرف هذه الكنيسة بالدير لدى سكان "حوران" فيقال "دير ازرع"، و" دير مارجرجس" أطلق على الشهيد "جاورجيوس "لقب "الخضر" وهو محبوب لدى الجميع من داخل المحافظة وخارجها، وتعتبر كنيسة "القديس جاورجيوس" في "إزرع" معاصرة لأهم الكنائس التي لا تزال إلى أيامنا تشهد للفن المعماري البيزنطي فيما تشمخ مئذنة المسجد العمري في "درعا" البلد، وهو من المساجد الإسلامية الأولى، ولذلك يطلق عليه اسم جامع "عمر" ويبدو عليه طابع العمارة قبل الإسلام نظرا لقدمه، ولقد أنشئت مئذنته المربعة عام 102 هجري 720 م.

وتشير إحصاءات المحافظة، بأن عدد زوار مدينة "بصرى" الأثرية خلال عام 2008 وصل إلى 307457 زائراً، منهم 87712 زائراً من الأجانب، و 8070 من العرب والباقي من المحافظات السورية.