"آهين سيدو" شابة مجتهدة وموهوبة من مدينة "عفرين" تميّزت بين زميلاتها دراسياً في مدرستها، ولكن مرض صعوبة النطق الذي تعاني منه منذ صغر سنها منعها من الاستمرار في الجلوس على مقاعد الدراسة إلى جانب زميلاتها فتركت الدراسة وودعت المدرسة إلى الأبد وهي في الصف الثالث الإعدادي.. فاختارت الفن، لأنّ ممارسة الفن -كما تقول- تتطلب الموهبة والصمت.. وهي تملك الموهبة وتظل صامتة معظم أوقاتها.

بتاريخ 10/4/2009 زار مراسل موقع eAleppo مركز "ميترا" لتعليم الأطفال قواعد الفن التشكيلي في مدينة "عفرين" وهناك و-بصعوبة بالغة-أجرى لقاءً مع الفنانة الشابة (من ذوي الاحتياجات الخاصة) "آهين سيدو" التي قالت معرّفةً عن نفسها: «اسمي "آهين نظمي سيدو" من مواليد مدينة "عفرين" في العام /1988/ درستُ حتى الصف التاسع حيث تركت الدراسة بسبب وضعي الصحي».

لقد تألمتُ كثيراً لأنّني تركت المدرسة بسبب الصعوبة في النطق التي أعاني منها منذ طفولتي، فقد كنت مجتهدة في صفي

وأضافت: «لقد تألمتُ كثيراً لأنّني تركت المدرسة بسبب الصعوبة في النطق التي أعاني منها منذ طفولتي، فقد كنت مجتهدة في صفي».

آهين.. وهي ترسم احدى لوحاتها

«في طفولتي -والكلام ما زال لها- لم أكن أقدر على النطق نهائياً ولكن بعد إجراء عملية جراحية لي من قبل طبيب أصبحت أتحدث ولكن بصعوبة بالغة، طبعاً ذلك كله لم يجعلني أستسلم للمرض فقد اخترت طريق الفن باعتباري أملك موهبة فطرية فيه، وقد شاركت خلال دراستي في مدرسة الاتحاد العربي في مدينة "عفرين" في الكثير من المعارض على مستوى المدرسة فقد نالت إعجاب الزوّار وكانت مشاركاتي عبارة عن لوحات فنية رسمتها على الورق وكذلك الرسم على البلور والمنحوتات الطينية، كما سجلت في دورة فنية بمدينة "حلب" -صالة تشرين ولكنني لم أقدر على المتابعة فيها بسبب البعد الجغرافي بين المدينتين».

«وبما أنّ آنستي في الأنشطة المدرسية وهي الآنسة "رقية" قد انتبهت لموهبتي الفنية من خلال المعارض التي شاركت بها في المدرسة، فقد شجعتني كثيراً وتكلمت مع أهلي كي أسجل في مركز "ميترا" لأتعلّم قواعد الفن التشكيلي وأصوله بشكل علمي فسجلت فيه حيث اتبع حالياً دورة في الرسم بإشراف الفنان "محمود بكر"».

من أعمالها الفنية

وعن أمنياتها وطموحاتها المستقبلية قالت: «طموحي هو أن أعمل بجد وهمة كي أطوّر نفسي من الناحية الفنية وكذلك المشاركة في معارض فنية كثيرة لكسب الشهرة والخبرة، والمشاركة في معارض فنية دولية لتمثيل بلدي "سورية" فيها بجدارة».

بعد هذا اللقاء التقينا بالفنان "محمود بكر" وسألناه عن المستوى الفني للفنانة الشابة "آهين سيدو" فقال: «لقد جاءت "آهين" إلى المركز وقد كانت متأثرة كثيراً بأسلوب الزخرفة الصينية التي كانت تمارسها منذ صغرها وهي الآن تتقدم في مجال الفن التشكيلي ولكن بصعوبة وبطء كبيرين بسبب صعوبة النطق التي تعاني منها وبالتالي صعوبة التفاهم فيما بيننا».

وختم حديثه بالقول: «أتوقع لها مستقبلاً فنياً كبيراً لأنّها تملك موهبة فطرية فنية كبيرة وقدرة فائقة على التعامل مع الريشة والألوان وسأعمل بكل جهدي على مساعدتها في تحقيق أحلامها وطموحاتها الفنية».