شمال، جنوب، شرق، بجانب... "ساحة السيوف" سأنتظرك، سنذهب،... هذا هو لسان حال أي اثنين أرادا أن يكون لقاؤهما، أو منطلقهما مدينة "جرمانا" بمحافظة ريف "دمشق"؟!

هذه الحقيقة أكدتها زيارتي الأولى لــ "جرمانا"، فما إن سألت أحد المارة عن مكان البلدية، حتى جاءني الجواب سريعاً، غرب "ساحة السيوف" بـــ "200" متر تقريباً؟!

"ساحة السيوف" أهم معلم في المدينة، فهي تتوسطها، وتتفرع عنها الشوارع الرئيسية نحو العاصمة، وأوتوستراد مطار دمشق الدولي ومدينة "المليحة"

فما هي حكاية هذه الساحة حتى تكون نقطة علام رئيسية لأي إنسان يجهل جغرافية مدينة "جرمانا" التي تتربع على مساحة قدرها نحو "520" هكتاراً، وتضم نحو "500" ألف نسمة؟

م. نبيل فندي

للتعرف أكثر على هذه الساحة التقى eSyria بتاريخ /4/3/2009/ بالمهندس "نبيل فندي" رئيس المكتب الفني ببلدية مدينة "جرمانا" الذي حدثنا قائلاً: «"ساحة السيوف" أهم معلم في المدينة، فهي تتوسطها، وتتفرع عنها الشوارع الرئيسية نحو العاصمة، وأوتوستراد مطار دمشق الدولي ومدينة "المليحة"».

أما تسمية الساحة بهذا الاسم على الرغم من أنها "ساحة الشهداء" حسب السجلات الرسمية، فقد جاءت حسب المهندس "فندي" من وجود السيوف الخمسة التي ضمها عمل فني بديع قامت به البلدية على مرحلتين في الفترة ما بين عامي /1992/ و/1995/ بهدف تجميل وتحسين "ساحة الشهداء".

ساحة السيوف

ويفسر لنا م."فندي" اختيار البلدية للسيوف من بين الأعمال الفنية التي قدمت في ذلك الحين فيقول: «الهدف ببساطة هو الإشارة إلى ارتباط الإنسان العربي، والسوري خاصة بتراثه العربي المجيد، والسيف كما نعرف جميعاً هو رمز للعزة والشموخ، والتراث العربي والإسلامي».

"ساحة السيوف"، العمل الفني الذي صممه الفنان الدكتور "مجيد جمول" الأستاذ في كلية الفنون الجميلة سابقاً، يظهر فيه - كما يقول السيد "زهر الدين الطويل" أحد كبار السن الذين التقينا بهم في جوار الساحة-: «تفاعل الحاضر بالماضي المجيد، إنه لوحة فنية بديعة تمثل القوة والعنفوان التي تجسدت بأبطال الثورة السورية الكبرى/1925/، وسورية اليوم الممانعة القوية الباسلة».

  • نٌفذ العمل على شكل مصاطب مختلفة الارتفاعات، وقد اعتلت المصطبة الأعلى المغطاة بالرخام الرحيباني السيوف الخمسة التي تتلاقى فيما بينها كما قبضة اليد، ويظهر بين كل سيفين لوحة فنية ولا أروع تمثل شخصيات مختلفة لها علاقة بالثورة واستمراريتها، وقد زٌينت السيوف التي صنعت من الحديد ومعادن أخرى مقاومة للعوامل الطبيعية، زينت بالرسوم، والنقوش، والكتابات حيث كتب على كل سيف بيتين من الشعر نذكر من هذه الأبيات:
  • السيف ليس حديداً زان صاحبه لكنه الأشجعان القلب والعضد

    أصابع كف اليد في العد خمسة ولكنها في مقبض السيف واحد

    إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا

    بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا