في عزفه حس مرهف وأسلوب يقتحم القلوب دون استئذان، ولطالما أمتع الجميع في الأعراس والحفلات بتلك المعزوفات الشركسية الجولانية الجميلة التي يعشقها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنان "لؤي بجدوغ" عازف الأكورديون بتاريخ 22 آب 2020، وتحدث عن بدايته مع العزف بالقول: «في أيام الصغر وتحديداً بعمر 17 عام كنا نرى العازفين الماهرين في الحفلات والأعراس الشركسية وكيف كان الجميع يحترمونهم ويعطونهم المكانة اللائقة بهم، وهذا أثر في نفسي فقررت أن أتعلم العزف على الأكورديون وقد تعلمت العزف عن طريق سماع الموسيقا الشركسية لكبار العازفين وتطبيقها على أكورديون صغير توفر لدي، وكذلك متابعة عزف الأقارب والنظر إلى أيديهم ومنهم "نبيل أباظة" و"فؤاد بجدوغ" الذين كان لهم الفضل في تعليمي.

أتمنى للفرقة النجاح الدائم والمثابرة في تقديم الأفضل، واقترح إدخال الرقصات الجولانية في كل حفل لتعريف الجيل الصاعد بهذا التراث الجميل وبالموسيقا الجولانية، ومع تطور الموسيقا الشركسية لا بد من المحافظة على التراث القديم فهو الأساس

كما أنني أحببت الأكورديون كونها الآلة المستعملة عندنا بالأفراح والمناسبات وكبرت وأنا أسمع صوتها وألحانها عذبة تدخل في النفس، حيث أنني أعزف الألوان الموسيقية الدارجة في المجتمع الجولاني الشركسي كالمعزوفات الحماسية والهادئة وكل معزوفة في التراث لها رقصة معينة ووقت تعزف فيه».

مشاركته في مهرجان مايكوب 2003

وحول مشاركاته يضيف: «لدي مشاركات مستمرة في الأعراس والحفلات فقد شاركت في إحياء كافة الحفلات والأمسيات الفنية التي أقامتها لجان الجمعية "الخيرية الشركسية" المختلفة في مقر الجمعية وخارجها منذ عام 1983، كما شاركت في العزف لفرق الأطفال للرقص الشركسي عام 1983 مع المدرب "هيثم ماشفج" ولفرق الكبار عام 1988 مع المدرب "شريف إدريس" في حفلات عدة على مسرح فندق "الشام" في "دمشق" ومسرح نقابة الفنانين في "حلب".

وشاركت مع الفرق الشركسية في منظمة "شبيبة الثورة" في مهرجانها بـ"طرطوس" عام 1983 ومع فرق الأطفال في مهرجانات "طلائع البعث" أيضاً في "طرطوس" و"القنيطرة"، إضافة إلى العديد من المناسبات الوطنية والقومية، وكانت المشاركة المحلية الأبرز في مراسم استقبال قداسة البابا "يوحنا بولس الثاني" في زيارته التاريخية إلى مدينة "القنيطرة" المحررة حيث كنت العازف الوحيد المرافق للفرقة وقمت بالعزف المتواصل لمدة ساعتين كاملتين».

شهادات الدبلوم الحاصل عليها

أما عن مشاركته الخارجية المميزة في المهرجان العالمي الأول للفلكلور الشركسي في مدينة "نالتشك" في "روسيا" عام 1991 يقول "بجدوغ": «ذهلت وأنا أشاهد لأول مرة في حياتي ملعب كرة قدم ممتلئ بالعازفين والراقصين من كافة البلاد وكان الوقت المعطى لي ثلاث دقائق، فقمت بتقديم معزوفة شركسية واحدة وكان المسرح مضاء والملعب مطفأ وعندما انتهيت ضجت المدرجات بالتصفيق فأشعلوا الأضواء ودعيت إلى المسرح مرة أخرى، وقدمت معزوفة ثانية وأثناء إقامتنا في "نالتشك" كانت الوفود المشاركة دائماً تدعوني للعزف بحجة أن عزفي قريب من القلب ويطرب الجميع، والطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة لا توصف وأعجبني استقبال الناس الحار لنا والمحافظة على العادات الشركسية من خلال قيام كل قرية بفتح خيمة شركسية وتقديم المأكولات الشركسية، وحصلت على دبلوم المشاركة في المهرجان.

وأيضاً كنت من الوفد المشارك في المهرجان الثاني للأغنية الشركسية "مايكوب" عام 2003 والذي كان مؤلفاً من خمسة أعضاء، قدمت خلال المهرجان خمس معزوفات على آلة الأكورديون، وأذاع رايو الأديغي يومياً فقرات المهرجان فكنا نسمع أغنيات ومعزوفات المشاركين ونحن نسير في شوارع "مايكوب".

المدرب "نسيم خواظ"

خلال كافة فعاليات المهرجان وخصوصاً لحظة الوقوف على المسرح والمسيرة في شوارع "مايكوب" غلبت مشاعر الفخر والاعتزاز لتمثيلنا بلدنا الحبيب "سورية" ورفع اسمه عالياً في هذه التظاهرة الفنية».

وعن الفرقة الفنية للجمعية "الخيرية الشركسية" يقول: «أتمنى للفرقة النجاح الدائم والمثابرة في تقديم الأفضل، واقترح إدخال الرقصات الجولانية في كل حفل لتعريف الجيل الصاعد بهذا التراث الجميل وبالموسيقا الجولانية، ومع تطور الموسيقا الشركسية لا بد من المحافظة على التراث القديم فهو الأساس».

"نسيم خواظ" مدرب فرقة رقص شركسية يقول: «يعدّ الفنان العازف "لؤي بجدوغ" من كبار العازفين المختصين بالمعزوفات والأغاني والموسيقا الشركسية القديمة ذات الطابع الجولاني المحبب لفئة كبيرة من السوريين الشركس، وله شعبية كبيرة لدى جيل الشباب وكبار السن خاصة عندما ينفرد بالعزف في الأعراس أو الحفلات الموسيقية الشركسية على آلته المحببة الأكورديون.

وأنا كمدرب لفرقة رقص شركسية أفتخر بوجوده معنا بمشاركته بفقرات منفردة كفواصل موسيقية تزيد حماس الجمهور بأدائه المتميز بالمعزوفات الجولانية».

جدير بالذكر أنّ الفنان "لؤي محمد ناجي بجدوغ" من مواليد قرية "المنصورة" في "الجولان" العربي السوي المحتل عام 1963.