"بسمة شيخو" فنانة تشكيلية سورية أحبت عالم الرسم والألوان ومازالت تبحث عن هويتها الفنية، فهي تؤمن أن الموهبة إذا لم يرافقها عملٌ دؤوب وتمرينٌ مستمر فلا مجال لأن تصبح مميزة ومرئية.
الشاعر "عمر شبانة" قال عنها: «تستحضر عالمها الخاص، في تجربتها التشكيلية قدر من الشاعرية والحلم والطفولية، وذلك من خلال التكوينات التعبيرية التي تحمل مضامين الطفولة والأمومة والحب، كما يبدو في لوحتها "مدينة الحب"، بخطوطها الناعمة وشفافية ألوانها وزخرفتها، وبرومنسية الوجهين اللذين يمثلان الرجل والمرأة في ذروة العشق من جهة، واستلهام الحكايات والأساطير من جهة أخرى».
لوحاتها تحلق في فضاء الشاعرية، فهي كرسامة تائهة في ألق الكلمات، وتجعل فن الرسم فناً قابلاً للخروج عن حدوده الفنية الصرف
وأضاف الناقد "محمد عبيدو": «لوحاتها تحلق في فضاء الشاعرية، فهي كرسامة تائهة في ألق الكلمات، وتجعل فن الرسم فناً قابلاً للخروج عن حدوده الفنية الصرف».
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 أيار 2014 الفنانة التشكيلية "بسمة شيخو"، وكان هذا الحوار:
** بدأت الرسم بعمر ثلاث سنوات تقريباً، وكان للأهل دور كبير في تشجيعي على هذه الموهبة، ولحسن حظي احتفظوا برسوماتي في تلك المرحلة، وفي عمر ثماني سنوات التحقت بمركز "أدهم إسماعيل" وكنت أذهب مبكراً لأرى ما يتدرب عليه طلاب الفنون الجميلة وأحاول تقليدهم بكل ثقةٍ وحب إلى أن أصبحت بينهم، وكانت البداية الجميلة في كلية الفنون بجامعة "دمشق".
** الألوان واضحة وجريئة في لوحاتي وكذلك التكوينات، رسومي بعيدةٌ عن الأشكال المبهمة والألوان المتداخلة، ولكن إلى الآن مازلت أبحث عن أسلوبي الخاص، أسلوباً يميّزني لا أشبه معه أحداً، فأنا الآن أتنقل ما بين الخامات والأساليب باحثةً عن هويتي الفنية.
** تعدّ مشاركاتي الفنية متواضعة، فقد شاركت في معرض الربيع الذي تقيمه وزارة الثقافة، وفي عدد من المعارض الجماعية في صالة كلية الفنون الجميلة وبعض الصالات الخاصة.
** لا أظن أن استخدام اللون هو مقياس لحرفية الفنان، فهناك أسماء كبيرة وتجارب عالمية مهمة كانت بالفحم مثلاً أو بالأبيض والأسود فحسب، ولا ينقص ذلك من روعتها وجمالها شيئاً، إلا أن الاستخدام المناسب للون في الوقت نفسه يخدم اللوحة حقاً بشكل إيجابي ويشكل عنصراً مهماً في جذب عين المتلقي وانتباهه، فدراسة الألوان وتأثيرها السيكولوجي من الضرورات بالنسبة للفنان.
** هناك من يقول: إنه ليس هناك موهبة بل هناك تدريبٌ مستمر، أوافق إلى حدٍ ما على هذا القول؛ لأن الموهبة إذا لم يرافقها عملٌ دؤوب وتمرينٌ مستمر فلا مجال لتكون مميزة ومرئية ضمن هذا العالم المزدحم بالتجارب الحقيقية والمزيفة.
** أجد نفسي في الاثنين معاً؛ فأنا أكتب وكأنني أرسم لوحة وأرسم لأحكي قصة، فالفن والشعر يكمل أحدهما الآخر؛ فعندما يُغلق أمام الكلمات بابٌ أفتحه بالألوان، وعندما يتعب قلمي تسانده الريشة، أحياناً أرسم بالألوان قصائد مزركشة تفترش بياض اللوحة، وأحياناً ألوّن قصيدتي بالكلمات لتظهر في الخيال لوحة لا ينقصها شيء.