لا يحتاج الأمر في تلك اللعبة إلا خمسة أحجار صغيرة ولاعبين اثنين أو أكثر، لها عدة تسميات، ومع أنها مجهولة التاريخ والنسب إلا أنها منتشرة بكثرة بين أطفال "اللاذقية"...

للتعرف أكثر على تلك اللعبة التقت مدونة وطن "eSyria" الطفل "حسين السعدي" من قرية "اسطامو" بتاريخ 7 كانون الأول 2013؛ الذي تحدث عن لعبة "المصطبة" التي يمارسها مع أصدقائه في المدرسة وتحديداً في فصل الشتاء، حيث لا تسمح الأمطار والرياح باللعب في الخارج، وعن تفاصيل اللعبة يقول: «تحتاج إلى خمسة حجارة صغيرة الحجم، نقوم أولاً بفردها على الأرض والتقاط أحدها ورميها عالياً وقبل أن يسقط على الأرض نلتقط أحد الحجارة على الأرض ونمسك بالحجر الذي رميناه عالياً، نكرر هذه العملية حتى انتهاء باقي الحجارة الأربعة، ومع كل حجر ننشد: (بيتك يا مصطبة واحد.. بيتك يا مصطبة اثنين...إلخ) حتى تنتهي الأحجار».

نسمي تلك اللعبة بـ "الحصيبة" وقد علمتني إياها خالتي وهي من سكان مدينة "جبلة"، وأنا علمتها لأصدقائي، وأصبحنا نبحث عن الحجارة المناسبة لنلعب هذه اللعبة الممتعة

وعن المرحلة الثانية للعبة يقول: «بعدها نقوم بفرد الحجارة مجدداً على الأرض على غرار المرحلة الأولى، ولكن في هذه المرة نقوم بالتقاط الحجارة على الأرض (اثنين اثنين) بدلاً من واحد يلي الآخر، وبعد إتمام هذه المرحلة تبدأ المرحلة الثالثة حيث نقوم بفرد الحجارة على الأرض مجدداً وبذات الطريقة نرمي الحجر إلى الأعلى ونلتقط باقي الحجارة على الأرض في المرة الأولى نجمع ثلاثة منها والمرة الثانية نجمع الحجر المتبقي، بعدها نحاول جمع كل الحجارة على الأرض والتقاط الحجر قبل أن يسقط بذات اليد، وبعد ذلك نصل إلى المرحلة الأخيرة التي نسميها "الدودة" حيث نجمع كل الحجارة ونضعها على كف اليد من الخارج ثم نقذفها ونحاول أن نمسكها براحة اليد دون أن يسقط أي حجر منها وبذلك تنتهي اللعبة وإن استطاع اللاعب إتمام تلك المراحل دون أن يخسر في إحداها، ويحين دور اللاعب الثاني».

أما عن ميزان الخسارة فتحدث الطفل "مقداد إبراهيم": «يخسر اللاعب في حال لم يستطع إتمام المراحل السابقة، ويبقى ينتظر دوره ليكمل من حيث خسر دون أن يبدأ اللعبة من جديد، حيث يخسر اللاعب إذا سقط الحجر على الأرض قبل أن يمسك به، فالأهم في اللعبة أن يكون سريعاً حيث يمسك كل الحجارة ولا يسمح لها أن تسقط منه».

أدواتها بسيطة وتعدّ من أمتع الألعاب التي يمارسها الأطفال في "اللاذقية"، حيث يقول الطفل "أحمد جعفر" من سكان "حي المنتزه": «نسمي تلك اللعبة بـ "الحصيبة" وقد علمتني إياها خالتي وهي من سكان مدينة "جبلة"، وأنا علمتها لأصدقائي، وأصبحنا نبحث عن الحجارة المناسبة لنلعب هذه اللعبة الممتعة».

أما الباحث "حيدر نعيسة" فتحدث عن لعبة (خمسة أحجار) بالقول: «أصول هذه اللعبة غير معروفة، ولكن من الواضح أنها لعبة قروية، وأدواتها البسيطة من الحجارة تدل على هويتها الريفية، وربما يكون الأطفال قد اخترعوها منذ سنوات كثيرة مضت لإمتاع وقتهم أيام الشتاء والبرد القارس، ولربما تكون إحدى أخوات لعبة "الضاما"، ويطلق عليها العديد من التسميات حسب المناطق: "كالحصيبة واللقوس والبحيصة والمصطبة"».