مراحل عديدة تتخلل الاستعداد للزواج في إطار عادات متوارثة عن الآباء والأجداد، ومن ضمنها ما أطلق عليه "مشية الزلم" (الرجال) التي بقيت حاضرة في الذاكرة وتروى كقصص وحكايات للأولاد والأحفاد.
مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث في العادات والتقاليد والكلمات الديرية "كمال الجاسر" ليحدثنا عن مشية الزلم، يقول: «مشية الزلم أو (الرجال) وهي اجتماع مجموعة من الرجال لمرافقة عريس يخصهم إلى بيت عروسه المرتقبة، بعد الموافقة والقبول من أهلها عليه، ويكون عددهم مرتبطاً بسعة الغرفة أو المكان الذي سيتم استضافتهم فيه من قبل أهل العروس».
مشية الزلم أو (الرجال) وهي اجتماع مجموعة من الرجال لمرافقة عريس يخصهم إلى بيت عروسه المرتقبة، بعد الموافقة والقبول من أهلها عليه، ويكون عددهم مرتبطاً بسعة الغرفة أو المكان الذي سيتم استضافتهم فيه من قبل أهل العروس
ويتابع "الجاسر": «بعد تحديد العدد المناسب من الرجال ينطلق الموكب إما مشياً إذا كان منزل العروس قريباً أو أنهم يذهبون بموكب سيارات حيث يتم إيقافها بعيداً عن بيت العروس ويترجل الرجال ليكملوا الطريق سيراً ويكون هناك على باب بيت العروس عائلتها بانتظار استقبال الضيوف والترحيب بهم ويدخلون المنزل ويجلسون ويقوم كبير العائلة - والغالب يكون والد العريس- بطلب العروس أمام الرجال الحاضرين ويتم القبول من قبل أهل العروس وتقدم الضيافة، ويتبادل الرجال الأحاديث في ما بينهم ومن ثم ينصرفون، ويبقى العريس لتدخل النساء والعروس عليه ليلبسها الذهب المتفق عليه ويكملوا الفرحة».
أما "سامر نوارة" وهو موظف في الزراعة يقول: «كثيرة هي العادات والطقوس التي اندثرت أو أهملت وتأثرت بكثير من الأمور التي جعلت منها تراثاً يعتز به دون أن يكون له تطبيق على ارض الواقع، وبات البعض ينظر إلى المتمسكين بهذه العادات على أنهم يخضعون لعادات عفّى عليها الزمن، ولكن مع ذلك لم نستغن نحن في مدينة وريف دير الزور عن الأساسيات رغم الحداثة فنحن نعتبر مشية الرجال نوعاً من الفخر سواء من جهة العريس حيث يفخر بأعمامه وأخواله وأصدقائه، وأيضا العروس تعتز بكون عريسها له هذه العزوة من الرجال وأنهم جميعهم جاؤوا لطلب يدها».
وممن لم يتخلوا عن هذه العادة في طقوس زواجهم الشاب "شادي شهاب" الذي قال: «لم يكن هناك من شيء يرهبني في الزواج إلا مشية الزلم فقد كنت مرتبكاً بعد أن تم الاتفاق على كل شيء ولم يتبق إلا هذه الخطوة، وذلك الارتباك سببه الإحراج فكل الرجال سيذهبون لطلب يد العروس لأجلي أنا، وسأتحمل مسؤولية اكبر أمامهم فأذكر حينما دخلوا جميعهم وبدأت الحوارات ووالدي طلب يد زوجتي حالياً، والأنظار تتوجه إلي وكل منهم يرمي بعبارة لتلطيف الجو وتخفيف العبء عني ومنهم من يعطي نصيحة، ولكن كل ذلك له متعته وما يميزه في الذاكرة من غيره من الأمور وأنا برأيي أعتبره تقليدا تراثيا جميلاً».
أما "هالة شهاب" زوجة شادي فتقول: «عندما اتفقنا على كل شيء أنا وشادي ولم يتبق سوى مشية الزلم سألني ما العدد الذي يمكن أن يحضره؟ فتمنيت بلحظتها أن يحضر ألف شخص فهي مفخرة لي أمام صديقاتي والمقربين لأتباهى في المستقبل بهذا الأمر ولكن التقيد بسعة المكان وضع حداً لمخيلتي فحددت له العدد المناسب الذي لا يحرجه ويحرجني، وبرأيي أنا يبقى الزواج منقوصاً إذا لم تكن مشية الزلم حاضرة فيه».