يقوم الريفيون في محافظة "حلب" بحفظ ثمار اللوز الخضراء والمجففة في منازلهم كمؤونة لفصل الشتاء.

موقع eAleppo زار أحد حقول اللوز في منطقة "عفرين" والتقى السيد "إبراهيم عمر" أحد مزارعي منطقة عفرين والذي قال: «تعود زراعة أشجار اللوز في المنطقة إلى فترات قديمة وهي من الأشجار المحببة لدى الريفيين إذ يستعملون ثمارها كمؤونة سنوية وذلك بحفظها بعدة طرق كالتخليل والتجفيف بالشمس ليتم تناولها في فصل الشتاء.

تعود زراعة أشجار اللوز في المنطقة إلى فترات قديمة وهي من الأشجار المحببة لدى الريفيين إذ يستعملون ثمارها كمؤونة سنوية وذلك بحفظها بعدة طرق كالتخليل والتجفيف بالشمس ليتم تناولها في فصل الشتاء. لزراعة أشجار اللوز تُحفظ بعض الثمار /الحب/ في البيت بعد تجفيفها وإزالة قشرها عنها وفي أربعينية الشتاء توضع تلك الحبات تحت التراب ومع بداية فصل الربيع تنبت الأشجار وخلال ثلاثة أو أربعة مواسم تبدأ بحمل الثمار

لزراعة أشجار اللوز تُحفظ بعض الثمار /الحب/ في البيت بعد تجفيفها وإزالة قشرها عنها وفي أربعينية الشتاء توضع تلك الحبات تحت التراب ومع بداية فصل الربيع تنبت الأشجار وخلال ثلاثة أو أربعة مواسم تبدأ بحمل الثمار».

تقشير الثمار

زوجته السيدة "سهام محمد" قالت حول طرق حفظ ثمار اللوز: «القسم الأكبر من ثمار اللوز يتم تناولها من قبل الريفيين حينما تكون خضراء حيث تتميز بطعمها الحامض والجاذب للإنسان، إنّ فترة بقاء الثمار خضراء طازجة تكون في منتصف شهر نيسان ولا تدوم سوى أسبوع أو عشرة أيام حيث تبدأ الثمار باكتساب القساوة، وخلال هذه الفترة تقوم النسوة بتخليل الثمار وذلك بقطفها وغسلها جيداً ووضعها في قترميزات زجاجية مع إضافة الماء المالح فوقها ومن ثم إغلاق فتحات القترميزات بإحكام كي لا يتسرب الهواء إليها فيفسدها وفي فصل الشتاء تفتح القترميزات ليتم تناول الثمار إلى جانب مختلف الطبخات الريفية مثل "الرز" و"البرغل" وغيرها كما تُعطى بعض الحبات المخللة للمصابين بالزكام والكريب لأنها من الأدوية الشعبية المفيدة والمجرّبة في علاج مثل هذه الحالات.

وخلال شهري أيار وحزيران تكتسب الثمار القساوة ولا تصلح للأكل فيتركها الفلاحون على الشجرة حتى منتصف شهر آب ليبدؤوا بقطافها استعداداً لحفظها».

تجفيف الحبات المقشرة تحت الشمس

وأضافت: «شعبياً هناك نوعان من اللوز فمن حيث الطعم هناك "الحلو" و"المرّ" ومن حيث قساوتها هناك "القيسي" و"القاسي" فالقيسي سهل التكسير بغية استخراج قلوبها أما القاسي فيحتاج إلى مطرقة أو حجرة ليتم تكسيرها ولذلك تبقى الثمار القاسية محمية بشكل طبيعي من هجمات طيور "نقار الخشب" الذي يعتبره الفلاحون عدو ثمار اللوز الأول في المنطقة، الثمار القاسية تسقط على الأرض بمجرد أن يبدأ هذا الطير بنقرها بينما يبقى النوع "القيسي" غذاؤها المفضل لأنه سهل الكسر كما قلت ولإبعاد "نقار الخشب" عن حقول اللوز نهائياً يلجأ المزارعون إلى صنع فزّاعات بشكل إنسان أو أفاع وغيرها لإخافتها ومطاردتها.

لحفظ الثمار يتم قطفها ونقلها إلى البيت ليشارك جميع أفراد الأسرة بتقشيرها /إزالة قشورها الخضراء اليابسة/ ومن ثم وضع الحبات المقشّرة تحت الشمس لعدة أيام حتى تجف تماماً وبعد هذه المرحلة إما توضع الحبات في أكياس قماشية خاصة وتُحفظ في مكان جاف بعيد عن الرطوبة أو يتم تكسيرها مباشرة لنزع قلوبها وحفظ القلوب بنفس الطريقة السابقة، طبعاً هذا بالنسبة للثمار الحلوة أما بالنسبة للمرّة فإننا نبيعها في الأسواق لأصحاب محلات الحلويات الذين يستعملون قلوبها لتزيين قطع الحلوى الفاخرة بعد تحليتها بالماء».

قلوب اللوز لتزيين الطبخات الريفية

وعن استعمالات قلوب اللوز في فصل الشتاء قالت: «في الريف نقوم بخلط قلوب اللوز والجوز مع الباستق المصنوع من عصير التين المغلي والمجفف ونقوم بتناولها وتقديمها للضيوف وخاصّة خلال سهرات الشتاء الطويلة وذلك كأفخر أنواع الحلويات التقليدية في الريف، كما نستعمل القلوب بعد تحميصها في تزيين مختلف الأكلات الريفية وخاصّة تلك التي نقوم بإعدادها في مناسبات الولائم والعزائم كطبخات "البرغل" و"الرز" كما نضيفها إلى المزيج الذي يدخل في إعداد أكلات "المحشي" و"شيخ المحشي" و"الكبة" و"المكدوس" و"الملبن" /"السنجق"/ كما نستعملها في إعداد "الزعتر" المنزلي المطحون».