لما كان "الفرات" هو الملهم الأول للمبدعين من سكانه على وجه الخصوص، عمدت هذه الفئة من أبنائه إلى رد الجميل فكان أن حملت اسم هذا النهر العظيم الكثير من الدوريات التي صدرت في "دير الزور".
"eDeiralzor" التقى الباحث التراثي "مازن شاهين" لإعطائنا ملخصاً حول هذه الدوريات التي حملت اسم "الفرات"، فتفضل قائلاً: «نشطت الحركة الثقافية في "دير الزور" منذ بداية القرن العشرين، وظلت في تصاعد آخذة بالتبلور، وكان لابد لهذه الأوفر في أن تحمل هذه الدوريات اسمه، ونأتي على ذكرها بحسب الترتيب الزمني وهي:
"واحة الفرات": مجلة فصلية تعنى بنشر الوعي الثقافي، والتعريف بالتراث في سورية ووادي "الفرات"، وكون مديرية الثقافة هي الداعم الأول للحراك الثقافي في محافظة "دير الزور"، سواء بسبب طبيعة عملها، أو بالإمكانات التي لديها والمخصصة للشأن الثقافي، لذا حاولت مديريتنا أن تحقق حلماً لطالما راود الجماهير في وادي "الفرات" وهو إصدار مجلة تعنى بالدرجة الأولى بتراث هذه المنطقة
- مجلة "الفرات" /1938/:
أصدرها الأستاذ أحمد مصطفى في 5 نيسان 1938 وكان يملك مطبعة الفرات ويشير غلاف المجلة إلى أنها أسبوعية تبحث في العلم والأدب والاجتماع، تصدر كل يوم أربعاء وأن الإعلانات يتفق عليها مع الإدارة والاشتراك في الداخل /200/ قرش سوري وفي الخارج /300/ قرش سوري مع وجود حسم 25% للطالب، وهذا وساهم فيها أبرز أدباء المرحلة وهم "الشيخ محمد سعيد العرفي، والشعراء محمد الفراتي، وعبد الجبار الرحبي" إضافة إلى "شفيق بشار" و"عبد الكريم علوني" و"إبراهيم مدلجي" و"توفيق فتيح" و"جلال السيد" و"عبود الشيخ عطية" و"بشير الحاج فاضل" ، ولم يكتب لهذه المجلة الاستمرار بسبب خطها الوطني وجرأتها فقد أغلقتها حكومة الاستعمار الفرنسي وسجنت صاحبها شهرين.
- صحيفة "الفرات" /1939/:
أصدرها الأستاذ "أحمد مصطفى" عام 1939 حيث قام بتحويل مجلة "الفرات" إلى صحيفة الفرات وأصبح الشاعر "عبد الجبار الرحبي" مديراً لتحريرها حيث اهتمت بالمواضيع الإخبارية والإدارية والاجتماعية، إلا أن حكومة الاستعمار الفرنسي أغلقتها في نفس العام الذي صدرت فيه عام 1939.
- صحيفة "الفرات" /1942/:
أصدرها الأستاذ "إبراهيم الزين" – لم تتوافر أي معلومات عنها -.
أصدرها الأستاذ "عبد القادر عياش" عام 1945 وهو صاحبها ومديرها ورئيس تحريرها وكاتب جميع مقالاتها – إلا مساهمات محدودة جداً من بعض الأدباء – وهي مجلة شهرية قامت بتوثيق تاريخ وادي "الفرات" وجغرافيته وفلكلوره واقتصاده وعمرانه وعاداته وتقاليده استمرت في الصدور حتى وفاة صاحبها».
كما شهد النصف الثاني من القرن العشرين صدور المزيد من الصحف والمجلات التي تحمل اسم "الفرات"، ولمعرفة المزيد حول ذلك تابع "الشاهين" كلامه قائلاً: «واستمر صدور دوريات في النصف الثاني من القرن العشرين موسومة بذات الاسم وهي:
مجلة "الفرات" /1972/:
أصدرها مكتب الإعلام والثقافة والنشر في نقابة المعلمين "بدير الزور" عام 1972، وهي مجلة غير دورية كانت تصدر مرتين في العام ثم أصبحت تصدر مرة كل عام تهتم بشؤون المعلمين وقضاياهم، أشرف على تحرير أعدادها الأولى الشاعر "عبد المنعم الرحبي" مسؤول التنظيم في فرع النقابة آنذاك، يشارك في تحريرها الأدباء والمفكرون والمعلمين.
- صحيفة "الفرات" /1983/:
أصدرها المكتب التنفيذي لمجلس محافظة دير الزور عام 1983 وهي صحيفة أسبوعية تهتم بقضايا المحافظة السياسية ولاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، ترأس تحريرها المحافظ الأستاذ "حمد أسعد عمرو" وعمل مديراً لتحريرها الدكتور "إبراهيم يحيى" ثم الأستاذ "محمد رشيد رويلي" حيث صدر منها "150" عدداً، وكان يشارك في تحريرها معظم أدباء وصحفي المحافظة ومنهم: "جمال علوش"، "نبيل حقي"، "إبراهيم خريط"، "مأمون ضويحي"، "جمال بلاط"، "أسعد الديري"، "هيام مفلح"، انتصار عكيلي، "ميسون فتيح الشيخ"، "عبد الناصر حداد"، "عقيل عرفي"، "عبد الناصر الحمد"، "عبد الباقي باقر"،... وغيرهم.
- الفرات الرياضي /1998/:
أصدرها مكتب الإعلام الفرعي في اللجنة التنفيذية للإتحاد الرياضي "بدير الزور" عام 1998 وهي صحيفة شهرية تهتم بقضايا الرياضة المحلية وشارك في تحريرها الزملاء: "مازن خرابة"، "رياض أمين"، "إبراهيم الحسيني"، "مالك الجاسم"، المحامي "وليد شاكر"».
كما شهدت "دير الزور" تطوراً في المجال الإعلامي في العقد الأخير تمثل في الترخيص لعدد من الدوريات الخاصة، ونظراً لعشق "الديريين" لنهرهم كان "الفرات" حاضراً في أغلب الأسماء التي حملتها هذه المطبوعات الجديدة، ولعل رجوع جريدة "الفرات" الرسمية للصدور كان الحدث الأهم بالنسبة لسكان المنطقة الشرقية بشكل عام ولتكوين فكرة حول الحلة الجديدة التي طلت بها هذه الجريدة التقينا الأديب والصحفي "سراج جراد" وهو الذي سبق وإن عمل في هذه الجريدة ولا يزال يكتب فيها لغاية هذا الوقت، فتفضل بالقول: «إذا أردنا التعريف بصحيفة الفرات: فهي صحيفة محلية يومية تهتم بشؤون المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاثة "دير الزور – الحسكة – الرقة" تصدر عن مؤسسة "الوحدة" للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، صدر عددها الأول في 8/3/2004 حيث أشرف على إصدار أعدادها الأولى حينذاك الأستاذ "محمد خير جمالي" والزميل "عبد اللطيف الصالح".
ترأس تحريرها الأستاذ "جمال بلاط" ثم الأستاذ "عدنان عويد"، ويقوم مراسلو الصحيفة بمتابعة ما يحدث في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي، وأيضاً طرح المشكلات اليومية للمواطنين، ويعمل فيها كادر شاب متحمس من الزملاء: "محمد حيجي"، "فراس القاضي"، "اسماعيل النجم"، "إيناس سفان"، "أحمد اليساوي"، "محمد خالد الشاكر"، كما ساهم في تحرير الجريدة من خارج كادرها عدد من أدباء ومثقفي "دير الزور" ومنهم: "محمد رشيد رويلي"، "مشرف قاسم"، "جمال علوش"، "قصي عيادة"، "عمر صليبي"، "مازن شاهين"، هاني الشويخ"».
وكانت مجلة "منارة الفرات" هي أول مجلة خاصة تصدر في "دير الزور" في العقد الأخير، ولأخذ ملخص عن هذه الدورية التقينا أحد أعضاء هيئة التحرير فيها وهو الأديب "راغب السهو" فتكلم لنا بالقول :«مجلة "منارة الفرات" وهي مجلة شهرية "ثقافية – اجتماعية – جامعة" صدر عددها الأول في كانون الأول عام 2005 ، أصدرها الأستاذ "مشرف قاسم"، رئيس مجلس الإدارة الأستاذ "مشرف قاسم" وصاحبة الترخيص الدكتورة "زياد الحاج طه" ورئيس تحريرها الأستاذ "إبراهيم خرّيط" ومديرها المسؤول "عبد الغني الرحبي" والمخرج الفني "طارق الكسار" وشملت هيئة التحرير كلاً من الأدباء: "تميم صائب" ، "جمال علوش"، "بشير العاني".
ساهم في تحرير الجريدة من خارج كادرها عدد من أدباء وصحفيي وباحثي "دير الزور" ومنهم: الباحث "عامر النجم"، الباحث "غسان رمضان"، الناقد "خليل عبد اللطيف"، الصحفي "محمد الحسين"».
ومؤخراً صدر عن مديرية الثقافة في "دير الزور" مجلة تحمل هي الأخرى اسم هذا النهر العظيم، وهي مجلة "واحة الفرات"، والتي صدر العدد الأول منها في الربع الأخير من عام 2010 ولأخذ فكرة عنها التقينا بداية الأستاذ "عبد القادر سلامة" مدير الثقافة في "دير الزور"، والمشرف العام على هذه الدورية، فأوجز لنا الأسباب التي دفعتهم لإصدار هذه المجلة بالقول: «"واحة الفرات": مجلة فصلية تعنى بنشر الوعي الثقافي، والتعريف بالتراث في سورية ووادي "الفرات"، وكون مديرية الثقافة هي الداعم الأول للحراك الثقافي في محافظة "دير الزور"، سواء بسبب طبيعة عملها، أو بالإمكانات التي لديها والمخصصة للشأن الثقافي، لذا حاولت مديريتنا أن تحقق حلماً لطالما راود الجماهير في وادي "الفرات" وهو إصدار مجلة تعنى بالدرجة الأولى بتراث هذه المنطقة».