أقامت مديرية التربية في محافظة "طرطوس" دورة "الإرشاد المهني" في مركز "الباسل للتدريب والتأهيل التربوي" للمرشدين النفسيين في الثانويات المهنية والتعليم الأساسي.
eSyria تابع مجريات الدورة بتاريخ "4/5/2011" في مرحلتها العملية والتقى المرشدة "ماريا محمد" إحدى المتدربات، حيث حدثتنا عن أهمية هذه الدورة من وجهة نظرها، وماذا حققت لها كمرشدة نفسية: «جاءت أهمية هذه الدورة من حاجتنا الماسة لتطوير وتكوين الفكرة الكاملة عن التوجيه المهني في التعليم المهني، وذلك وفق رؤى متجددة ومتطورة بشكل مستمر، وخاصة بعد انفتاح سوق العمل على متطلبات وإمكانات وقدرات جديدة».
إن التعرف على ميول الطلاب وإمكاناتهم وقدراتهم أمر في غاية الأهمية لتوجيههم إلى المسار الصحيح الذي يؤمن لهم سوق العمل الذي يكونون فيه من الناجحين
وتتابع: «إن التعرف على ميول الطلاب وإمكاناتهم وقدراتهم أمر في غاية الأهمية لتوجيههم إلى المسار الصحيح الذي يؤمن لهم سوق العمل الذي يكونون فيه من الناجحين».
إن توجيه الدفة أساس سير القارب في المسار الصحيح، وهنا تقول: «إن عمليات التسرب الحاصلة في مدارس التعليم المهني ناتجة عن عدم توافق الإمكانيات والأفكار العقلية مع القدرات والمهارات النفسية للطلاب.
وهذا كان أهم ما تم التأشير إليه في هذه الدورة والتوضح منه، من حيث إدراك المرشد للسبل التوجيهية القادرة على خلق علاقة ثقة متبادلة بين الطالب والمرشد وإمكانية تقبل الأفكار منه، وبين الطالب وقدراته النفسية والجسدية والعقلية، والتركيز على التقدير الصحيح لهذه الإمكانات ومدى توافقها مع بعضها، لكيلا تكون عبئاً على الطالب بل تكون عونا له في سوق العمل».
وفي لقاء مع المدربة "ليندا صالح" حدثتنا عن الدورة فقالت: «تأتي أهمية هذه الدورة لتعزيز الإرشاد المهني لرفع سوية أهمية التعليم المهني عند طلاب التعليم الأساسي، ونقل هذه الصورة إلى الأهل، لتغيير الصورة المغلوطة المرتسمة عن أهمية وإمكانية هذه التعليم، وتوضيح إمكانية الارتباط بسوق العمل مباشرة، والذي يعتبر طموح كل شخص بمختلف الشرائح التي ينتمي إليها، والقدرات التي يستطيع العمل بها».
وتتابع: «تقام هذه الدورة على مدار عام كامل وبشكل متقطع، وتستمر لمدة /15/ يوما في كل شهر، ويشارك فيها /25/ متدربا، وتنقسم إلى قسمين الأول نظري والثاني ميداني، حيث يتخلل المحاضرات النظرية محاضرة أو أكثر لمدير التربية المساعد للتعليم المهني لتوضيح أهمية وماهية التعليم المهني والتقني، بالإضافة إلى السلبيات والايجابيات والآفاق المستقبلية» .
أما الدكتور "عدنان أحمد" مدير التربية المساعد للتعليم المهني فقال: «تقوم مديرية التربية ب"طرطوس" حالياً بدورات متعددة في المجال التخصصي، ودورات أخرى يحتاجها العاملون في القطاع التربوي، والجميع يعي أهمية التعليم المهني والتقني وما له من تأثيرات ايجابية على البلد من خلال سوق عمله المتطور والمتجدد باستمرار من ناحية متطلباته المعاصرة».
ويتابع: «أتت فكرة دورة الإرشاد المهني التي تقوم بها جميع مديريات التربية، لما لها في تنمية المهارات والقدرات عند طلاب مرحلة التعليم الأساسي، ليكون بإمكانهم اختيار مهنة المستقبل التي تقرر مصيرهم».
ويضيف: «هناك عناوين عريضة لكل دورة من هذه الدورات، ومنها مثلاً "مهارات التواصل" و"مهارات البحث عن عمل" و"التخطيط المهني" و"أخلاق العمل" و"أدوات اتخاذ القرار"».
وعن أهم نتائج هذه الدورات وانعكاسها على الطلاب، يقول: «لقد حقق هذه الدورات الفوائد المرجوة منها فزاد عدد الطلاب المنتسبين إلى التعليم المهني رغم حصولهم على علامات عالية في التعليم الأساسي، التخلص ولو بنسبة قليلة من النظرة المتواضعة للتعليم المهني، وتوضيح أهمية التعليم المهني من خلال مجالس الأولياء التي يديرها المرشد النفسي، ومن خلال زيارة المنشآت الاقتصادية العامة والخاصة، إضافة إلى زيارة الثانويات المهنية والمعاهد التقنية والمعارض السنوية الدائمة الموزعة على جميع المناطق في المحافظة».
ويتابع: «تم إيضاح الأفاق المستقبلية للتعليم المهني والتقني وخاصة بعد صدور المرسوم الجمهوري بإحداث كلية الهندسة التقنية، وتوضح علاقة التعليم المهني والتقني بالتنمية الشاملة، وإمكانية التخلص من البطالة وبنسبة كبيرة».
وعن الجديد في التعليم المهني والتقني في مديرية التربية قال الدكتور "عدنان": «نسعى دائما لإحداث مهن يتطلبها سوق العمل ويحتاجها، حيث سيتم إحداث مهنة اتصالات في ثانوية الشهيد "منير ديب" الصناعية، وإحداث مهنة الشبكات الحاسوبية في ثانوية الشهيد "جمال الساطي" التجارية، بالإضافة إلى إحداث مهنة التحكم الآلي في ثانوية الشهيد "فايز الخليل" في مدينة "بانياس" وهي ضمن نطاق التعليم المزدوج مع "مصفاة بانياس" التي تم إقرار إحداث الثانوية المهنية النفطية فيها للعام القادم».