نص "كاسك يا وطن" العمل المسرحي الذي لم ينسه ابداً كل من عرف وسمع عن الكبيران "محمد الماغوط" و"دريد لحام" في ثمانينيات القرن الماضي حيث يطرح النص قضايا المرحلة السابقة بما فيها من مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية تصب كلها في عمق محبة الوطن والغيرة عليه.
اليوم ومن ضمن عروض مهرجان الكوميديا المسرحي الخامس، تصدى مجموعة من الشباب من خلال فرقة مسرحية شبابية لإعادة تجسيد العمل المسرحي الكبير "كاسك يا وطن" مرة اخرى ولكن هذه المرة دون "الماغوط" ولا "اللحام"، بل بمجموعة مسرحية احبت ان يكون لها بصمة وحركة واقعية لعمل لم ينسه ابدا كل من عايش العمل في الماضي.
دوري هو عبارة عن دور فتاة إلى جانب مجموعة من الشباب، بنت قوية لم تتأثر بالأوضاع التي أصابت أصدقائها، وهي تقوم بإبراز دور الحلم من خلال تقديم عمل مسرحي كما أنها تعتبر بمثابة المحرض لذاكرة مجموعة المتواجدين على خشبة المسرح، وبمعنى أنها تقول لهم أين انتم، أين أحلامكم؟!!
المخرج المسرحي "فرحان الخليل" وفي لقاء مع eSyria حلل لموقعنا مفردات العمل ليقول: «العمل قدم اليوم بلغة معمارية غاية في الدقة والبحث، حيث جاء ديكور العمل بطلا منفردا ومتفردا للعرض، هذا الديكور الذي صممه المهندس "حسام السودا" بفهم دقيق للرؤية غير الواضحة للحلم القادم لمدينة ما، حيث لم يعطي تيمة واضحة لمعالم ومستقبل هذا المكان المتمثل وطنا عبر كتل تجريدة موظفة توظيفا مشهديا وخاصة بإعطائها اللون الرمادي، هذا التوظيف المشهدي لم يرتق للرؤية الإخراجية التي وضعها "مضر رمضان" مخرج العرض حيث قدم أغلب مشاهده كما قدمها "دريد لحام" سابقا ولم يستخدم كتلة الديكور استخداما دقيقا إلا بيت سعيد ورضية، حيث جاء طابقيا مرتفعا ضمن مفهوم دلالي لم يوضح على مستوى المشهدية لكنه تبدى ماهية هذا الارتفاع الطابقي ضمن الرؤية السينوغرافية التي أرادها مهندس الديكور».
واضاف "الخليل": «ان الشابة "ريم محمد" ممثلة موهوبة ورائعة وخاصة في تأدية دور رضية زوجة أسعد، كذلك "محمد جليلاتي" وخاصة حين أدى دور القابلة أم أحمد، فالممثلون حملوا العرض ضمن مفهوميه الفكري والمشهدي فقد كانت المذيعة "ريم بيطار" ممثلة تحمل في دواخلها حساً عالياً وقدرة متميزة رغم أن دورها بسيط وغير مركب، لكنها أضافت لهذا الدور جمالية وفنية معا، أما الممثل "أمير نعال" فكان بارعا في تعدد الشخصيات التي تناولها وجسدها بجمالية هادئة ورصينة فنيا، كذلك ينطبق القول على "زينة إسماعيل" التي أدت مجموعة أدوار مختلفة لا يشابه أي دور الدور الآخر، أما الممثل "سالم قاسم" الذي جسد دور الراقصة كان جميلا رغم أم هذا المشهد لم يوائم الرؤية المرحلية.
لكن الأداء التمثيلي لـ"سالم قاسم" كان رائعا وتوضح قدرته عبر الشخصيات الأخرى التي جسدها أيضا، أما مخرج العرض "مضر رمضان" والذي أدى الدور الرئيس عبر شخصية سعيد جاهد ليخرج من شخصية غوار، حيث كان يوفق حينا ويفشل حينا آخر، وخاصة في المشهد الأخير كان مطابقا لما قدمه دريد لحام تماماً- تمثيلا وإخراجا- لكن "مضر رمضان" بدا ممثلا ممتازا وضح ذلك عبر القبض على تطور شخصيته منذ بدايتها وحتى المشهد الأخير».
ومع فريق عرض "كاسك يا وطن" كان لنا الحوار التالي حيث قال مخرج العرض "مضر رمضان": «مسرحية كاسك يا وطن من أكثر الأعمال قابلية للتعديل والتحديث نظراً لاعتمادها مبدأ اللوحات المتعددة وليس القصة المتواصلة مثل بقية الأعمال الأخرى إضافة إلى أنها تناسب المسرح الشبابي ومسرح عام 2011 ولاسيما ان معوقات المسرح في السبعينيات كانت متمحورة أما الآن فهي متغيرة إضافة إلى أن هذا العمل يتماشى مع الأفكار القائمة في المدارس الجديدة والمتبعة من قبل المسرح الشبابي بشكل عام».
قالت الممثلة "ريم محمد" حول دورها في العرض: «دوري هو عبارة عن دور فتاة إلى جانب مجموعة من الشباب، بنت قوية لم تتأثر بالأوضاع التي أصابت أصدقائها، وهي تقوم بإبراز دور الحلم من خلال تقديم عمل مسرحي كما أنها تعتبر بمثابة المحرض لذاكرة مجموعة المتواجدين على خشبة المسرح، وبمعنى أنها تقول لهم أين انتم، أين أحلامكم؟!!».
وتجدر الاشارة الى ان من قام بأداء أدوار العمل هم: ريم محمد- عبد الستار الحرك- أحمد ميري- محمد جليلاتي- ريم بيطار- أمير نعال- سالم قاسم- زينة اسماعيل، إضافة إلى مخرج العرض مضر رمضان.
