حيوانٌ كله حركة لا يعرف الهدوء إلا في النوم له عينان ساحرتان وجسد انسيابي تكسوه الفراء، ينتشر في مختلف الغابات السورية وخصوصاً الساحل السوري، يستمتع البعض في تربيته والنظر إليه وهو يتراقص على أنغام الموسيقا في حين أنه عندما تعد الحيوانات الأليفة نادرا ما يتم يذكره.

وللتعرف على حياة السنجاب في بيئته الطبيعية موقع "eSyria" التقى بتاريخ "24/1/2011" من محافظة "طرطوس" السيد "أنور حسن" الذي يعيش في قرية "الدي" التابعة لمنطقة القدموس والتي تكثر فيها السناجب حيث قال: «يتواجد السنجاب في جميع المناطق الساحلية سواء في الجبال العالية أو في المناطق القريبة من الساحل، وهو يعيش في المناطق المأهولة وفي الأحراش الطبيعية، وتزداد أعداده حيث يوجد الطعام ففي المناطق المأهولة يأكل ثمار "الجوز واللوز والكستناء" في حين يأكل في الأحراش الطبيعية ثمار "البلوط والدوام..".

السنجاب حيوان رومانسي يحب الموسيقا ويتفاعل معها كثيرا وخصوصا موسيقا الدانس والروك وعندما أشغل له مجموعتي الصوتية وأرفع له الصوت قليلاً فإنه يبدأ القيام بحركات بهلوانية تدل على الفرح والسعادة وحركاته تكون أشبه بحركات السيرك وهي تسعد من يراها كثيراً

وهو بالتالي يعيش على هذه الأشجار وخاصة المعمرة منها "كالسنديان والبلوط"، في حين أنه في المناطق المأهولة يأتي ليأكل مما يزرعه الإنسان ويعود إلى الأحراش القريبة وهو بذلك يقترب من الناس كثيرا حيث نشاهده فوق شجرة الجوز الموجودة أمام منزلي والتي نجلس تحتها يوميا وذلك أيام نضوج هذه الثمار».

سنجاب سوري من غابات "الحفة".

وفي وصفه لهذا السنجاب يقول السيد "أنور": «"السنجاب" الذي يعيش في مناطقنا صغير الحجم يتراوح طوله بين \20-30\ سم، وذيله \20\ سم، ورأسه صغير يشبه رأس "الجرذ" لكنه دائري أكثر، أما لونه فهو "عنابي مائل للسواد" أو "بني فاتح" مع بعض السواد.

و"السنجاب" المحلي ككل الأنواع الأخرى يمتاز بسرعته الكبيرة حيث يبتعد في طرفة عين حين يقترب أحد من مكان وجوده، كما يمكن ملاحظته حين يأكل كيف يحرك رأسه وأذنيه باستمرار للانتباه إلى أي خطر يقترب، حيث يملك "السنجاب" حاسة سمع قوية ولمكان بعيد، هذا عدا حواسه الأخرى القوية كالرؤية، وعن صوت السنجاب فهو صوت متقطع "تكتكة" متوسطة يمكن سماعها للموجود بقرب أماكن وجود "السناجب"».

محمد ياسمين يطعم سناجبه.

انتشار السنجاب بكثرة في غابات وجبال الساحل السوري موضوع يؤكده السيد "محمد محفوض" وهو من منطقة "جبل الشعرة" قضاء محافظة اللاذقية وهي المنطقة الفاصلة بين الساحل والداخل، ويقول "محفوض": «نستطيع مشاهدة السنجاب بكثرة في منطقتنا في الصيف وفي الشتاء وخصوصاً عندما نخرج للرعي، أكثر الأشجار التي لحظته عليها هي أشجار \السرو والأرز\ وكان يستخرج ثمار الأرز بسرعةٍ فائقة مستخدماً أسنانه الحادة، وكثيراً ما لاحظت أنه يهرب عند اقتراب الكلاب والقطط منه، كما أننا نلاحظ وجود بعض السناجب التي تبني بيوتاً لها في أعالي الأشجار».

تروج تربية السناجب في مدينة "جبلة" والسيد "محمد ياسمين" يقوم بتربيتها منذ حوالي \6\ سنوات واليوم هو يمتلك \4\ سناجب له معها تجربة جميلة وغنية بالمعلومات التي لم يبخل علينا بها، وهو يحدثنا بالقول: «السنجاب حيوان مميز بتركيبته الجسدية وألوانه إضافة إلى كونه حيوانا نشيطا مفعما بالحياة والحركة، نظراته حادة وتوحي بكثير من الأمل، عندما أحدق في عينيه أشعر وكأنه لا يوجد يأس في هذا العالم.

السناجب تسرح وتمرح في قفص من الشبك

بدأت بتربيته منذ حوالي \6\ سنوات خلال هذه الفترة عرفت الكثير الكثير من المعلومات عن طبيعته وصفاته فهو حيوان أليف يتعايش من الجنس البشري بسهولة ويتأقلم مع محيطه ويوّد صاحبه كثيرا، في الصباح عندما أفتح محلي يتقدم من الشبك ويؤدي بعض الحركات الترحيبية بي ويطالبني بالمداعبة فأقترب منه وأداعبه وألاعبه وأقوم بتحريك يدي بشكل دائري فيبادلني الحركة ويدور مع حركة يدي، حبه للمداعبة فطري على ما يبدو فكلما مددت له يدي يقترب منها حتى لو كان قد تناول طعامه للتو.

وهو حيوان نظيف بعكس ما يعتقد البعض والدليل أنه في إحدى المرات وخلال عملي وقعت من يدي علبة صبغة فتلوث جسده وأصبح منظره قبيحا فحزنت كثيرا وأردت التخلي عنه فأطلقت سراحه فذهب مسرعا واستمر غيابه لحوالي \5\ ساعات عاد بعدها ووقف أمام المحل فأعدت طرده مرة أخرى وبالفعل ذهب وصعد إلى الأشجار المجاورة لمحلي وفي صبيحة اليوم التالي وجدته أمام المحل ينتظرني ففتحت له القفص وأعدته إليه مرة أخرى وبعد مرور يومين قام السنجاب بتنظيف فروه من خلال لعابه وعاد لونه إلى ما كان عليه سابقا ما أذهلني وأذهل جيراني في المحل».

"محمد" يدلل سناجبه ويطعمها \3\ وجبات يوميا الأولى وجبة موالح مؤلفة من \بندق، لوز، جوز، كاجو\ وعند الظهيرة وجبة \تفاح\ وعلى العشاء \خبز أو كستناء أو دوام\ وعلى الرغم من ذلك فإن كلفة طعامه الشهرية لا تفوق \1000\ ليرة سورية أي إن تربيته لا تكلف كثيرا، لكن اللافت في هذا الحيوان علاقته مع الموسيقا هذه العلاقة التي حدثنا عنها "محمد" بالقول:

«السنجاب حيوان رومانسي يحب الموسيقا ويتفاعل معها كثيرا وخصوصا موسيقا الدانس والروك وعندما أشغل له مجموعتي الصوتية وأرفع له الصوت قليلاً فإنه يبدأ القيام بحركات بهلوانية تدل على الفرح والسعادة وحركاته تكون أشبه بحركات السيرك وهي تسعد من يراها كثيراً».

الطبيب البيطري "محمد مخلوف" فنَّد لنا مواصفات السنجاب بالقول: «السنجاب حيوان يمكننا القول عنه بأنه أليف إلى حدٍ كبير، ينتشر في معظم غابات العالم وهو موجود في مختلف المناطق السورية التي تتوافر فيها الغابات والأشجار، وهو يعد من فئة القوارض ويمتلك جسداً انسيابياً يساعده على التنقل والحركة بسهولة بالغة يتراوح طوله بين \20و25\ سم، أنواعه متعددة وتزيد عن \20\ نوعاً تعيش على الأشجار ناهيك عن سنجاب الأرض والسنجاب الطائر.

وهو حيوان يتغذى من ثمار الأشجار \السرو، الجوز، البلوط، الكستناء، الفريز، الصنوبر،....إلخ \ وهو يعتمد على قواطعه الحادة في تقطيع ثمار الأشجار القاسية، ويخزن جزءاً من طعامه لكي يتناوله في فصلي الشتاء والخريف.

السناجب تجد في جبال الساحل السوري وأشجاره مرتعاً لها غنياً بالأغذية والأطعمة التي تحبها، وأكثر أنواع السناجب انتشاراً في "سورية" هو السنجاب القوقازي المغطى بالفراء صاحبة اللون البني والبني المائل للرمادي.

يعيش السنجاب حوالي \10\ سنوات وهو يتكاثر بالولادة وتحديداً في فصلي الصيف والربيع وفترة الحمل تستمر لحوالي \40\ يوما قبل أن تلد الأنثى أجنتها التي يبلغ عددها وسطياً \5\ أجنة، وهي كالأرانب والكلاب تولد عمياء وتبقى على هذه الحال لحوالي الشهر قبل أن تفتح عينيها بينما تمتد عملية الإرضاع لمدة شهرين.

وفي حال تربيته فهو حيوان يستجيب للمؤثرات الصوتية كثيرا ويحب الموسيقا ويتحسس الهزات الأرضية قبل وقوعها، وهو شبيه جدا بالأرنب من ناحية العناية وهو يتداوى بأدوية البشر ذاتها باستثناء بعض الأمراض الفيروسية وبشكل عام هو قليل المرض ومناعته القوية مستمدة من تركيبته الغذائية.

لكنه يحتاج إلى نظافة في المكان الذي يعيش فيه لذا يفضل استخدام الأقفاص ذات الأسلاك في سكنه للتخفيف من احتمال تلوث العلف مع الماء والبراز، أما نظافة جسده فهو يتولاها بنفسه مستخدما لعابه في هذه العملية لأن لعابه يحتوي على أنزيمات تساعد على إزالة الأوساخ».