تحظى رياضة رفع الأثقال باهتمام عالمي بسبب كثرة المهتمين فيها واعتمادها في الألعاب الأولمبية التي تقام لها البطولات على المستوى المحلي كما على المستوى الدولي.
وثمة العديد من الأبطال السوريين في هذه اللعبة، "فؤاد خياط" أحدهم وهو من الذين حققوا العديد من البطولات المحلية وأهدوا سورية فوزاً دولياً وتمكن من خلال مسيرة طويلة من الجهد والتمرين المتواصل أن يحقق النجاح تلو الآخر.
كانت مشاركتي لبطولة الجمهورية في مدينة "حمص" واستطعت من خلالها أن أحقق انتصاراً بتحطيمي أرقام دورة "أزمير" في "تركيا"
يتحدث "فؤاد خياط" إلى موقع eSyria عن سيرته الذاتية: «أنا من مواليد مدينة "حماة" عام 1941 حصلت على إجازة في اللغة العربية من جامعة "بيروت" العربية وعملت بعدها مدرساً للغة العربية في العديد من مدارس "حماه" الثانوية، وبعد أن تقاعدت من التدريس عملت وما أزال مدرساً في جامعة البعث قسم التربية الرياضية».
وعن البدايات في مجال الرياضات البدنية يضيف: «مارست العديد من الألعاب الرياضية في بداية مشواري الرياضي ابتداءً بألعاب الجمباز وجري المسافات القصيرة، ثم مارست رياضة المصارعة الرومانية لمدة سنتين على يد المدرب "عدنان مليشو" في النادي الأهلي الرياضي بحماة وهو النادي الأول إن لم يكن الوحيد في محافظة "حماه" في تلك الفترة، بعدها انتقلت إلى ممارسة رياضة رفع الأثقال التي لم تكن معروفة في مدينة حماة في ذلك الوقت وأول من مارس هذه اللعبة في مدينة "حماه" هو البطل "ناصر زكار».
وعن الصعوبات التي واجهته في بدياته يقول الأستاذ "فؤاد الخياط": «كانت البداية مع هذه اللعبة صعبة للغاية، وتكمن تلك الصعوبة في عدم توافر المعدات والآلات البسيطة، أضف إلى ذلك ندرة وجود المدربين المختصين».
وعن الحافز الذي مكنه من الاستمرار في هذه اللعبة يقول: «إن محبتي للعبة كانت الدافع وراء الاستمرار فيها، وأحمد الله أنني حققت الانتصارات التي اعتز بها كثيراً، كانت أولى مشاركاتي في بطولة أقيمت على مستوى المحافظة لفئة وزن الديك عام 1960 حيث حققت المركز الثاني ثم توالت المشاركات بعد ذلك فكانت أول مشاركة لي على مستوى الجمهورية في العام نفسه، وما بين أعوام 1960 و 1965 وكنت أحقق المركز الأول في تلك البطولات باستمرار».
ويتابع "فؤاد الخياط" حديثه قائلاً: «حين أعتمد اتحاد اللعبة لوزن الذبابة كنت أول لاعب يحصل على بطولة "حماه" التي جرت في عام 1966 ثم حصلت على بطولة الجيش ومن بعدها بطولات الجمهورية لأعوام 1969 و1970 و1972».
وعن انتقاله إلى البطولات الدولية يقول: «كانت أولى مشاركاتي الدولية عندما تم استدعائي من قبل الاتحاد العربي السوري لرياضة رفع الأثقال الذي كان رئيسه في ذلك الوقت السيد "بشير ببيلي" والتحقت بالمعسكر الذي أقيم في مدينة "دمشق" قبل أسبوع واحد فقط من سفري إلى "الصين" للمشاركة في دورة "الجانيفو" عام 1965، وأذكر أنني كنت ضمن تشكيلة مميزة لفريق المنتخب السوري ضمت الأستاذ "سميح مدلل" الذي أصبح رئيساً للاتحاد الرياضي إضافة إلى "فهد مغربي" وحققنا وقتها الميدالية البرونزية وسجلت أربعة أرقام قياسية لسورية، المشاركة التالية كانت في العراق وهي الدورة التي أطلق عليها اسم دورة "كامل مسعود" تكريما للبطل "كامل مسعود" الذي توفي في ذلك الوقت وحققت المركز الثاني في تلك المشاركة».
وعن أهم الأرقام التي حطمها في مشاركاته يقول: «كانت مشاركتي لبطولة الجمهورية في مدينة "حمص" واستطعت من خلالها أن أحقق انتصاراً بتحطيمي أرقام دورة "أزمير" في "تركيا"».
ويحدثنا الأستاذ "مصطفى صبي" رئيس اللجنة الفنية لرياضة رفع الأثقال في "حماه" عن "فؤاد الخياط" قائلاً: «"الخياط" إنسان عصامي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى واستطاع من خلال الإمكانات المتاحة له في ذلك الوقت أن يحقق الإنجاز تلو الآخر وكان دائماً يحمل أدواته التي يقوم بالتمرن عليه معه في حقيبته الرياضية».
وأضاف: «إن رياضة رفع الأثقال رياضة تحظى باهتمام عالمي من خلال اعتمادها في الألعاب الأولمبية ويقام لها البطولات على المستوى الدولي، وعلينا أن نقوم بدراسة علمية حتى نصل بلاعبينا إلى المستوى المطلوب وأقصد بالدراسة العلمية بدايةً كيفية اختيار اللاعب والتي يعتمد فيها على الأسس البدنية والنفسية والاجتماعية وحتى الوراثية كذلك علينا اختيار المكان المناسب للعبة رفع الأثقال واختيار الآلات المناسبة وطريقة تدريب اللاعبين على رفع الأوزان أو التكنيك في المصطلح الرياضي وهي بحاجة أيضاً إلى وجود طب رياضي خاص بها إضافة إلى نظام غذائي مدروس».
لم تتوقف مسيرة "فؤاد خياط" على ممارسة رياضة رفع الأثقال، لكنه تحول بعد إعتزاله إلى مدرب، فدرب العديد من اللاعبين الذين حققوا بطولات محلية وخارجية منهم اللاعب "محمد قنوت" الذي حقق المركز الأول في بطولة الجمهورية للناشئين والشباب مابين أعوام 2008 – 2010. واللاعب "مظهر مصطفى صبي" وهو بطل حماه لعام 2009 الذي تحدث عن مدربه قائلاً: «للأستاذ "فؤاد الخياط" دور كبير في محبتي لرياضة رفع الأثقال فهو بالنسبة لي ولكل اللاعبين مثال يحتذى به لكونه حقق هذه الانتصارات، وللاهتمام الذي يبديه بنا كلاعبين يجعلنا نقبل على المثابرة في هذه اللعبة رغم صعوبتها».