تعتبر تربية دودة القز المنتجة للحرير الطبيعي في مدينة "اللاذقية" حديثة بالنسبة لباقي المحافظة وريفها، فعمر المركز الخاص بتربيتها لا يتعدى أربع سنوات ويقع في قرية وادي قنديل التابعة إدارياً لبلدة زغرين، وهذه المنطقة قريبة من البحر المكان المناسب لتربية دودة القز لرطوبتها وظروفها الخاصة بهذه التربية.
موقع eSyria زار مركز تربية دودة القز في وادي قنديل يوم الأحد الموافق لـ16/1/2011 والتقى العديد من القائمين عليه من مهندسين زراعيين ومختصين، فتقول المهندسة "سحر سليمان" مشرفة في المركز: «المركز يقدم للمزارع كل ما هو مطلوب لتربية دودة القز حيث يأخذ المزارع اليرقات من مركزنا في الطور الرابع فنكون قد ساعدناه في التربية في أصعب مراحل وهي الطور الأول والثاني والثالث، بالإضافة إلى الدورات التي نقيمها لتوعية المزارع وتعليمه الطرق الحديثة للتربية، حيث يبلغ عدد المزارعين المربين لدودة القز في منطقة زغرين بين 15-20 مزارعا».
في الأعمار الصغيرة لليرقة يتم تقديم أوراق التوت المقطع بآلة خاصة لشرائح صغيرة ويزداد حجم القطع حسب عمر اليرقة
تضيف المهندسة "سليمان": «يتضمن نشاط إنتاج الحرير الطبيعي في العادة جانبين؛ احدهما زراعي وهو يتعلق بزراعة التوت وإنتاج البيض وتربية الديدان وإنتاج شرانق، والجانب الآخر صناعي ويشمل تجهيز الخيوط وصناعة المنسوجات».
عن طرق التربية والعناية بدودة القز يقول المهندس "سامر بواط": «عند البداية، يجب أن تجهز الحجرة التي تتم فيها التربية، بحيث تكون جيدة التهوية، ويجب ألا تحوي أياً من الثقوب أو الجحور خوفا من الفئران والحشرات، كما يجب أن تغلق النوافذ بشبك خاص لمراعاة عدم دخول العصافير إلى الحجرة، بالإضافة إلى عدم رش المبيدات الحشرية داخل الغرفة».
أضاف المهندس "سامر": «درجة الحرارة المناسبة لخروج اليرقات من البيض بين 23-25 درجة مئوية بالإضافة إلى درجة رطوبة نسبية 70-75%، وهذه العوامل هي الأهم في التربية، وتتم عملية الفقس خلال 3-4 أيام».
ويتابع "بواط": «تمر اليرقة بخمسة أطوار من العمر يتخللها أربع مرات صيام بين كل عمرين حيث تمنع اليرقة عن الغذاء والحركة، ويعتبر مدة الطور اليرقي المتغذي ابتداء من الفقس حتى بداية غزل الشرانق حوالي 30-35 يوما، ويتم تقسيم عمر اليرقة إلى صغيرة (العمر الأول والثاني والثالث) وكبيرة (العمر الرابع الخامس) ويختلف احتياج اليرقة للغذاء والبيئة الخاصة حسب العمر».
وفي سؤال عن طبيعة غذاء اليرقة أجابتنا السيدة "سحر سليمان" المشرفة في المركز فقالت: «في الأعمار الصغيرة لليرقة يتم تقديم أوراق التوت المقطع بآلة خاصة لشرائح صغيرة ويزداد حجم القطع حسب عمر اليرقة».
المهندسة "سوسن حطاب" المشرفة في وحدة ارشادية زغرين، تحدثت عن ما يحتاجه المزارع للتربية قائلة: «نحتاج إلى 500 كيلو غرام من ورق التوت لتغذية علبة من الديدان متوسطة الحجم ويعتبر هذا أقصى ما تتطلبه التربية من تكلفة هذا عدا مساحة المكان المناسب للتربية والمحافظة على الأدوات المستخدمة معقمة.
وتتم عملية حل الحرير بحصول المربي على خيوط الحرير وهذا يتم بطبخ الشرانق على النار لإذابة المادة الصمغية، وعملية الطبخ يجب أن تتم أولاً بغلي الماء ثم وضع الشرانق فيه على هيئة طبقة واحدة تغطي سطح الماء في وعاء الطبخ مع تقليبها بالمصفاة بشكل مستمر لمدة 10 دقائق حيث يتحول لون الشرانق الأبيض الناصع إلى أبيض معتم ثم تمرر الفرشاة على سطح الشرانق لشد أوائل الخيوط مع رفع الشرانق بواسطة المصفاة الممسوكة باليد الأخرى.
وتنقل إلى حوض الحل مع تعليق أوائل الخيوط في مسمار بجانب حوض الحل ويجب على المربي أن يختار ما بين 20 إلى 25 شرنقة معاً من الشرانق المطبوخة وتشد خيوطها معاً باليد إلى دولاب خاص لنحصل على خيوط الحرير».
أما عن المشاكل التي يعانون منها كمربين خلال تربية دودة القز أجابت "حطاب": «إن الصقع أصعب مشكلة تواجههم بالمركز لذلك يجب المحافظة على درجة الحرارة والرطوبة في جميع أوقات السنة، وتتم التربية في ثلاثة فصول؛ ربيعي وهو أفضل فصول السنة للتربية وصيفي وخريفي».
تجدر الإشارة إلى أن الحرير الطبيعي يلاقي إقبالا كبيرا من قبل المستهلك في جميع دول العالم، وتعتبر الصين من اكبر دول العالم المنتجة له، حيث يصل إنتاجها إلى 65% من إنتاج دول العالم، أما في الدول العربية فتوجد فجوة بين الإنتاج والاستهلاك.