تقع قرية "حاس" في الطرف الجنوبي لـ"جبل الزاوية"، وهي التي ذكرها "ياقوت الحموي" في كتابه "معجم البلدان" وهو الذي أطلق عليها اسم "حاس" لكثرة وجود مادة النحاس فيها، تقوم اليوم بالتعامل بالأسلاك النحاسية وفيها أكثر من 15 ورشة لتصنيع البرادات وأكثر من عشر ورشات صناعية ما بين تجديد مواد بلاستيكية، وتصنيع خراطيم زراعية، وغير ذلك من منشآت صغيرة.

موقع eIdleb زار عدداً من المعامل وتحدث مع الشاب "عزام الشيخ" أحد العاملين في هذه الصناعة حيث قال: «أعمل هنا منذ أكثر من /10/ سنوات أي منذ افتتاح الورشة وأنا أقوم بعمل المراحل البدائية من حيث قص الصاج وتفصيل البراد، وهناك أشخاص آخرون يقومون بأعمال أخرى بالتوازي لتنتج كل قطعة على حدة، ويتركز عملي بقص هيكل البراد ثمّ نجلب المواد العازلة "الفوم" وهي إمّا مستوردة أو محلية الصنع وتستخدم لعزل البرّاد، وأقوم بتنزيل السخان ومن ثم أضع السيلكون للبلاستيك، وبعدها نضع الثلاجة، وبعدها الأجزاء السفلية».

لا يوجد أي أخطار ويتركز عملنا بآلات بسيطة وقلة العمال وتفاهمهم، شيء جيد بالعمل

ويتابع هنا "أيمن الوحيد" صاحب عمل مرحلة أخرى: «نقوم بحقنه "بالفوم" بحيث يضغط البراد بشكل نهائي، ومن ثم تركيب الأبواب، والمبرد ومن ثم تجهيزه بالكهرباء والمحرك وتعبئته بالغاز عن طريق مهندس مختص، وبعدها نضع الإكسسوارات النهائية».

الورشة

وفي سؤال فيما إذا كان هناك أخطار بالعمل يضيف: «لا يوجد أي أخطار ويتركز عملنا بآلات بسيطة وقلة العمال وتفاهمهم، شيء جيد بالعمل».

وعن الآلات الموجودة يضيف الأستاذ "خالد المرعي" بالقول: «هي المقص والطعاجة وهذه تستعمل لقص هيكل البراد ومن ثم طعجه حسب القياس المطلوب، وأيضاً قوالب الحقن لجميع القياسات، ولفافة النحاس وعدة آلات ناعمة تساعد في العمل».

عزام الشيخ

وأما عن جودة البرادات فيضيف المهندس "عبد الرحمن المحمد" المختص بأمور التعدين بالقول: «أغلب البرادات المصنوعة أو المجمعة في القرية مصنوعة بشكل جيد ومرغوب، فالصناعة هنا تتركز في التركيب وصنع الهيكل الخارجي وأما المحرك والأشياء الضرورية فهي مستوردة من الخارج، وهذا شيء جيد في الاكتفاء الذاتي ويقضي على نسبة جيدة من البطالة، ويساعد في تطوير الاقتصاد، وتنوع ورشات القرية عمال جيد فهناك البخ الحراري ومعمل "البودي" الذي يصنع أدوات باب البراد من الداخل من أقفاص لوضع البيض وشيكات داخلية».

وعن فكرة المعمل كيف وجدت وكيف تم تطويرها فيتابع هنا "خالد المرعي" صاحب إحدى الورشات: «جاء خبير من مدينة "حلب" يعرض خدماته وأنه يحتاج فقط لرأس مال بسيط يتم شراء الآلات به وهو سوف يساعدنا ويعمل لدينا، وبالفعل اشترينا الآلات وقمنا باستيراد المحركات والأشياء الضرورية، وتم صنع أول براد ولرخص الثمن عن السوق وكثرة الطلب عليه في أوقات الصيف وجودة البراد ومن ثم الترويج لدى شركات البيع، نجحت الورشة، والآن في قريتنا وحدها أكثر من /15/ ورشة تقوم بنفس العمل ».

خالد المرعي

وعن عدد العمال وتصريف المنتجات يضيف: «لا تحتاج الورشة لأكثر من /5/ عمال في أوقات الصيف كون عملنا يتركز فقط في قص الصاج وتركيب الأجزاء الأخرى، ونصنع في اليوم بحدود ثلاثة برادات أغلب بيعها في المحافظات الجنوبية لوجود معامل مدينة حلب التي تغطي الأجزاء الشمالية والشرقية».