سكنت قبل 200 عام، وهذا يضعها في مصاف القرى الأقدم في الجبل من حيث تاريخ السكن، وعلى الرغم من قدمها إلا أنها لا تحوي آثارا، أما بيوتها القديمة فقد أعيد بناؤها بالكامل.

قرية صغيرة هادئة.. تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة "السويداء" وعلى بعد 30 كم، هواؤها عليل وتكثر فيها المغاور والفجوات البركانية.

نعتمد في قرية "تل اللوز" على الزراعة البعلية فقط، ولا يوجد مساحات زراعية مروية، إذ تبلغ مساحة الأراضي المزروعة في القرية 12 ألف دونم، منها 2418 دونما مشجرا بأشجار العنب والتفاح واللوز والمشمش، وقمنا حديثاً بزراعة الزيتون ولكننا وجدنا أنها زراعة غير ناجحة، و3297 دونما تزرع بالمحاصيل الحقلية من قمح وحمص وشعير وبقوليات. نعاني في مجال الزراعة من عدم تخديم الطرق الزراعية للأراضي بالشكل الأمثل

تدعى "تل اللوز" ومن اسمها نعلم سبب تسميتها، موقع مرتفع تكثر فيه أشجار اللوز، إذ يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1650 مترا، يقول بعض سكانها إن اسمها القديم كان "ناجي" ولكن لا أحد يعلم لماذا سميت به في القديم؟

المنزل الذي زرناه وهو للشيخ "فواز الجغامي" ويقع في أعلى التل

موقع eSuweda زار القرية وأول من استقبلنا فيها الشيخ "فواز حسين الجغامي" وهو من مواليد عام 1928م، وقبل أن يخبرنا أي شيء عن أحوال القرية الراهنة، أخذ يحدثنا عن تاريخ القرية وحكاية معركة "شر أبو زريق" التي انطلقت من قلب قرية "تل اللوز"، تقول الحكاية، وهي عن لسانه:

«قتل القائد الفرنسي "برهم" في قلب قرية "تل اللوز" وخرج الثوار باتجاه قرية "طليلين" إلى منطقة تدعى "خشعة المزرورة"، إلا أن الفرنسيين القادمين من قرية "عرمان" لحقوا بهم واقتادوا خمسة إخوة من "آل ملاعب" من قرية "عرمان" وقد كانوا مع الثوار وعادوا بهم إلى قرية "تل اللوز" وأعدموهم في الساحة العامة، وتم دفنهم في نفس القرية، لم يكتفوا بهذا بل عاثوا خراباً في البيوت وقتلوا المواشي.

من أهالي القرية في مضافة الشيخ "فواز"

سميت المعركة "شر أبو زريق" لأن الفرنسيين حين لحاقهم بالثوار اشتبكوا معهم في قرية "أبو زريق" وتركوا العديد من الشهداء، وقد جلبت تلك المعركة الشر والدمار لأهل المنطقة».

كانت تلك واحدة من حكايا عديدة للنضال حدثت في الجبل، ولكنها تشكّل جزءاً هاماً من ذاكرة أهل المنطقة، فهي تمثل ماضيهم الذي يفخرون كثيراً كلما تحدثوا عنه.

جانب من القرية كما يبدو من أعلى التل

يلاحظ الزائر في القرية أن عدد بيوتها قليل، إذ يسكنها 1200 نسمة فقط من ست عائلات هي "آل الجغامي" و"منذر" و"أبو دهن" و"أبو صالح" و"زيدان" و"ملاك"، وهذا العدد هو المسجل في السجلات، أما العدد الفعلي للقاطنين في القرية فهو لا يتجاوز 700 نسمة، إذ يعيش الباقون في مدينة "السويداء" حيث الخدمات متوافرة بشكل أكبر.

السيد "فاضل منذر" من القرية حدثنا عن أبرز الخدمات الموجودة في القرية بقوله: «يوجد في القرية العديد من المراكز الخدمية من جمعية فلاحية ووحدة إرشادية ومركز صحي وفرقة حزبية ووحدة نسائية ومعمل سجاد يدوي ومقر اجتماعي ومصفاة لسد جبل العرب لتصفية المياه وإعدادها للشرب.

نحن نتبع تنظيمياً لبلدية "قيصما" حيث تبلغ مساحة المخطط التنظيمي 85 هكتاراً، وتقوم البلدية بعملها ضمن الإمكانيات المتاحة من نظافة وصيانة شبكات الهاتف والكهرباء ومنح التراخيص، وشق وتعبيد الطرق حيث يبلغ طول شبكة الطرق المعبدة 5.700 كم من أصل 13 كم ملحوظة على المخطط التنظيمي، ولكننا نعاني من وجود مشكلة في القرية متمثلة بالصرف الصحي».

يوجد في القرية مدرستان للتعليم الأساسي حلقة أولى وثانية، والوضع التعليمي جيد ويوجد عدد مقبول من حملة الشهادات المتوسطة والعليا في القرية، وقد سجل عام 2010 دخول أول طالب من قرية "تل اللوز" إلى كلية الطب البشري وهو "هادي هايل الجغامي" الأمر الذي أدخل الفرح إلى قلوب الجميع بلا استثناء.

لا توجد مياه للري في القرية لأن آبارها عميقة جداً وتحتاج لتكاليف باهظة لحفرها، وسكان القرية يعتمدون في مياه الشرب على نبع ظهر الجبل وسد جبل العرب وآبار خازمة، وهذا ما دفعنا للسؤال عن الواقع الزراعي ومعرفة الأصناف المزروعة في القرية غير اللوز، وقد حدثنا عن هذا الجانب الشيخ "صياح الجغامي" قائلاً:

«نعتمد في قرية "تل اللوز" على الزراعة البعلية فقط، ولا يوجد مساحات زراعية مروية، إذ تبلغ مساحة الأراضي المزروعة في القرية 12 ألف دونم، منها 2418 دونما مشجرا بأشجار العنب والتفاح واللوز والمشمش، وقمنا حديثاً بزراعة الزيتون ولكننا وجدنا أنها زراعة غير ناجحة، و3297 دونما تزرع بالمحاصيل الحقلية من قمح وحمص وشعير وبقوليات.

نعاني في مجال الزراعة من عدم تخديم الطرق الزراعية للأراضي بالشكل الأمثل».