تتبع بلدة "مشتى الحلو" إداريا لمحافظة "طرطوس" وتمتاز بموقعها الجغرافي المتوسط فهي تبعد عن مدينة "طرطوس" شرقا بـ/56/ كم وعن مدينة "حمص" غربا بـ/65/ كم وتقدر المسافة بينها وبين العاصمة "دمشق بـ/220/ كم وتعد "المشتى" إحدى أهم المصايف السورية.
موقع "eSyria" زار بلدة "مشتى الحلو"، والتقى السيد "تمام ونوس" أحد أهالي البلدة، والذي أخبرنا عن كيفية الوصول "للمشتى" بالقول: «يسلك القادمون إلى "مشتى الحلو" أوتستراد "حمص طرطوس" وينعطفون عند الكيلو متر /16/ باتجاه بلدة "شين" مرورا بقرى "برشين، الجويخات،عيون الوادي" كما يستطيع القادمون الانعطاف يمينا من الاوتستراد نفسه باتجاه قرية "الحصن" ويسلكون الطريق المؤدية الى قرية "البطار" ثم ينعطفون بعدها يسارا عبر "الجويخات وعيون الوادي" أو ينعطفون عن الاوتستراد باتجاه مدينة "صافيتا" ثم ينعطفون يمينا قبل الوصول إلى "صافيتا" بـ/5/ كم ويتجهون إلى "المشتى مباشرة عبر قرى "بدادا" و"الكفارين"».
لا يوجد هناك إحصائية دقيقة لعدد السياح الذين يزورون "المشتى" في الصيف والشتاء ولكنهم بالآلاف وغالبا تكون الفنادق فيها مزدحمة ولذلك فهناك أيضا شقق مفروشة مجهزة للإيجار السياحي
للـ"مشتى" أصل في "اللغة السريانية" تحدث عنه المهندس "نبيل حنا" رئيس مجلس البلدة، بالقول: «التسمية مشتقة من الكلمة السريانية " أوشتي" وتعني الأرض الكثيرة الينابيع أو من الكلمة السريانية "مشتو" وتعني النبع العذب وكلاهما تدلان على الينابيع العذبة وكانت تسمى هذه البلدة "مشتى الروم" ثم استقر الاسم على "المشتى" أما السبب في إضافة "الحلو" فيرجع إلى أنه كان فيها مختاران الأول من عائلة الحلو واسمه "ديب إبراهيم الاسبر" وعلى خاتمه "مشتى الحلو" والثاني" توفيق سليمان الخوري" وعلى خاتمه "المشتى" فتوفي الثاني واكتفت البلدة بالمختار الأول واستمر الاسم الأول من هنا كانت التسمية الحالية "مشتى الحلو"»
ويحدثنا المهندس "جول سابا" عن موقع "مشتى الحلو" الجغرافي قائلا: «تقع في سفح جبال "اللاذقية" على ارتفاع /600/ م يحدها من الشمال "حصن سليمان" ويبعد عنها /15/ كم ومن الجهة الجنوبية "قلعة الحصن" وتبعد القلعة عنها /25/ كم، ومن الجهة الغربية "برج صافيتا" و يبعد البرج /20/ كم عن البلدة، ومن الجهة الشرقية قلعة "مصياف" وتبعد /25/ كم عنها»
يجاور "المشتى" جبلان بركانيان هما جبل "السيدة" وجبل "المشتى" اللذان حدثنا عنهما السيد "فرج الله طنوس" وهو موظف في مؤسسة المياه في البلدة بقوله: «بالنسبة لجبل "المشتى" اعتدنا نحن أهالي "المشتى" قبل يوم من بدء الصوم الكبير أن نحمل سلل من اللحوم التي تعدها النساء ونصعد بمسيرة سنوية إليه تشبه الحج ونبقى هناك نتناول الطعام ونتسامر طوال الليل أما جبل "السيدة" يصبح في الخامس عشر من آب في كل عام قبلة للمصطافين من كافة أنحاء الوطن الذين يأتون إليه احتفالا بعيد السيدة العذراء»
وإلى الشمال من بلدة "المشتى" يتوجه كل من يود زيارة مغارتها الشهيرة "الضوايات" والتي يخبرنا عنها السيد "أكرم عوض" صاحب مكتب عقاري في البلدة فيقول: «اكتشفت المغارة سنة /1914/م وسبرت أغوارها حتى /400/ م وحتى اليوم لم يدرك منتهاها وسميت بـ "الضوايات" لوجود سبع فتحات صغيرة في سقفها تضيء القاعة الأولى من المغارة ويرجع تكوين المغارة إلى الدور الجيولوجي الرابع على نمط مغارتي "جعيتا وقاديشا" وعمرها الزمني يقدر بحوالي /20/ مليون سنة نسبة لحجم النوازل فيها حيث يحتاج كل /3/ سم حتى يتكون لعشرة آلاف سنة وهي الآن إحدى أهم المعالم السياحية في سورية».
ولا تقل شجرتها العملاقة "دلبة المشتى" أهمية عن باقي معالمها الطبيعية فهي الشجرة التي يفاخر بها أهل البلدة وفي هذا الخصوص يحدثنا السيد "علي العمر" من أهل البلدة يعمل في السياحة فيقول: «لشجرة "الدلبة" هذه ذكريات كثيرة فهي الشيء الذي تناقلنا أخباره من أجداد أجدادنا حيث يقدر عمرها بـ/500/ سنة وهذا ما تبين من قطر الجزع الكبير الذي سقط مؤخرا ويبلغ محيطها /6/ متر، وارتفاعها /25/ متر، وتعبيرا عن تعلق أهل "المشتى" الشديد بـ"الدلبة" فقد أطلق على الساحة التي تتوضع الشجرة بها اسم "ساحة الدلبة" وأيضا هناك "مقهى الدلبة" و"نبع الدلبة" و"وادي الدلبة" وأخيرا "جوقة الدلبة الزجلية وفيها قال شاعرنا الزجلي "ميخائيل عيد":
يادلبة الضيعة العظيمة عرمي
شاب الزمان حرام إنت تهرمي
أرواحنا متل الفراش محومي
حني عليها وخففي أشواقها».
وعن الناحية السياحية يحدثنا المهندس "يوسف إبراهيم" رئيس دائرة السياحة فيها: «ازدادت السياحة بشكل كبير فيها خلال السنوات الأخيرة ويعود السبب إلى ازدياد المنشات السياحية التي تقدم كافة الخدمات السياحية وقمنا منذ 5/ /سنوات بالتعاون مع مجلس البلدة بطباعة مخطط دلالي للبلدة حيث نقوم بتوزيعه على السياح الذين بإمكانهم من خلاله التوجه لأي فندق أو مطعم دون حاجة السؤال عنه».
وتابع: «لا يوجد هناك إحصائية دقيقة لعدد السياح الذين يزورون "المشتى" في الصيف والشتاء ولكنهم بالآلاف وغالبا تكون الفنادق فيها مزدحمة ولذلك فهناك أيضا شقق مفروشة مجهزة للإيجار السياحي».