تعتبر محافظة "إدلب" من أكثر المحافظات السورية تنوعاً من حيث اللهجات المحلية لقراها وبلداتها، حتى أن المهتم بهذا الموضوع يلاحظ أنه يوجد اختلاف في بعض الكلمات أو لفظ بعض المفردات حتى بين القرية والقرية المجاورة، وقد شكّل ذلك التنوع لوحة فسيفسائية لفظية جميلة جمعت في تفاصيلها عدد كبير جداً من المفردات التي كانت ومازالت تميز قرى ريف محافظة "إدلب" عن بعضها البعض من جهة وعن باقي قرى الريف السوري من جهة أخرى.
وللتوسع أكثر في هذا الموضوع وبغية التعرف على أمثلة عن ذلك التنوع كان لموقع eIdleb هذه اللقاءات، الباحث في التراث الأستاذ "محمد الأحمد" من أبناء مدينة "حارم" عرض لأهم المفردات الشائعة في تلك المنطقة بقوله: «من بين المفردات التي ربما يقتصر استخدامها على منطقتنا قولهم في منطقة "سلقين"، "عيّن" أي انظر إلى شيء ما، "كوظوظة" أي علبة مياه غازية، "كفرتخيرين" بدل "كفرتخاريم"، "هونيك" أي هناك، "أشبوك" أي ماذا تريد، "قظ القرد" أي يأكلك الذئب، وفي "حارم" نقول "مافي الوتكة" أي لا يوجد شيء على الإطلاق، "التيرة" أي الكمية القليلة، "عفارم عليك" أي أحسنت، "تف من تمك" أي اقطع الكلام، "تكاية" أي وسادة»
من كلماتنا الشائعة في قرى هذه المنطقة قولنا: "كوهني" أي هذا هو، "عمرو" أي يذهب وشأنه، "كروزي" أي طريق عام، "أشو" أي ماذا، "خاشوقة" أي ملعقة، "طشت" وعاء دائري مسطح له حواف على ارتفاع 20 سم، "قادوس" وعاء معدني لحفظ الماء
الأستاذ "ابراهيم النجّوم" من قرية "صريع" الواقعة أقصى شرق محافظة "إدلب" قال: «من الكلمات العامية الشائعة في هذه المنطقة التي كانت شائعة في منطقتنا أنهم كانوا يقولون "الصوب رايح" وتعني إلى أين ذاهب، ويقولون "منصح" أي عمل أو قال صحيحاً، ومن الكلمات التي ما تزال شائعة حتى اليوم في القرية أذكر: "جميدة" وهي حليب الغنم بعد ولادتها بيوم واحد، "طركو" أي ضعه بجانب شيء ما، وهنا أشير إلى أنه في قرية "صراع" الواقعة على بعد 2 كم شمال قريتنا يستخدمون كلمة لا نستخدمها نحن مع أننا قريبين جداً منهم وهي قولهم عن المريض الذي حالته الصحية صعبة جداً "مصيف" أي قارب الوفاة، كذلك في قرية "الجهمان" القريبة منا يستخدمون كلمة "هفتان" للدلالة على التعب الشديد».
الأستاذ "أحمد حاج عرسان" من قرية "جوباس" وسط محافظة "إدلب" قال: «من كلماتنا العامية أذكر: "لوجاق" وهو رف خشبي أو طيني طوله قرابة المتر يكون على الجدار وتوضع عليه أغراض مثل ضوء الكاز أو أشياء أخرى، "حجيج" وهي حفرة تكون تحت مدفأة الحطب لجمع الرماد الناتج عنها، "ردادة" وهو حجر مرتفع قليلاً عن الأرض يوضع عليه "الخلقين" و"الخلقين" عبارة عن وعاء معدني لحفظ المياه، "برك" أي جلس، "تناوق" أي انظر، "كواك" تعني هناك، "متوى" أي منذ وقت قصير، "كب" وهو لباس المرأة الخارجي المطرز بالحرير، "تتهركل" أي تتضرر كرامتك، "حكلت" عجزت».
الحاج "خالد الزهران" من أهالي قرية "بابيلا" قرب مدينة "معرة النعمان" قال: «من كلماتنا الشائعة في قرى هذه المنطقة قولنا: "كوهني" أي هذا هو، "عمرو" أي يذهب وشأنه، "كروزي" أي طريق عام، "أشو" أي ماذا، "خاشوقة" أي ملعقة، "طشت" وعاء دائري مسطح له حواف على ارتفاع 20 سم، "قادوس" وعاء معدني لحفظ الماء».
الباحث في التراث الشعبي "عبد الحميد مشلح" أرجع أسباب ذلك التنوع إلى «ما مر على المحافظة من تنوع بشري كبير، بدء من "الحثيين والآراميين والسريان"، ثم "الفرس واليونان والرومان والبيزنطيين والعثمانيين"، حيث كانت هذه المحافظة منطقة عبور واستقرار لكل تلك الحضارات، ومن الواضح تأثير هذه الشعوب على بعض مفردات اللهجات المحلية في قرى المحافظة».