"صبي واللا بنت شو قولك يا ربي/ حلوة كتير البنت والأحلى صبي" مطلع أغنية تبث هواجس أسرة تنتظر ولادة طفل جديد، وفيها شخص على الأقل من هذا المجتمع العربي المتأثر بعاداته وتقاليده وأفكاره فيما يتعلق بأن يكون مولوده ذكراً حسب أمنياته وترجيه.

هو شخص غابت عن ذهنه فكرة استمرار الحياة البشرية التي تتوقف على التنوع في الجنسين، وتستمر بهما، لقدرتهما على حفظ النوع البشري وهما الذكر والأنثى معاً.

أنا بطبيعتي أحب وجود الذكر في الأسرة وأفضله على الأنثى، وأتمنى في المستقبل عندما أتزوج أن أرزق بأولاد جميعهم ذكور، وهذا لما وجدته في ذكور أسرتي من محبة وحنان وعزة وقدرة على تأمين الحياة الكريمة للإناث في الأسرة

والأنثى التي حصلت اليوم على الكثير وأنجزت الكثير في كل المجالات، مازال خبر ولادتها أو احتمال الحمل بها أمر غير مستحب لدى البعض، وقد تعددت الآراء والأفكار حول ضرورة وجود الذكر في كل أسرة، وعدم الاكتفاء بولادة الطفل الأنثى لدى بعض العائلات.

السيد "أحمد حاتم"

ويوضح السيد "أحمد حاتم علي" المتزوج من حوالي ثمانية وعشرين عاماً، وهو أب لأثني عشر شخصاً، أهمية ولادة الذكر ضمن أسرته، حيث يقول: «في البداية أنجبنا ثلاث بنات، وهنا كانت بداية التفكير في إنجاب الذكر، وسعينا جاهدين غير آبهين بعدد الأطفال الذي بدأ يكبر دون أن نشعر به حتى أنجبنا أربعة ذكور، فأنا أحب وجودهم في المنزل، فهم عزوة لأبيهم كما كنا نحن عزوة لأبينا».

ويتابع: «اسم العائلة شيء مقدس، على الذكر حمله كالراية التي ترفرف في السماء، فالفتاة غير قادرة على حملة لأنها ستتزوج وتذهب إلى منزل زوجها في النهاية، عدا ذلك يمكن ترك الذكر ليعارك الحياة، ويبني مستقبله بيديه حتى ولو اضطر إلى السفر أو الإقامة خارج منزل أبيه، على عكس الأنثى التي لا تستطيع إغماض عينيك عنها، أو تركها للحياة، لبناء مستقبلها خوفاً وحرصاً عليها، فتسعى إلى تأمين الحياة الهانئة لها والزوج المستور لتكون بمأمن من مصاعب الحياة ومخاوفها».

الدكتور "وائل غنوم"

وعلى الرغم من وصول المرأة إلى جميع الأماكن التي وصل إليها الذكر، تبقى المرأة مخلوقاً ضعيفاً تحتاج لوجود الذكر بجانبها ليحميها، وهذا ما تأثرت به الآنسة "رجاء عمار" وما لمسته لدى الذكور من عائلتها، حيث تقول: «أنا بطبيعتي أحب وجود الذكر في الأسرة وأفضله على الأنثى، وأتمنى في المستقبل عندما أتزوج أن أرزق بأولاد جميعهم ذكور، وهذا لما وجدته في ذكور أسرتي من محبة وحنان وعزة وقدرة على تأمين الحياة الكريمة للإناث في الأسرة».

أما السيدة "ميسون غنوم" فلها رأيها الخاص الذي تشاركت به مع زوجها، حيث تقول: «في البداية أنجبت طفلتان وتوقفت عن الإنجاب، ولم أفكر بموضوع إنجاب الذكر، لأنه لم يكن يعني لي أو لزوجي تعقيداً حياتياً كما هو عند البعض، فلو رزقنا به لكان جيداً، ولكن عدم إنجابه أمر طبيعي شيء عادي بالنسبة لنا في أسرتنا الصغيرة، ولكن نتيجة الضغط من جميع المعارف والأقارب لإنجاب المزيد عسى أن يكون الذكر من بينهم، حملت وأنجبت الأنثى الثالثة، وهنا كان لابد من التوقف وعدم المحاولة مرة رابعة».

وتضيف: «زوجي إنسان حضاري متفهم لقسمة رب العالمين، ولا يعنيه موضوع إنجاب الذكر بشيء، حتى إنه يقول لو رزقنا بذكر فلن نميزه عن أخواته، على العكس فالبنتان مميزتان ونشيطتان ومهذبتان ومن الأوائل في المدرسة، ومن الممكن أن يأتي طفل ذكر يضيع كل هذا في طبعه أو عدم حبه للعلم».

ويشير الدكتور "وائل غنوم" اختصاصي التوليد والأمراض النسائية، إلى أن هناك سيدات أصبن بانهيار عصبي عند معرفتهن أن جنينهن أنثى، موضحاً أن مئة بالمئة من المراجعين يرغبون ويسألون عن الطرق التي يضمنون بموجبها أكبر الاحتمالات للحمل بالطفل الذكر.

وعن رأيه بالطرق التي يتم الحديث عنها حول إمكانية تحديد جنس المولود والحمل به، يقول: «إن نسبة الحمل بالطفل الذكر في الحالة العادية، تساوي نسبة الحمل بالأنثى، ولكن طرق المعالجة التي يتم الحديث عنها واتباعها من قبل البعض، مثل الطريقة "الصينية" أو غيرها، تزيد نسبة احدهما على الآخر خمس عشرة بالمئة فقط، وهو احتمال ضعيف أيضاً، لذلك تبقى قسمة رب العالمين هي الأعلى».