لا تزال في بداية مشوارها الفني، إلا أنها تمتاز بقوة الشخصية والرؤيا الثاقبة في اختيار أدوارها، لعبت دور الفتاة الرومانسية في "أهل الغرام" فحققت لها شخصيتها في المسلسل مكانة مهدت لها الطريق نحو أعمال أخرى، درست في معهد "الأبجدية" للغات الأجنبية في "دمشق" وكانت من المتفوقات حيث تم اختيارها لأداء أحد الأدوار في العمل الفني والذي تقرر في المعهد، هي الآن طالبة في السنة الثانية في كلية الإعلام بجامعة دمشق.
وقد التقاها eLatakia في منزلها في مدينة "اللاذقية" حيث تحدثت عن الفرصة التي أعطيت لها وشكلت إطلالتها الأولى ومن خلالها قررت الخوض في غمار العمل الفني:
الوسط الفني يتسع للكل وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا أحد يستطيع اقتناص فرصة غيره إذا كان لا يستحقها
«درست في معهد "الأبجدية" اللغة الانكليزية ومن ثم تابعت دراستي في دورة للإعلام، وقد كان أساتذتي من خارج سورية، وأثناء الدراسة أحببت العمل الإعلامي بشكل كبير وتعلقت به، وفي ذلك الوقت تقرر إقامة برنامج فني يشارك فيه طلاب المعهد المتفوقون، وتحت إشراف أساتذة مختصين بالعمل الفني في المعهد ليتم عرضه على التلفزيون السوري، وكانت المفاجأة بتغيير رأي المنتج للبرنامج وتحويل العمل إلى مسلسل تلفزيوني بعدد من الحلقات فتم عمل اختبار للطلاب وتغيير عدد منهم ولحسن الحظ بقيت ضمن من بقي بعد التقييم، وهكذا كانت بدايتي مع مسلسل "وجوه وأزمنة"».
ومع ذلك فهي ترى أن الموهبة في العمل الفني تفوق التقنيات التي يعتمدها الممثلون البعيدون عن الجانب الإبداعي فتقول:
«الموهبة مهمة جداً وأساسية في العمل وأغلب المخرجين ليس لديهم الاستعداد للمغامرة وخصوصاً إذا كانت مساحة الدور كبيرة، إلا إذا تأكدوا مسبقاً من موهبة الممثل الجديد، وإذا كانت تناسب هذه الشخصية من حيث الشكل والمظهر وغير ذلك، فهي الأهم، وإذا توافر إلى جانب الموهبة المنهج الدراسي (الأكاديمي) هذا شيء يضاعف مقدرات الفنان ويصقل ما بداخله من خامة جميلة من خلال الاحتكاك المتواصل بالفنانين الآخرين الذين يملكون تجربة كبيرة».
وتضيف حول علاقات الوسط الفني ودورها الهام في انتقاء أدوار الممثلين فتقول:
«الشللية المنتشرة في الوسط الفني تؤثر بشكل كبير على اختيار الأدوار للممثلين، وخصوصاً إذا كان الممثل جديد على الوسط الفني ولا يعرف أحداً من المخرجين، وهكذا يتجه المخرج لمن يعرفهم ويبعد نفسه عن تحمل أعباء البحث المضني عن طاقات جديدة من الشباب وهكذا يظلم كثير من الموهوبين».
وترى أن المسرح الذي يشكل هاجساً كبيراً عند الفنان هو من أهم أنواع الفنون ويشكل مكاناً خصباً:
«من الطبيعي والمنطقي أن يكون المسرح - وهو أبو الفنون- المكان الأفضل لإبراز مقدرة الفنان على إظهار ما في داخله من إبداع، وفي النهاية لا تستطيع أن تقيم نفسك على أنك فنان ما لم تقدم شيئاً مهماً على خشبة المسرح، وأنا أعشق المسرح وأحبه جداً وأشعر أن طاقاتي لا بد من استثمارها على الخشبة، ولكن الخوف يبعدني عنه فأرى أنه لا بد لي من تعميق تجربتي التمثيلية وأن أكون أقوى حتى أستطيع مواجهة الجمهور بأطيافه كافة ممن يعشقون العروض المسرحية بالإضافة إلى أنني أبحث عن نصوص جديدة لتقديمها على الخشبة لأنه في المسرح تتقمص الحالة وتعيش الدور بإحساس الجمهور الذي يستمع إليك وتستمع إلى أدق تفاصيله من خلال تنفسه وهذا صعب جداً».
وبالنسبة للأدوار التي تحب تقديمها من خلال شخصيتها:
«إجمالاً أحب أن ألعب كل الأدوار ولكن ما يقدم لي اليوم هو الأدوار العاطفية وأعتقد بأنه لا بد للممثل في بداياته أن يقدم ما ينجح به ويصقل تجربته، ومن ثم تجربة باقي الأدوار الصعبة المركبة الحزينة لكي أعرف أين تتواجد شخصيتي».
وفي حديثها عن الحراك الذي يشكله العدد الكبير من الفنانين الشباب للوسط الفني وهل يعطي ذلك دفقاً جديداً للدراما السورية تقول:
«الوسط الفني يتسع للكل وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا أحد يستطيع اقتناص فرصة غيره إذا كان لا يستحقها».
أما عن الدور الذي تلعبه ثقافة الفنان في اختيار أدواره فتتحدث:
«أنا قارئة نهمة وأحب أن أقرأ كل شيء، وأن أطلع على كل ما توصل إليه الأدب والفن والعلم وغيره من مواضيع، وقراءاتي تشكل نسيجاً حيوياً في اختياري لأدواري ورؤيتي للنص بمنظار يختلف عما يراه ربما بعض الزملاء، وأبحث غالباً عما يمتعني ويضيف إلى شخصيتي ويشكل فسحة للمستقبل».
وفي "اللاذقية" ترى مكاناً خصباً للاستجمام بعد العناء والتعب في عملها المرتكز في "دمشق":
«إجمالاً بدأ استقراري في مدينة "دمشق" بحكم دراستي أولاً وعملي ثانياً، ولا تزال "اللاذقية" مكاناً ألجأ إليه لأستريح من تعب العمل، وبما أنني ابنة "اللاذقية" استفدت من ليونة البحر وامتداده في الأفق لأكسب الراحة والهدوء في اختياري للعمل وللأدوار التي العبها».
ويتحدث السيناريست الشاب "فواز خزمة" حول أداء الشخصية عند "مايا":
«إنها من النجمات اللواتي بدأن يحصدن مكانة مهمة في الدراما السورية لعفويتها في أداء الأدوار إضافة إلى جمالها المختلف، وتمثل في تجسيد الأدوار رغم حداثة عمرها في الدراما، خامة تجذب لها المخرجين الذين يشعرون بفنها بأقل تعبير يصدر عنها».
أما "سوزان اسكاف" وهي طالبة في السنة الثانية كلية التربية:
«لفت انتباهي الأدوار التي تقدمها "مايا" على بساطتها فهي تحمل عمقاً كبيراً داخل الشخصية، ولها لكنة خاصة تميزها عن باقي الفنانات اللواتي غزين الشاشات العربية ومن هنا بدأ تميزها واختلافها بالإضافة إلى شكلها المحبب والقريب إلى القلوب».
ويتحدث الممثل الشاب "يوسف عبد":
«لمايا شخصية قوية في أداء الأدوار فهي تنتقي أدوارها بعناية مختلفة تبحث ضمن منطق النص وتخرج ما في جعبتها لتزيد ألق الشخصية التي تؤديها، ومع أن العمر الفني لا يزال قصيراً إلا أنها حجزت مقعداً في الصف الأول وخصوصاً بعد تكريمها الأخير في "اللاذقية"».
جدير بالذكر أن الفنانة "مايا فرح" انتهت من تصوير مسلسل "فذلكة شامية" للمخرج "فادي غازي"، وهو جزء جديد لمسلسل "كلشي ماشي"، وصورت برنامج "على عينك يا تاجر" حيث تشارك فيه كمقدمة، بالإضافة إلى دورها في كل من "أهل الغرام" و"شركاء يتقاسمون الخراب" و"قلوب صغيرة" ومسلسل "سفر الحجارة" و"وجوه وأزمنة" ومسلسل "هيك وهيك.