معرض تميزت لوحاته بالجرأة والتعددية وتصوير الماضي العريق بما فيه من أشخاص وأمكنة بأسلوب حديث معاصر غير مطروق في محافظة "طرطوس"، حيث تداخلت فيه الأفكار في ذهن الفنان "سليمان أحمد" مع حركة أصابعه لتنتج ثلاثة وخمسين لوحة أطلق عليها اسم "صور من الذاكرة".
وهذا ما أكده السيد "يوسف سليمان" لموقع eSyria خلال زيارته للمعرض الذي أقيم في اتحاد الفنانين التشكيليين، حيث قال:
أنا ميال إلى المدرسة التكعيبة التي عشقتها وحاولت تطويرها من خلال إدخال الخامات الجديدة التي لم تستعمل من قبل، بالإضافة إلى تمازج لوني معين مريع للعين
«إن هذا المعرض توثق لتاريخ قرية "البريخية" التي عاش فيها الفنان "سليمان" والتي أنا من أبنائها، حيث سجل صوراً في ذاكرته للقطات من قريته، وثقها اليوم في معرضه الفردي بأسلوبه الجديد، فأنا أرى اليوم قريتي التي عشت فيها منذ زمن بعيد وابتعد عنها الفنان منذ ثلاثين عاماً، وما تزال هذه الصور معبرة عن تلك الأيام بما فيها من طيبة وبساطة العيش، كصورة الساموك في المنزل القديم والرجل العجوز يجرش القمح ليصنع منه "البرغل" ومنزل المختار الحجري الذي تحول بفعل الطبيعة والهجرة إلى بقايا منزل».
وأيده الفنان "علي حسين" رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في المحافظة ولكن بطريقة أخرى أراد من خلالها توضيح الجديد في المرض، حيث يقول: «المعرض يحتوي نفساً جديداً ومتنوعاً ومتعدد الأفكار غير المطروقة، فمعظم اللوحات فيها إحساس الفنان المختص بالحفر وأساليبه، والذي اعتمد على موروثه البيئي والطبيعي والشعبي بشكل عام لطرح طرق جديدة للحركة الفنية في "طرطوس"».
ويتابع: «كما تميزت لوحات المعرض بالهدوء والمتعة والجمالية المريحة للعين والنفس البشرية، فمعظم اللوحات من الواقعية والتعبيري، حيث تقصد الفنان إغناء معرضه بعدة أساليب فنية جديدة أو متجددة تطرح تساؤلاً لدى المرتاد للمعرض "ما هذا"، حيث عالج اللون بطريقة جيدة تشعر المشاهد بحرارة اللون ولطفه وهدوئه، وقد فتش الفنان عن الألوان التي ساهمت في توضيح الفكرة التي أراد إيصالها للمتلقي ووجدها بعد عناء مخاض الأفكار والإبداعات».
وفي لقاء آخر مع المحامي "فواز حسين" فقد أكد أنه رأى في المعرض غير التقليدي نفساً غير تقليدي أطلق في "طرطوس" لأول مرة، مستغرباً عدم قيام الفنان بعرض منتجاته الفنية وأعماله على الناس بشكل مستمر وقبل هذا المعرض، ويتابع: «إني أرى أيضاً في لوحات الفنان "سليمان" روح جديدة تنبعث من تميز أدائه في لوحات الاكريليك والكواش لاحتوائها على تكوينات جميلة ومتميزة جديدة ومتجددة وبشكل كامل في هذا المعرض دوناً عن بقية المعارض الأخرى التي تقام».
أما الفنان "نديم ناصر" فقد رأى التعب أيضاً على لوحات الفنان "سليمان"، ويوضح ذلك: «إن المعرض جميل جداً والجميل فيه أن الفنان "سليمان" يبدو أنه وضع جميع ثقله ووظف كامل حواسه وأفكاره ومهاراته في العناية بأدق تفاصيل اللوحة، أي أنه تعب جداً على إظهار تفاصيلها لنراها بهذا الجمال».
وعن النمط الجديد في لوحات الفنان "سليمان" يقول الفنان "نديم": «الطباعة الحجرية نمط جديد في محافظتنا واختياره موفق لتعرف المتهمين بالحركة الفنية بها ومدى تطورها لديه، وهذا يعطيه بعد مستقبلي في منظور عام لتطوير الحركة الفنية في "طرطوس"، وهذا لافت للانتباه فجميع زوار المعرض تساءلوا عن طبيعة لوحات الطباعة الحجرية والخشبية كشيء جديد».
وفي لقاء مع الفنان "سليمان حسن أحمد" عضو اتحاد الفنانين التشكيليين فرع "طرطوس" قال: «يضم المعرض ثلاثة وخمسين عملاً فنياً، منها سبعة عشر عملاً من الغرافيك "حفر وطباعة"، وست لوحات مصنوعة من الخامات وتوالف البيئة غير المطروقة من قبل، مع مشاركة الألوان الزيتية فيها، وأيضاً ثمانية أعمال انطباعية منفذة بالألوان الزيتية بواسطة السكين التي تعطي اللوحات القوية والجرأة خلافاً للريشة التي تعطي إحساساً بالواقعية والكلاسيكية والليونة وسهولة العمل».
لقد اعتمد الفنان "سليمان" أسلوباً جديداً ويوضح ذلك بقوله: «لدي لوحات تحوي جرأة قوية وفيها ضربات لونية قوية أيضاً، تعتمد على معالجة الموضوع بفكر مختلف وأسلوب مختلف كمزج الألوان المائية والكواش والإكريليك معاً وتنفيذها على اللوحة بطريقة السكين».
وعن العنصر المحفز والمنعكس على أغلب لوحاته، يقول: «للبيئة التي عشت فيها دور أساسي ومحفز لإنشاء لوحاتي، وبشكل عام هذا انعكس على تكويناتها وطبيعتها وخاصة الموجودة في المعرض هنا، فهي عبارة عن صور راسخة في ذاكرتي منذ الطفولة، كتقاسيم منزلنا القديم، أو تفاصيل الحياة التي عشناها، واليوم حاولت طباعتها على أوراقي بطرق جديدة ومختلفة، لذلك فالمعرض "صور من الذاكرة"».
وعن الجديد في معرضه يقول: «لقد قدمت نفساً جديداً وألواناً جديدة ضمن أسلوب متجدد، فجميع الأساليب الفنية مطروقة، ولكن الجيد في المعرض هو طريقة معالجة المواضيع والأفكار في عدة تجارب منها، الغرافيك أي "الحفر"، وهو قليل الانتشار في "طرطوس" أو معدوم، فله فنانوه ومبدعوه الخاصون وهم بشكل عام قلة، وهي تجربة جاذبة للمهتمين وقد تم سؤالي بشكل كبير عنها من قبل الحضور لتوضيحها، أما على سبيل الخامات فقد حاولت التطرق إلى بعض الخامات التي لم تستخدم من قبل أحد، كرقائق ألواح اللاتيه التي تحتوي ملمسا خشنا تعطيك بعد معالجتها بالألوان المناسبة إحساس المنزل القديم جداً، وأيضاً استخدمت بقايا قشور أشجار الموز التي تحتوي على تقاسيم مربعة الشكل لم تستخدم من قبل».
ويختم الفنان "سليمان" بقوله: «أنا ميال إلى المدرسة التكعيبة التي عشقتها وحاولت تطويرها من خلال إدخال الخامات الجديدة التي لم تستعمل من قبل، بالإضافة إلى تمازج لوني معين مريع للعين».
