تشكل الثقافة المرورية في حياتنا أهمية بالغة لا تقتصر على من تولوا قيادة السيارة، ولكن تشمل نواحي الحياة الاجتماعية بدءاً من الوقوف على ممر المشاة وانتهاء بتنظيمنا لحركة المرور من خلال تقيدنا بأنظمة الإشارات الضوئية.
وللوقوف على تلك الثقافة أجرينا استطلاعاً مع عدد من سائقي التاكسي، منهم السائق "سهيل صبّاغ" ليحدثنا عن أهمية الثقافة المرورية ومفهومها في عمله فيقول: «إنها تتمثل في الالتزام بقواعد المرور وتأمين الطريق للمارة عند قيادتنا للسيارة، فمحور الثقافة ينطوي في تنفيذ وتطبيق الأنظمة المرورية ونحن بدورنا كسائقين نفضّل تفعيلاً أكثر لدور الثقافة المرورية من خلال الإعلانات الطرقية وهذا مما يعطينا فرصة أكبر لتدارك أية عوامل أو عوائق نصادفها بأثناء القيادة.
فمن بين التعاليم الثقافية المرورية التي أفادتني جداً، أن أنتبه إلى أخطاء الآخرين وأن أكون على حذر منهم فحينما يخطئون في الطرقات عليّ أن أبتعد عنهم قدر الإمكان، وهذا عائد لدور الشرطة في توزيع علينا كتيّب لقوانين السير وما يتعلق منها في مجال السلامة المرورية
فمثلاً عند إشارات المرور يتوجب علينا الوقوف بجانب الإشارة الضوئية ولكن في بعض الأحيان نلحظ اقتراب سيارة ما عند مؤخرة السيارة بسبب سهو السائق وعدم انتباهه بأن سيارته قد تحركت مما يستوجب علينا التقدم قليلاً حتى نتفادى أي اصدام مع سيارة الآخرين وهنا يأتي دور الثقافة المرورية بأن نلاحظ أخطاء الغير ناهيك عن ترك مسافة قصيرة لعبور الدراجات بين السيارات، فالثقافة هي التي تفرض مراعاة تلك المسافة بين سيارات السائقين.
وأشجع بأن يكون هناك يوم أسبوعي من أجل تفعيل وتنشيط تلك الثقافة في إحدى الإذاعات سواء على الراديو أو التلفاز وأن يتم عقد اجتماعات دورية في مطلع كل شهر، وأن يتم أيضاً تفعيل لدور الإعلانات في الطرقات للمساهمة في نشر الثقافة على المواطن والسائق معاً ولا ننسى جانب كبيراً من جوانب الحياة ألا وهو دورنا في تعليم الصغار لمبادئ الطرقات العامة ومنها الوقوف والسير على ممر المشاة والنظر إلى الإشارة الضوئية باستمرار ومعرفة الوانها وما فائدتها وان تلك الخطوات هي خطوات مستمرة ولا تقتصر فقط في عيد المرور أو في مناسبات أخرى».
فالحديقة المرورية الموجودة في منطقة "بستان القصر" ضرورية، وأضاف "سهيل": «فهي في معظم الأوقات مغلقة، وأرغب بأن يكون هناك مواقيت منتظمة لفتح أبوابها للزائرين عامةً وخصوصاً لطلاب المدارس بأن تتولى إدارة المدرسة تنظيم رحلات لتلك الحديقة بشكل دوري لتعريف الطلاب بأهمية تلك الثقافة والتي أصبحت جزءاً من تعاليمنا اليومية، فراكب الدراجة الذي يتجول في الشوارع العامة غالباً مايكون غائباً عن الثقافة المرورية ويظهر ذلك من خلال تصرفه الغير المنتظم سواء من ناحية السير أو الوقوف على الإشارة الضوئية».
واختّتم السيد "سهيل" حديثه: «العلم في الصغر كالنقش على الحجر، فالصغار هم الأكثر استيعاباً لتلك الثقافة لأنها تنمو مع نمو حياتهم فأحياناً أتحدث مع ولدي وأشدد عليه بضرورة الوقوف على الإشارة الحمراء والسير على الإشارة الخضراء وهذا يتم طبعاً على ممر المشاة وتلك هي الطريقة الوحيدة لثقافة مرورية ناضجة».
فيما أشار السائق "عمر أحمد غرار" عن ضرورة الثقافة المرورية: «هي أكثر أهمية من الأنظمة والقوانين السارية فهي تشكل لدي العامل الأكبر في محور عملي وهي ضرورية بالتوازي مع الأنظمة والقوانين ولكنها تاتي في مرحلة الصدارة أولاً وخصوصاً في مجال الإشارات الضوئية ومدى التزامنا بها، فأحياناً نجد بعض الأشخاص ممن يتقنون قيادة السيارة ولكنهم غير مهتمين بالأنظمة وهذا دليل لوجود قصور عندهم من ناحية الثقافة ومدى تقبلهم لها وبالتالي فإن ذلك النقص ينعكس سلباً على أدائهم للمركبة بشكل مباشر، وأحبذ بان يكون هناك برنامج دوري يحفّز على الإهتمام بتلك التعاليم الثقافية من اشارات ضوئية والتقيد بمواعيد الزمور والوقوف في الأماكن المسموحة وغيرها».
واختتم قائلاً: «فمن بين التعاليم الثقافية المرورية التي أفادتني جداً، أن أنتبه إلى أخطاء الآخرين وأن أكون على حذر منهم فحينما يخطئون في الطرقات عليّ أن أبتعد عنهم قدر الإمكان، وهذا عائد لدور الشرطة في توزيع علينا كتيّب لقوانين السير وما يتعلق منها في مجال السلامة المرورية».
المهندس "مازن جبل" مدير هندسة المرور في المحافظة قال: «إن الثقافة المرورية ليست مقتصرة على أحد الأشخاص فالمواطن والسائق كلاهما يشتركان في تلقي تلك المعلومة والعمل على تنفيذها، فالسائق يمكن أن يكون مواطناً والعكس صحيح، فالضعف الحاصل في تنفيذ تلك الثقافة هي السبب التي تؤدي إلى تشكيل فوضى مرورية، وهذا الشكل يمكن التخلص منه من خلال التوزيع المستمر لتلك "البروشرات والدعايات" من أجل الحفاظ على استمرار تلك الثقافة وخصوصاً من أجل العمل على القضاء على مظاهر تخطي الإشارة المرورية والسير بعكس الإتجاه وأشياء مخالفة أخرى وهذا يتم العمل عليه والتخلص منه من خلال حملات التوعية المستمرة لتلك الأمور الخطيرة والعمل على ازالتها جميعاً، ودائماً أرسل خطابات إلى مديرية التربية من اجل العمل على نشر ثقافة مرورية جيدة في عقول طلابنا واشدد عليهم للقيام بجولات ميدانية مع طلاب المدارس للحديقة المرورية من اجل استيعاب الطالب لأهمية الأمر وهذه الحديقة مجهزة بكافة الأدوات اللازمة لتلك المناسبة، ولأن الطفل عنصراًُ مقلداًَ لما يراه وخصوصاً من البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها».
وأشار م. "جبل" «إلى دور الثقافة لا تكتفي بنشر معلومات مرورية معينة ولكنها تعمل على رفع سوية المواطن والسائق معاً، وبالنسبة لتلك الثقافة هي موضوع ثقافي أدبي بالدرجة الأولى في حال وقوفنا على الإشارة الحمراء ومرورنا بالإشارة الخضراء والسير على ممر المشاة المخصص لنا وحزام الأمان من أولى الأولويات في قيادتنا لتلك المركبة، وعدم التكلم بالجوال بأثناء القيادة حفاظاً على سلامة الآخرين، وهذه الثقافة تساير الأنظمة والقوانين وهي ليست بديلاً عنها وإنما تكتمل مع بعضها البعض وهذه تتم بالتعاون مع نقابة عمال "النقل البري" وهي الجهة الشرعية الممثلة بالسائقين.
وهذه التعاليم المرورية تأتي من خلال قيامنا بحملات دورية مرورية متنوعة في الوسائل الإعلانية المنتشرة وتعرض في كل شهرين، فالسائق يكون اكثر انتظاماً بالسير حينما تتساير كل من الثقافة والأنظمة والقوانين مع بعضها البعض فتظهر في سلوكه بشكل ايجابي في أثناء قيادته للمركبة وقد خصصّنا على اذاعة "المدينة FM " من كل أسبوع في يوم الأربعاء الساعة الثالثة ظهراً ولمدة ربع ساعة من أجل ان تعم الثقافة على الجميع بدون استثناء». وهذا ما ختم به حديثه المهنس "مازن جبل".
