«هي محاولة لنثبت أن مقولة "الكلاسيك موسيقا نخبوية" غير دقيقة، كل ما في الأمر أن الموضوع هو عادة وتدريب».. بهذه الكلمات القليلة افتتح "سداسي حمص الوتري" أمسيتهم الموسيقية في كنيسة "سيدة السلام" في العاشر من نيسان /2010/.
الأمسية الكلاسيكية هي باكورة أعمال هذا التشكيل الذي اتخذ من كلية التربية الموسيقية "بجامعة البعث" حاضنةً لنشأته وتدريباته، وقد بدأ برنامج الأمسية بمقطوعة "ورق الخريف" وهي أغنية فرنسية الأصل كُتبت عام /1945/ وعزفتها فرق الجاز والبوب، ووضعت لها كلمات بكثير من اللغات إحداها غنتها السيدة "فيروز"، ثم عزفت الفرقة إحدى مؤلفات الموسيقي الروسي "سيرغي راخمانينوف" وهي الحركة الثانية من "كونشيرتو البيانو" وهي قطعة كتبها الموسيقي الروسي بين عامي 1900/ 1901.
بهدف تعريف الحضور بأشهر الأعمال الكلاسيكية وهو أحد أهدافنا أن نقدم هذا النوع من الموسيقا باحترافية عالية وضمن إطار قريب من متناول المستمع
كما عزفت الفرقة معزوفة "تشاردش" للمؤلف الإيطالي "مونتي" وهي عبارة رقصة تقليدية من الفلكلور الهنغاري تتكون من جزأين الأول بطيء ثم تنتهي بجزء سريع عزفتها الفرقة بتكنيك عالٍ.
ولعب الموسيقيون موسيقا "تأمل من الأوبرا" للمؤلف "ماسينيه"، وهي موسيقا تؤديها الأوركسترا في مشاهد أحد العروض المسرحية وعرجوا على موسيقا "ريتشارد شتراوس" "وهو موسيقي ألماني غير الموسيقي النمساوي المعروف يوهان شتراوس"، فلعبوا مقطوعة "الصباح" وهي أحد أشهر أعمال الموسيقي الألماني التي كتبها كهدية لزوجته يوم زفافه، رافقتهم بهذه القطعة مغنية الأوبرا الحمصية "رنيم دليلة" حيث أدت مقاطع باللغة الإيطالية بطبقة السوبرانو، وكذلك قدمت "دليلة" بالإنكليزية أغنية "آريا" للمؤلف الإنكليزي "هنري بورسيل" وهي أغنية مشهورة جداً تجسد الحزن واليأس كتبها "بورسيل" قبل نحو /320/ سنة، كما عزفت الفرقة قطع "لأستو بياتسولا ويوهانس برامس" أما الختام فكان بشارة مسلسل الأطفال المعروف "الليدي أوسكار" وهو عمل مجهول مؤلفه عزفها "شعلان الحموي" و"جميل عماري" كعازفيّ " سولو" بمرافقة الفرقة بحيوية وتكنيك عالٍ.
قائد الفرقة الأستاذ "شعلان الحموي" تحدث لموقع eHoms عن محاولة الفرقة لتقديم موسيقا من أزمنة مختلفة ولمؤلفين مشهورين «بهدف تعريف الحضور بأشهر الأعمال الكلاسيكية وهو أحد أهدافنا أن نقدم هذا النوع من الموسيقا باحترافية عالية وضمن إطار قريب من متناول المستمع».
وأضاف "الحموي" أن السداسي يسعى إلى تكريس ثقافة الموسيقا الجادة والراقية الموسيقا التي تخاطب الفكر والإحساس كما يطمح إلى تقديم حفلات دورية بصورة مستمرة وإغناء الحركة الموسيقية في سورية عموماً ومدينة "حمص" بوجه خاص.
أما المطران "ايسدور بطيخة راعي كاتدرائية "سيدة السلام" قال: «منذ أيام احتفلنا بقيامة السيد المسيح، ما يعرف "بعيد الفصح" وكلمة "الفصح" تعني العبور أو الولادة واليوم نشهد عبور وولادة هذه الفرقة بهذه الأيام المباركة أمنيتنا أن تحيا هذه الفرقة وتستمر بالعزف والأمسيات لأن وجود مثل هذه الفرق بحمص يروي ظمأ الحماصنة للفن والموسيقا الراقية... لذلك أشكر جميع العازفين ووفقهم الله».
كما التقى موقع eHoms الطالبة "ميرنا" من كلية التربية الموسيقية فقالت:
«تابعت إحدى بروفات هذه الفرقة وجميعهم من أساتذتنا وكنت على إطلاع بكافة التدريبات والبروفات الطويلة والمتكررة لبرنامج مدته أقل من ساعة، هذا يدل على احترام العازفين لعملهم وسعيهم لتقديم البرنامح الموسيقي بأفضل صورة وقد ظهر ذلك جليا في الأمسية فلاحظنا انسجام رائع للعازفين ووحدة كتلة الصوت كتلة الصوت فيما بينهم».
يذكر أن أعضاء "سداسي حمص الوتري" هم "شعلان الحموي" و"جورج غرير" مايا عجيب "كمان"، وجميل عماري "فيولا"، وأمجد حبابة "تشيللو"، "يارا سعود" "بيانو"، أما ضيوف الفرقة فهم "رنيم دليلة" "سوبرانو"، و"عزة حمود" "كونترباص"، "محمد فاضل" "درامز"، "عمار محمود" "غيتار باص".