نضحك أحياناً ونحن في أشد مواقف الحزن فنبرر فعلنا استناداً إلى المقولة: "شر البلية ما يضحك". هكذا هو فن الكاريكاتور وبالذات عندما ترسمه يد فنان يعرف ما يريد قوله بالضبط وطرح ما يحمل من رؤيا وأفكار بشكل ساخر لاذع في أسوأ الفواجع.

حين تتجول بين أعماله ولوحاته فإنك تقف حكماً أمام إبداع لا يقارن، أمام صراخ بخطوط تتشح بالبياض والسواد وألوان تزرع في نفسك الأمل.

إنه فنان الكاريكاتور "ربيع العريضي" الذي التقاه موقع eSyria قبل مغادرته إلى جمهورية "مصر" العربية، ممثلاً عن موقع الكاريكاتير السوري لمشاركته بمعرض سوري مصري مشترك تحت عنوان "سكرتون" في نقابة الصحفيين بالقاهرة بدعوة من موقع الفيكو المصري فكان الحوار التالي:

  • حدثنا عن البدايات وكيف ظهرت ميولك الفنية في التوجه نحو هذا النوع من الرسم؟
  • ** لم أجد ضالتي بمدرسة الفن التشكيلي، لأنها تعبر عن ذاتية وخصوصية الفنان، أما فن الكاريكاتور فهو مضمون شمولي للمجتمع، يعبر عن طموح الناس ومشاكل المجتمع.

  • برأيك، هل يمكن للمأساة أن تساهم في المسألة الإبداعية بشكل أكبر وأوسع؟
  • ** الكاريكاتور بشكل عام يدور ضمن ثلاثة محاور أساسية وهي: المجتمع والأمة والإنسانية، عندما نتحدث عن المأساة تعود إلى انتماء إنساني، فتشكل حافزاً لأي رسام وخاصة الفنان الملتزم، مأساة تشكل اللبنة الأساسية لأفكار تتحدث عن المأساة بجوانبها السلبية والإيجابية وهذا هو الهدف من الكاريكاتور المختص في كشف ما لا يكشف وستر ما لا يستر، أي "العملية الأساسية وهي التنوير والتحريض".

  • هل من الضرورة أن يكون فنان الكاريكاتور سياسياً أو محللاً في السياسة؟ ليتمكن من الرسم؟
  • ** ليس من الضروري لكن من المفترض الاطلاع الواسع أي "التثقيف الذاتي" والوعي والإدراك لمتابعة مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لأن رسام الكاريكاتور المختص يجب أن يتميز بنوع من الإبداع الفني والقدرة على اقتباس الفكرة. * من هو الفنان الذي تأثرت به؟

    ** لا يوجد تأثر بشكل خاص إنما حالة إعجاب برسوم الفنان الفلسطيني "ناجي العلي" والفنان اللبناني "محمود كحيل"، ولا أخفي إعجابي بفنان الكاريكاتور "محمد زواوي" من ليبيا الشقيقة والذي ألقبه بشيخ الرسامين العرب.

  • هل هناك مواقف صعبة لا تحب أن ترسمها؟
  • ** لا أبداً، دائما أحب أن أرسم المواقف الصعبة والغاية الأساسية عندي التحليل والتركيب انطلاقا من مبدأ الكاريكاتور "التنوير والتحريض" من مبدأ أن تعرف ما لك وما عليك.

    * هل رسمت شخصيات معروفة؟

    ** نعم، شخصيات سياسية لرئيس الجمهورية الليبية العقيد "معمر القذافي" ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق "جورج بوش" والرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد".

  • برأيك هل يتقاطع فن الكاريكاتور مع الفن التشكيلي؟
  • ** يوجد اختلاف، بعض الأشخاص يعتبر أن فن الكاريكاتور ابن شرعي وآخر غير شرعي للفن التشكيلي، ووجهة نظري أن الفن التشكيلي يختلف عن الكاريكاتور بتفاوت يصل 180 درجة، لأن الكاريكاتير يعبر عن وجع مجتمع أو أمة، فرسام الكاريكاتور ينظر من منظور المجتمع لا أكثر، أما الفنان التشكيلي ينظر من وجع ذاتي داخلي فقط للتعبير وحسب حالته النفسية.

  • من كان له الدور في دخولك عالم الفن؟
  • ** يعود الفضل لوالدي رحمه الله، فهو من كان يساعدني ويصطحبني في صغري لمشاركتي بمعارض تابعة لمنظمة طلائع البعث، حيث نلت لقب رائد طليعي على مستوى القطر في الضغط على المعدن والرسم.

  • ماذا عن المعارض الفنية ومشاركاتك بها؟
  • ** لي العديد من المشاركات في المعارض العربية والدولية، كما أقمت ثلاثة معارض فردية خاصة في "دمشق" وكان آخرها معرض "تحت ورقة التوت" 2008 حيث كان الأبرز من ناحية التميز والحضور وتقديم الأفضل.

    وشاركت في معرض جماعي في "ضاحية بيروت" لدعم المقاومة اللبنانية في عام 2006.

  • برأيك هل أدى هذا الفن العربي رسالته؟
  • ** بكل أسف لا، لكن يجب ألا نستهين بمجهود مجموعة كبيرة وشابة في هذا المجال التي تحاول إيصال الرسالة للآخر، وخاصة مع الهجمات الشرسة التي تتعرض لها منطقتنا العربية بشكل خاص والعالم عموماً.

    من الجدير بالذكر أن الفنان "ربيع يوسف العريضي" من تولد "ريف دمشق- جرمانا" 1976 حاصل عدد جوائز عالمية كان آخرها الجائزة الخاصة في مسابقة "غزة الدولية" الأولى في "إيران" لعام 2008.

    كما حصل على درع تذكاري في مسابقة الشهيد "ناجي العلي" الدولية الأولى للكاريكاتور في سورية عام 2007، ومسابقة "تونس" للبيئة عام 2004.

    من إصدارته كتاب كاريكاتور تحت عنوان "أسود بأسود" 2004.

    كما أنه عضو بمنظمة "الفيكو" المنظمة الأوروبية لرسامي الكاريكاتور وعضو في موقع الكاريكاتور السوري، عمل لصالح المنظمة العربية للتربية والعلوم بتصميم وإخراج ملصقات بيئية تخص البيئة في الوطن العربي والانتهاكات الإسرائيلية في "فلسطين".