لكل قرية ساحلية طابعها الخاص الذي يميزها عن الأخرى، وفي كل واحدة منها يوجد شيء غريب أو ظاهرة فريدة ارتبطت بحدث ما، فباتت مع الأيام إما تقليداً أو واقعاً موروثاً. وفي "الكفرون" هناك ظاهرة فريدة تظهر في الشتاء وتدعى "الحومة".

وللتعرف أكثر على "الحومة" موقع eTartus زار "الكفرون" والتقى السيد "شدود طنوس" أحد أبناء القرية حيث قال: «"الحومة" هي حوض ماء حاولنا سبر عمقه فبلغ أكثر من أربعين يارداً وعلى بعد أقل من كيلو متر منه ينبع نبع "الشيخ حسن" مياهه من نفس حوض "الحومة"، ومياهه معدنية ثقيلة، وهو يسقي القرى المجاورة إضافة لقرية "الكفرون" المؤلفة من: "رفقة- زريق- حيدر" والتي كانت سابقاً تشرب من مياه نبع "الشير" العذبة الذي ينبع من قرية "المهيري"، و"الحومة" تفيض في الشتاء بعد سقوط الأمطار الغزيرة».

كما كنا نسمع من أجدادنا فإن طيور "الحوم" كانت تتجمع حول فوهة المياه "الحومة"، ولذلك أطلق عليها هذا الاسم، ولكنها ليست معلومات دقيقة، وإنما هي المتوافرة عن سبب التسمية

وعن سبب تسميتها "الحومة" يقول السيد "موشى قشوع": «كما كنا نسمع من أجدادنا فإن طيور "الحوم" كانت تتجمع حول فوهة المياه "الحومة"، ولذلك أطلق عليها هذا الاسم، ولكنها ليست معلومات دقيقة، وإنما هي المتوافرة عن سبب التسمية».

الحومة

ويقول المهندس "ميخائيل ضومط" عن ذكرياته مع "الحومة": «ما زلت أذكر سؤال جدتي لجدي "شو يا نعوس طلعت الحومة؟؟" وكان يجيبها: "كل هالشتي مبارح وما بدها تكون طالعة! ليك "الشرشار" كيفو نازل.....". وهذا السؤال عن وضع "الحومة" في شتاء "الكفرون" هو أمر عادي حتى إن القول: "مشّو نتفرج عالطوفي، الحومة طالعة والسارود سيرح" هو أيضاً قول طبيعي بالنسبة لسكان الضيعة.

فالحومة ذلك التجمع من الماء الواقع في الأراضي الزراعية لقرية "كفرون بدره" في بقعة هي الأخفض تقريباً في منطقة "كفرون بدرة" و"نبع كركر"، وهذه البركة إن صح التعبير لا يتجاوز قطرها في فصل الصيف بين "1.5 - 2" م وبعمق غير محدد تقريباً تتحول في فصل الشتاء، وبعد مجموعة من الليالي الممطرة إلى سيل كبير بعد أن تتجمع فيها عدة مجاري للمياه لا تظهر إلا في فصل الشتاء، وأكثر هذه الروافد جمالاً هو "الشرشار" الذي ينحدر من الجبل المواجه للقرية والمعروف باسم جبل "السايح" على شكل شلال كبير، ويكون صوت "الشرشار" مسموع في أنحاء القرية وربما كان هذا هو سبب تسميته بهذا الاسم».

موسى قشوع

وتابع: «والحومة على مر الزمان بجمال موقعها وهدوئها صيفاً وثورتها شتاءً سكنت عقول أهل الضيعة، فالموقع وبمجرد الوصول إليه يولـّد في النفس خليطاً من مشاعر الخوف والدهشة والغرابة... منخـَفض من الأرض وسطه بركة من الماء.. صخرة كبيرة من جهة وتربة من الجهة الأخرى، نمت حولها أشجار "الدلب" العملاقة.. تشابكت جذورها ضمن الماء واستندت أغصانها إلى بعضها بعضاً في الهواء لتترك المكان فيما يشبه المساء الدائم وأشجار "السنديان" و"الغار" و"البطم" المحيطة صنعت مع بعضها بعضاً أعجوبة أخرى حتى إننا في "الكفرون" نعتبرها إحدى عجائب الدنيا التي تصبح ثمانية بوجودها».

لاحظوا العمق