هكذا أراد أربعة إخوة من "حمص" من آل "الجاجة" أن يشقوا حلمهم بإزميلهم عندما أصبحت شركتهم "جاتكس" من أوائل الشركات التي أدخلت المنسوجات السورية إلى السوق الألمانية منتصف التسعينيات من القرن الماضي، والفضل الأكبر يعود لأخيهم "نضال" الموجود في ألمانيا والذي أصرّ على المنتج السوري ليس من شركتهم في "حمص" فحسب، بل من شركات أخرى في مختلف المحافظات السورية.
موقع eHoms التقى السيد "حيان الجاجة" الذي روى لنا قصة نجاح شركتهم فقال: «سافرت إلى ألمانيا عام /1986/ بغرض العمل وتحسين أوضاعي المادية، وهناك كان أخي "نضال" مديرا لإحدى الشركات التي تبيع المنسوجات بالجملة، وكانت تستورد من دول عديدة مثل تركيا والهند وباكستان وغيرها عدا سورية، فاقترحت عليه أن نبحث عن نفس المنسوجات في السوق السورية وهذه كانت أول لبنة في العمل».
كنت أتابع تحضير القطع يوميا ولم أكن مصدقا أن هذا المنتج سيكون بين الأيادي الألمانية، بصراحة كان الأمر مفرحا جدا وعندما تمت الصفقة بنجاح أصابتني فرحة عارمة
الزيارة التي قام بها "حيان" لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر عاد بعدها إلى وظيفته التي استمر بها، وترافق ذلك مع تنفيذه للأفكار التي تحدث بها مع أخيه في البحث عن منتجات مشابهة في السوق السورية.
ورغم الصعوبات التي واجهت "حيان" في البداية إلا أنه استطاع مطلع عام /1988/ أن يجد شريكا له وهو "رامي الأخوان" ليؤمنا أول "طلبية" إلى ألمانيا وهي عبارة عن حاويتين من كيس لحاف قطن 100%، ولعب "حيان" دور الوسيط بها، ويتحدث قائلا: «كنت أتابع تحضير القطع يوميا ولم أكن مصدقا أن هذا المنتج سيكون بين الأيادي الألمانية، بصراحة كان الأمر مفرحا جدا وعندما تمت الصفقة بنجاح أصابتني فرحة عارمة».
واستمر "حيان" يلعب دور الوسيط لقاء عمولات بسيطة من شركات متعددة وخلال سنتين من العمل والمتابعة تمكن من الإلمام بتفاصيل مهمة في قطاع النسيج سيستفيد منها لاحقا في الشركة التي سيعمل على تأسيسها مع إخوته الثلاثة "نضال" و"سامر" و"باسم".
في عام /1992/ وبعد تنوع في المنسوجات المُصدرة كان قرار الأخوين "نضال" و"حيان" بالانتقال من دور الوسيط إلى دور المنتج وتأسيس معمل نسيج رغم الصعوبات التي كانت متوقعة من ضعف الخبرة والإمكانيات المادية.
يتحدث "حيان" عن البدايات فيقول: «بمبلغ مليوني ليرة سورية تقريبا بدأنا بشراء الأرض التي كانت قرب قرية "تير معلة" (8 كم شمال حمص) والحصول على التراخيص اللازمة وكان الإقلاع بمنشأة لطباعة وصباغة الألبسة المنزلية الداخلية من بشاكير ومناشف وشراشف وغيرها، كان ذلك عام /1996/، بدأت بذوي الخيط وأدخلت خطوط الإنتاج الأخرى من صباغة ونسيج وخياطة ليصبح المعمل متكاملا بالتدريج مع نهاية عام /2001/».
يقول "حيان": «الفضل الأكبر كان لأخي "نضال" لأنه كان يفضل المنتج السوري على أي منتح آخر بحكم أنه كان صاحب قرار بالتسوق في الشركة التي كان يديرها. وترافقت أعمال الوساطة مع تأسيس الشركة مما زاد من حجم العمل لأن الهدف كان دخول أكبر قدر من الشركات في السوق الألمانية وفعلا كان ذلك لشركة "عادل أبو شعر" للمناشف والبشاكير بـ"دمشق"، وشركة "أكشر وديري" بـ"حمص". ومعمل "أنور مجاهد" صناعة التريكو (الصوف الصناعي) إضافة لمعمل تريكو "كنعان" ومؤسسة "أنس" لألبسة داخلية وشركتي "ملاح" و"أسعد دباغ" بحلب، و"جاتكس" تسعى كل فترة لإدخال منتج نسيجي جديد للسوق الألمانية».
لعل التحدي الأكبر كان في هؤلاء الإخوة لتصبح الشركة قدوة للشركات العائلية هو أن المهنة لم تكن مهنة العائلة بالأصل لكن الإخوة استطاعوا بالحنكة وصدق التعامل مع الناس اكتساب ثقة المورد السوري والمستورد الأوروبي.
جدير بالذكر أن شركة "جاتكس" للصباغة والطباعة النسيجية تشغل حوالي /40/ عاملاً ويبلغ مساحة المعمل /10/ آلاف متر مربع منها /7/ آلاف مساحة البناء، ويبلغ مجموع ما تصدره "جاتكس" من إنتاجها وإنتاج الشركات التي تتعامل معها سنويا ما يقدر بين /7/ إلى/10/ ملايين دولار.