قارئ اليوم صانع الغد .. هو العنوان الذي اتخذته حملة تشجيع القراءة الريفية التي أطلقها مشروع "فردوس" بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة في قرى "كفر جالس" و"باتنته" و"الصنمة" و"الهباط" و"بير الطيب" و"بحوري" وهي من القرى المشمولة بمشروع "فردوس" بمحافظة "إدلب".

تتضمن الحملة التي تستمر ثلاثة أيام فعاليات عدة كالمكتبة المتنقلة والمسرح التفاعلي إضافة إلى ورشات عمل ودورات تدريبية لبناء القدرات الذاتية لبناء المجتمع المحلي ونوادي قراءة للأطفال.

إن مكتبة المدرسة لا يوجد فيها كتب كافية وغنية للطلاب حيث يقوم والدي بشراء بعض الكتب والقصص من السوق حتى أقرأها مع أخوتي

المهندس "خالد الأحمد" محافظ "إدلب" وخلال الاحتفال بإطلاق الحملة تحدث عن ماحققه مشروع "فردوس" من تنمية مستدامة والاعتماد على مشاركة المواطنين لتنفيذ المشاريع الخدمية التي يحددون أولوياتها وفق احتياجاتهم وقال: «إن تجربة فردوس رائدة في تفعيل مشاركة المجتمع المحلي وتحديد احتياجاته حتى أنها أصبحت نموذجا يحتذى في وضع الخطط والبرامج المحلية، كما أن إطلاقها لحملة القراءة الريفية والمكتبة المتنقلة هو مشروع حضاري يحمل الكثير من الدلالات والمفاهيم التي يجب التعاون معها لترسيخها وتحقيقها الهدف المنشود منها».

الأطفال حضروا وتفاعلوا مع العروض

"لين حبش" مديرة مشروع "فردوس" تحدثت لموقع eIdleb عن أهمية إطلاق هذه الحملة بالقول: «الحملة جزء من نشاطات المشروع الهادفة لتحقيق تنمية متكاملة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي في الريف السوري ولما كانت القراءة من أهم وسائل تحقيق استدامة العمل التنموي و الطريق لتنشئة جيل مسلح بالعلم والمعرفة فقد عملنا في "فردوس" وبالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة على إطلاق مثل هذه الحملات التي تشجع على ثقافة القراءة وتعمل على ترسيخها في أذهان الأطفال والشباب وصولاً إلى كافة أفراد المجتمع».

وأضافت "حبش": «كما أن اختيار مجموعة من عروض المسرح التفاعلي التي تعكس النهج التشاركي الذي نركز عليه في عملنا بشكل دائم هو تأكيد على أهمية مشاركة المجتمع المحلي في تحديد وتفهم القضايا التي تخصه ومشاركته في وضع الحلول لتجاوزها».

من عروض المسرح التفاعلي

أما "إلهام صافي" مديرة الحملة الوطنية للتشجيع على القراءة في الهيئة السورية لشؤون الأسرة فقد تحدث عن الاهتمام الذي توليه الهيئة لموضوع القراءة حيث قالت: «إن الهيئة أطلقت حملة وطنية لتشجيع القراءة على مستوى سورية لمدة عام كامل تحمل عنوان "القراءة.. تنمية" وذلك تشجيعاً منها لمسألة القراءة التي لا يمكن تحقيق تقدم و لا تنمية إلا بها ومن خلال ترسيخ مفهومها وجعلها عادة متأصلة بالمجتمع تسهم في الحفاظ على غنى وتنوع ارثنا الحضاري والمعرفي».

وقال "عزو العبو" رئيس لجنة التنمية في قرية "بير الطيب": «العلم نور وعلينا جميعاً أن نعود إلى القراءة ونشجع أولادنا عليها لأنها الطريق الوحيد الذي يجعلهم متمكنين من ثقافتهم ويقوي شخصيتهم».

مشاركة كبار السن

وعن رأيه بالحملة قال "وليد شاهين" مدير مدرسة في "كفر جالس": «إن القراءة ثقافة وإن هذه المبادرات كفيلة بأن تخلق نوعاً من التفاعل والعودة للقراءة وينبغي تشجيع هذه المبادرات من خلال المدارس وتنشيط دور المكتبة المدرسية وكذلك الأسرة وجعل المكتبة المنزلية بديلاً عن الكثير مما يبثه التلفزيون والقنوات الفضائية خاصة وأننا لا يمكن مراقبة كل ما يتابعه أطفالنا وما هي الثقافات التي تبث إليهم».

وكان للطفل "مصطفى ياسر شاهين" وهو طالب في الصف الرابع عتب على مكتبة المدرسة حيث قال: «إن مكتبة المدرسة لا يوجد فيها كتب كافية وغنية للطلاب حيث يقوم والدي بشراء بعض الكتب والقصص من السوق حتى أقرأها مع أخوتي».

يذكر أن "فردوس" أطلقت حملة مماثلة في شهر "حزيران" في قرى "مرديخ" و"الشيخ إدريس" و"الريان" المشمولة بالمشروع.