تحتها ينعم أهالي قرية "الحورة" بالظلال الوارفة ويستقبلون ضيوفهم وأعزاءهم ويقيمون حفلات سمرهم بعد أن كانت في الزمن الغابر مكانا يلتقي فيه سكان المنطقة بالإقطاعي الذي جلب لهم الشقاء.

حيث تحولت ظلال شجرة البلوط الكبيرة الواقعة في منتصف قرية "الحورة" إلى مرتع لأهالي المنطقة ينعمون فيه بالهواء العليل ويستذكرون معاً قصص الماضي البعيد.

كانت تجمع محاصيل القمح والشعير تحتها لتكون بمثابة البيدر الخاص بالمنطقة كلها بإشراف الأفندي

كانت ظلال هذه الشجرة بمثابة مقر صيفي لأفندي المنطقة في الماضي حسب رواية الدكتور "عماد سلوم" من أهالي القرية ومالك قطعة الأرض التي توجد فيها شجرة البلوط هذه :«لقد كانت ملكاً لأفندي المنطقة في الماضي فتحت ظلالها كان يدير أعماله واجتماعاته وحتى المضافة الخاصة به أنشاءها تحتها».

أثناء عملية قياس جزع الشجرة

«ولكن بعد توزيع الأراضي على الفلاحين أصبحت شجرة البلوط من حصة جدي الذي كان من أفقر رجال زمانه على الإطلاق كما كان يروي لنا وكان يتمنى دوماً الجلوس تحتها للتمتع بجمالها وعظمتها وهوائها العليل ولكنه كان ممنوع من ذلك لأنه من العمال».

ويضيف:«أصبحت شجرة البلوط بمثابة نقطة علام لأهالي القرية والمنطقة ومجلس لإنجاز أعمال المونة الشتوية مثل تنقية القمح بالإضافة الى جلسات السمر التي مازالت مستمرة لدى أهالي القرية إلى اليوم حيث يأتون إلى هنا للجلوس تحت ظلها والاستمتاع بهوائها وإنجاز بعض أعمالهم».

السيد "مالك سلوم"

منذ حوالي"60"عام كان الإقطاعي يجتمع مع فلاحي المنطقة بعد موسم الحصاد تحت هذه الشجرة حسب قول السيد"مالك سلوم" أحد سكان القرية الذي التقيناه بتاريخ "9/10/2009":«كانت تجمع محاصيل القمح والشعير تحتها لتكون بمثابة البيدر الخاص بالمنطقة كلها بإشراف الأفندي».

وعن عمر الشجرة يقول :«قطر الظل الذي تنشئه الشجرة حوالي "1000"متر مربع ويقدر عمرها بحوالي"650" سنة حسب تحاليل علمية قام بها بعض المهندسين المختصين في المنطقة ».

ضخامة فروعها

ونتيجة خبرته في الحياة يقول مؤكداً :«أن البلوط يعرف ببطء نموه وبالتالي فان هذا الحجم الضخم يدل على عمرها الكبير فمن المعروف أن البلوط يعمر كثيرا ولا ينبت فروع عند الجذع لذلك موت الجذر الأساسي يعني موت الشجرة بكاملها».

خشب البلوط قوي واستخدم قديماً لصناعة "الساموك" :« "الساموك" وهو دعم من دعائم المنازل الترابية القديمة ولكن على الرغم من حاجة الأهالي لهذا النوع من الأخشاب إلا أنني لم أسمع يوماً أن أحداً من الأهالي تجرأ وكسر منها غصناً فهي شيء ثمين بالنسبة لنا جميعاً».