طال انتظارهم ما يقارب 25 عاماً، كانت مهنهم فيها عرضة للانقراض، ولم يكن لأغلبهم سوى المنزل مكان للعمل، هم حرفيو المهن اليدوية في "حماة"، حيث جاء الفرج أخيراً بأن خصتهم مديرية سياحة "حماة" ومجاناً بورش صغيرة في واحدة من أجمل الأبنية في المدينة وأكثرها اكتمالاً.. في "خان رستم باشا".
موقع مدونة وطن eSyria زار "خان رستم باشا" قبيل الإعلان عن افتتاحه واطلع على ورش العمل الجارية لتأهيل المحال وتجهيزها بتاريخ 10 تشرين الأول 2009 وكان لنا لقاء مع الحرفي "هيثم قمر الدين" في مهنة صناعة الحبال والمكارم والذي حدثنا: «اتصلت بنا مديرية السياحة بـ"حماة" والتي أعطتنا المحلات، وطلبت منّا البدء بإشغالها لنكون جاهزين مع حفل الافتتاح في 12 تشرين الأول 2009».
وكما يقول الشاعر (كان حلماً فخاطراً ثم احتمالا/ ثم أصبح حقيقة لا خيالا)
وأضاف: «منذ زمن ونحن نقوم بمعارض ولكن بشكل متقطع، وننتظر هذه الفرصة منذ حوالي 25 عاماً، وبدأنا العمل منذ اللحظات الأولى على تجهيز هذه المحال من خلال صناعة أبواب متشابهة ذات نكهة تراثية، ثم قمنا بطلاء الأبواب والمنجور وتجهيز المحل من الداخل ليناسب الحرفة التي سنقوم بممارستها في هذا السوق، أشكر مديرية السياحة على هذه الخدمة الجلية التي قدمتها لنا».
أما الحرفي "منير مسدي" فقال: «كان لدينا حلم بأن تتجمع هذه الصناعات اليدوية في مكان واحد يكون قبلة للزوار، ولكي لا تندثر، فعلى سبيل المثال كان في "حماة" ما يفوق الألف نول يدوي ولكن عددها لا يتجاوز اليوم عدد أصابع اليدين، فأولادنا لم يرغبوا بالاستمرار بها لأنهم يرون فيها أشغالاً شاقة، ولكنها تعبر عن الأصالة والجودة، المنتج اليدوي فيه ضمان استعمال نصف قرن، السبب هو جودة المواد الأولية المحلية، نستعمل القطن والحرير، انتظرنا كثيراً حتى استلمنا هذه المحال وتحقق الحلم».
وأضاف: «وكما يقول الشاعر (كان حلماً فخاطراً ثم احتمالا/ ثم أصبح حقيقة لا خيالا)».
الحرفي "طريف قهواتي" المعروف بـ"أبو ياسين عبجي" قال: «أنا أعمل على صناعة المد العربي وبسط الأقدام وشالات الحرير عن طريق النول اليدوي، من الجميل أن يصبح لنا مركز، بعدما كنت أعمل في منزلي وليس لدي محل، فلم يكن يأتي إلي سوى من قصدني، ولم تكن لدي الفرصة ليقوم السيّاح بزيارتي، في سوق المهن اليدوية أستطيع أن أظهر بالشكل المناسب وأن أعرض المنتجات اليدوية التي أصنعها على الناس».
من الجدير بالذكر أن افتتاح سوق المهن اليدوية يأتي بتاريخ 12 تشربن الأول 2009 ضمن فعالية مهرجان طريق الحرير أحد أهم المهرجانات التي تنظمها وزارة السياحة السورية لتعريف أصحاب الفعاليات السياحية خارج سورية بالمنتجات السياحية السورية.