صنعت الطفلة "رهف" عقداً من حبات التين المجفف، وزينت به صدرها، أمسكت ببعض الحبات الأخرى ولعبت بهم مع صديقاتها.
لم تستورد "رهف" ألعابها بل اختارتها من محيطها، حيث تسكن مع أفراد أسرتها في بلدة "بللين" التي تقع إلى الغرب من مدينة "حماة" حوالي 33 كم على طريق "مصياف" وتبعد عن "مصياف" 18 كم في أعلى قمم جبال "مصياف".
نقوم بدراسة لتنفيذ مشروع صرف صحي منفصل وطرح عدد من المشاريع السياحية للاستثمار كالمطاعم والفنادق والمقاصف
وقد اعتاد الناس على رؤية أشجار التين تنمو بنفسها في مناطق سقطت حبة فيها غفلة من مزارع يحمل سلته إلى منزله صيفاً، أو أن يكون في كل حقل شجرة تين أو اثنتين أو بضع شجرات..
إلا أن مزارعي "بللين" استنكروا هذه القاعدة وأصروا على التميز ولو في زراعة التين، فأصبحت ترى حقول التين أي مئات الأشجار المصطفة إلى جانب بعضها في الحقل الواحد كما لو أنك ترى حقل ذرة أو قمح أو غابة صنوبر.
هذا ليس كل شيء.. فقد أحب أهالي "بللين" شجرة التين وزرعوها أمام بيوتهم أيضاً إلى جانب أقاصيص الورد، وقابلتهم هذه الأشجار الوفاء فأعطتهم تينا مميزاً متنوع الأصناف وغزير الإنتاج، أما ما يفيض من إنتاجهم في الصيف فيخزن يابساً أو يصنع منه "الهبّول" أحد فواكه الشتاء البارد.
موقع eSyria زار "بللين" والتقى العم "سعيد الحسين" /78/ عاماً بتاريخ 23 آب 2009 والذي حدثنا عن سبب تسمية البلدة يقول: «سميت "بللين" لوجود نبات شوكي يدعى "البلان" نما في القرية بغزارة فيما مضى وما يزال موجوداً في بعض مناطقها إلى اليوم، وكان أهل القرية يقطعونه ويأتون به إلى مدينة "حماة" فيبيعونه إلى المكالس التي تستخدمه لإيقاد النار فيها والنبات أصبح قليلاً الآن بسبب كثرة البيوت التي بنيت مكانه».
أما السيد "علي شاهين " مدير المركز الثقافي في "بللين" فأوّل لنا الاسم إلى قصة حب عرفتها القرية ومنحتها اسمها يقول: «سميت "بللين" لوجود رواية قديمة تقول بوجود عاشقين يدعيان "بل" و"لين" أحبا بعضهما وسكنا في سفح الجبل وهما أساس هذه القرية وأول سكانها».
أما السيد "رافع شاهين" –موظف- فكانت له رواية أخرى: «أتت التسمية نسبة إلى قلعة قديمة تهدمت الآن ولم يتبق منها إلا بعض الحجارة وتدعى "بليبل" ولهذه القلعة طرق تصلها إلى كل القرى المجاورة حيث كانت تعتبر مركزاً رئيسياً للقرى المجاورة التي حولها وسوقا رئيسيا لها».
رئيس مجلس بلدة "بللين" السيد "سعود محمد اليوسف" قال: «تقع قرية "بللين" 33 كم غربي حماة ويربطها شارع رئيسي يمر من "الربيعة" وتبعد حوالي 18 كم عن مدينة "مصياف" وتقع "بللين" على مساحة 30 ألف هكتار في أعلى قمم هذه المنطقة حتى جبال "مصياف" الغربية وتكثر فيها أشجار التين والزيتون والأشجار الحراجية الطبيعية، مما أضفى عليها رونقاً خلاباً وهيأها لتكون قرية سياحية».
وأضاف "اليوسف": «قمنا في عام 2008 بتوسيع وشق عدد من الطرق المؤدية إلى القرية وداخل القرية لكن حاجز قلة الموارد المالية أبطأ من خطانا، ويبلغ عدد سكان البلدة /3049/ نسمة، وقد قمنا في عام 2009 م بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي».
وعن المشاريع المستقبلية للبلدة قال "اليوسف": «نقوم بدراسة لتنفيذ مشروع صرف صحي منفصل وطرح عدد من المشاريع السياحية للاستثمار كالمطاعم والفنادق والمقاصف».
وتعدّ "بللين" من بلديات الدرجة الرابعة في محافظة "حماة".