تناول لقاء السيد الرئيس بشار الأسد الثلاثاء 18 آب 2009 مع السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء العراقي التعاون الثنائي بين سورية والعراق وأهمية الارتقاء به في جميع الميادين وخصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وكل ما من شأنه تأمين مصالح البلدين والشعبين الشقيقين واستقرار المنطقة بشكل عام.
وجرى استعراض الاتفاقيات الموقعة بين سورية والعراق وأهمية وضع الآليات المناسبة لضمان تنفيذها وتم بحث سبل بناء علاقات وتعاون استراتيجي شامل بين البلدين الشقيقين.
كما تم بحث المستجدات على الساحة الإقليمية وضرورة تكثيف الحوار والتشاور والتنسيق بين البلدين حيالها وقد جدد الرئيس الأسد دعم سورية للعراق في كل ما من شأنه تعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً ودعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لإنجاح العملية السياسية.
من جانبه عبر رئيس الوزراء العراقي عن أمله في أن تسهم زيارته إلى سورية في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين خدمة لمصالحهما المشتركة معرباً عن تقديره للدور الإيجابي الذي تقوم به سورية من أجل دعم الاستقرار في العراق.
حضر اللقاء السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والمهندس سفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية وسفير سورية في العراق.
ومن الجانب العراقي السادة الدكتور حسين الشهرستاني وزير النفط والدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية والدكتور صفاء الدين صافي وزير التجارة بالوكالة وشيروان الوائلي وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني والدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية وياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء وسفير العراق في دمشق.
وقد أقام الرئيس الأسد مأدبة غداء تكريماً للسيد المالكي حضره أعضاء الوفدين الرسميين.
وكان المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء قد بحث مع السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء العراقي بحضور أعضاء الوفدين الرسميين قضايا التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في القطاعات الاقتصادية والتجارية والمالية والري والموارد المائية والنفط والغاز والصناعة والطاقة الكهربائية إضافة إلى مجالات التعاون في قطاعات النقل والصحة والثقافة والتعليم والمناطق الحرة والصناعية.
وتم التأكيد على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتسهيل انسياب السلع والبضائع ذات المنشأ الوطني إلى أسواق البلدين وإزالة المعوقات بهدف زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع قاعدة التجارة البينية وتفعيل دور رجال الأعمال في سورية والعراق.
وجرى الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة سورية عراقية مشتركة تتولى مهمة متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وموضوعات التعاون واقتراح الآليات والإجراءات اللازمة لتفعيلها.
وفي اختتام جلسة المباحثات تم الاتفاق على الإعلان عن بيان مشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بين سورية والعراق برئاسة رئيسي حكومتي البلدين يشمل مختلف أوجه التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وسلم الجانب السوري نظيره العراقي وثيقة تأسيس المجلس ليصار إلى دراستها تمهيداً لتوقيعها من قبل حكومتي البلدين في أقرب فرصة ممكنة.
وكان المالكي بدأ والوفد المرافق قبل ظهر الثلاثاء زيارة إلى سورية وكان في استقباله المهندس عطري حيث جرت له مراسم استقبال رسمية.
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الثانية للمالكي إلى سورية حيث زار دمشق في 21 آب 2007 والتقى الرئيس الأسد الذي أكد دعم سورية للعملية السياسية الجارية في العراق وتحقيق المصالحة الوطنية بما يؤمن وحدة العراق واستقلاله.
وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
وفي هذا الإطار وقعت سورية والعراق في نيسان الماضي خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي عقدت في بغداد برئاسة رئيسي وزراء البلدين بروتوكولاً من أجل تجنب الازدواج الضريبي وبروتوكول تعاون في مجال المناطق الحرة والمجال الصناعي وثلاثة برامج تنفيذية للتعاون في المجال الصحي والثقافي وحماية البيئة ومذكرتي تفاهم في مجال الإسكان والتعمير والتعاون العلمي والثقافي.
سانا