«ثلاثة يملكون العالم؛ الملوك يملكون رقاب الناس والعلماء يملكون عقول الناس والأطباء يملكون أجساد الناس ولذلك قررت أن أكون طبيبة لأكون واحدة من هؤلاء».
هذا ما قالته "نور مرشحة" ذات الواحد والعشرين عاما، والتي تعيش في عائلة مميزة بين كنفي أبيها وأمها اللذين رسما هندسة حياتها برقي ووعي، كنت أعلم أنها تتميز بعدد من المواهب والهوايات وعندما (دردشنا) سويا اكتشفت أني لا أعرفها، وأيقنت بأن كلماتي هذه لن تفيد إلا في التعريف بشكل جزئي عنها.
اعتمدت البرمجة لفهم شخصيات الناس لكي أؤثر عليهم بشكل إيجابي وأتجنب سلبياتهم
** «هدفي أن أترك أثرا بعد موتي»...
بدأت "نور" في عمر مبكرة وقررت أن تكون صاحبة مشروع وهدف حيث عبرت عن ذلك بقولها: «كنت في الصف العاشر حين قررت هدفي...(هدفي أن أترك أثرا بعد موتي)، وهذا جعلني أنظر إلى نفسي وأعرف أخطائي جيدا وكان أولها أني (خجولة) وكان ذلك دافعا جديدا، فقررت أن أفهم طبيعة نفسي وأحاول إيجاد الحل، وكانت بداية طريقي مع فهم وتحليل الشخصيات فقرأت كتبا لـ"فاخرعاقل" وكتب فراسة الوجه لـ "خيرية حبيب" وكتب روسية مترجمة عن تحليل الشخصية، كل ذلك جعلني أمتلك موهبة شد الآخرين ولفت انتباههم حتى أن الأساتذة في المدرسة كانوا يسألونني دائما عن كيفية تأثيري على زملائي».
«اعتمدت البرمجة لفهم شخصيات الناس لكي أؤثر عليهم بشكل إيجابي وأتجنب سلبياتهم».
ما يلفت الانتباه وصول "نور" إلى مستوى جيد في مجال قد يبدو في البداية أنه بعيد عن دراستها ولكن دافعها هنا كان «قرآتي في علم النفس وتحليل ودراسة تفاصيل الشخصية حتى على مستوى تسريحة الشعر، أو طريقة تنظيف الأسنان جعلني أفهم أنواع الشخصيات وذلك يدفعني إلى التأثير فيهم ولا يكون ذلك إلا عن طريق البرمجة اللغوية العصبية».
واللافت للنظر منذ بداية طريقها هو التصميم و الإرادة رغم الصعوبات التي مرّت بها «بدأت دورة البرمجة في المرحلة الثانوية وبدايتي كانت تحتاج إلى الكثير من المثابرة والجد بالإضافة إلى المحبة، وعندما التحقت بالدورة كان فيها مجموعة قليلة من الأشخاص وهم من أعمار بين الثلاثين والأربعين، وكل ذلك جعلني أصرّ أكثر على المتابعة و التميز ولم أتأثر إلا إيجابيا بأعمار زملائي في الدورة الغير متناسبة مع عمري وفهمهم السطحي لهذا العلم الجديد آنذاك».
ولم يكن هدف "نور" محصورا بوصولها الشخصي إلى ما تريد بل لها هدف أشمل وأوسع: «إن هدفي من البرمجة هي التأثير في الناس إيجابيا وعلى كل شخص أن يمتلك هذه الموهبة لأن أعداءنا يهددون وجودنا بالتأثير على الفكر وذلك أخطر من السلاح وأنا الآن وصلت إلى مرتبة (ممارس) و تفصلني مرحلة واحدة لكي يكون لي مركز معتمد في البرمجة اللغوية العصبية ».....
**كلام جارتها البسيط عن تفسير الأحلام دفعها إلى اكتشاف سراديب هذا العلم:
تابعت "نور" طريق اكتساب مواهبها الكثيرة و الفضل هنا إلى صديقة أمها "أم حسان" والتي كانت تأتي إليهم لتفسر الأحلام بكلمات بسيطة وكانت "نور" تستمع لها «قصتي مع دراسة تفسير الأحلام بدأت مع جارتنا "أم حسان" والتي كنت أستمع إلى تفاسيرها والتي كانت تنطق بها من دون علم أو دراية فأحببت هذا العلم لأنه يكسبني فهم الناس وطريقة تفكيرهم، فقرأت الكثير من الكتب لـ "ابن سيرين" و "النابلسي" و"فرويد" حيث أعتبر الأحلام مسرحا تجري عليه حياة الناس وبالفعل هي كذلك لأنك لن تستطيع فهم الأحلام مالم تفهم حياتهم وطبيعة إدراكهم ومستواهم الفكري فرؤيا الطبيب غير المهندس وكل ذلك أضاف لي الكثير».
**من كل بستان زهرة...
ثابرت "نور" على ما تملك وقررت أن تضيف إلى كل ذلك ما تستطيع فهي بارعة في الرسم والذي تصفه بقولها «الرسم يرافقني منذ كان عمري سبع سنوات حيث كنت أشارك في المعارض المدرسية وهو بالنسبة لي المعبر الأفضل عن أحلامي لأنني أرى فيه مالم أصل إليه بعد».
بالإضافة إلى مواهب كثيرة أخرى «انتقلت بعد ذلك إلى التنويم المغناطيسي وتعلمت وقرأت كثيرا عن هذا العلم الذي يجعلني أتقن فن السيطرة على نفسي وعلى الناس، وتصميم المواقع الإلكترونية وأنا حاليا مديرة "منديات النور" والذي مازال في بداية الطريق و أطمح لأن يكون صاحب مكانة في المستقبل، وأنا أيضا أمارس فن التأمل ورياضة اليوغا والجنباز وللمطالعة مكانة خاصة عندي ففي كل يوم هناك ساعتان لابد منهما لقراءة كتاب».
**طموح "نور"
عندما سألتها عن طموحها وأحلامها أجابت "نور" بكلمات معدودة تدل على معاني كبيرة
«أود أن أصل في النهاية في طب الأسنان إلى (جائزة نوبل) وفي الدنيا إلى (شخصية متوازنة) وفي الآخرة إلى مرضاة الله».
يذكر أن "نور مرشحة" من مواليد "حلب" عام 1988 وهي الأخت الكبرى لأشقائها الأربعة وهي الآن طالبة في السنة الرابعة كلية طب الأسنان في جامعة "تشرين" وقد قابلها eSyria أثناء تواجدها في المعسكر الجامعي الإنتاجي في "اللاذقية" بتاريخ 7/7/2009
