تدور أحداث فيلم "الحكاكة" حول أماكن ضجت بالحياة في يوم من الأيام، قبل أن تتحول إلى زوايا تسكنها الأشباح ويعمها الصمت والخوف.
ويعتبر فيلم "الحكاكة" من الأفلام الروائية الطويلة التي قدمها المخرج "أركان جهاد" وعرضت يوم الثلاثاء 12/5/2009 على مسرح كلية الفنون الجميلة "بدمشق"، وذلك في إطار فعاليات الأيام الثقافية العراقية في "دمشق".
الفيلم يحوي الكثير من المشاهد الإنسانية، ويتحدث بشكل مبسط وصورة معبرة عن الحال العراقي، إلا أن استخدام تقنية المزج بين السينما والمسرح نقلت حالة الحيرة البصرية، والقطع إلى المتلقي مما أوقعه في حيرة وارتباك
ويأتي الفيلم في سياق تجربة فنية مميزة للمخرج العراقي "أركان جهاد" الذي قدم نموذجاً لعرض مسرحي بأدوات سينمائية،
واستطاع المخرج رغم الأوضاع الأمنية الصعبة أن يقدم مشاهد واقعية من البيئة العراقية بكل تفاصيلها، وبشكل خاص من خلال اختياراته الفنية لمشاهد "المطحنة، مشفى المجانين"، وكلها في ليلة واحدة على نهر دجلة.
ويروي الفيلم على لسان أبطاله قصصاً عن أشخاص انتهى بهم الأمر في مشفى للأمراض العقلية، بعد أن عاشوا آلام الحرب ومآسيها ففضلوا الجنون والنسيان على الذاكرة والأحزان.
ويسلط الفيلم الضوء على التأثيرات المعنوية للحرب وما حملته من ألم وحزن لشخصياته، عبر استخدام الموسيقا حتى إنه في بعض المشاهد تم الاستغناء عن الكلام لتحل الموسيقا في تعبير واضح عن عجز الكلمات في وصف الآهات.
وعما أراده المخرج "أركان جهاد" من لغته السينمائية الجديدة قال في رده على سؤال موقعنا: «أردت أن أعكس حال بلادي المدمرة وما عايشه الشعب بمختلف فئاته من أوجاع وأحزان، والفيلم مزيج من لغة السينما والمسرح.. لغة أردت أن أجعل أبطال فيلمي يتحركون ويتحدثون كأنهم في مسرح الحياة يتساءلون من هم العقلاء ومن هم المجانين؟؟».
ويعلق مخرج الفيلم على بعض المشاهد بقوله: «الفيلم يحوي الكثير من المشاهد الإنسانية، ويتحدث بشكل مبسط وصورة معبرة عن الحال العراقي، إلا أن استخدام تقنية المزج بين السينما والمسرح نقلت حالة الحيرة البصرية، والقطع إلى المتلقي مما أوقعه في حيرة وارتباك».
تجدر الإشارة إلى أن "الحكاكة" كلمة شعبية ومعناها باللهجة العراقية ما يعلق في قعر قدر الرز من بقايا.
يذكر أن الفيلم من إنتاج قناة السومرية، سيناريو وحوار الفنان "أحمد هاتف"، وإخراج "أركان جهاد".