كثيرة هي قبور الأولياء التي تحف قرية "سرجة" من كل اتجاه ابتداءً بولي الله "الشيخ عبس" من الجهة الغربية إلى الشيخ "قنديل" والشيخ "خليل" والشيخ "إبراهيم" وانتهاءً بقبر الشيخ "محمد الشنتوف" الذي يقع إلى الجنوب من القرية.
موقع eIdleb وأثناء زيارته لهذا المقام إلتقى بالعديد من أبناء القرية ليحدثونا عن هذا "الولي" فكانت البداية مع الشيخ "عطا النايف" :
كان مجيء العارف بالله الشيخ "محمد الشنتوف" إلى القرية قبل مجيء الشيخ "عبس" إليها، لأن من أسباب إرسال الشيخ "عبد القادر الجيلاني" ابن أخته الشيخ "عبس" إلى المنطقة وجود مقامات الأولياء الذين يحيطون بها من كل اتجاه
«الأولياء درجات فمنهم من ظهرت كراماته وولايته في حياته وكان له أثناء تنقله في الأصقاع داعياً إلى الله عز وجل العديد من الكرامات التي تدل على صلاحه كالشيخ "عبس" و"البازعبد القادر الجيلاني" رحمهما الله اللذان لا تخفى كراماتهم على أحد، وهناك الكثير من الأولياء المعروفين أيضا، ومنهم من عاش ومات ولم يعرف عن صلاحه وولايته أي شيء.
ومنهم من ظهرت كرامته عند وفاته كالشيخ "محمد الشنتوف" فعندما كانوا يغسلونه ليدفنوه وجدوا أن ثيابه متسخة فقال أحد الرجال القائمين على تغسيله أين الصلاح والولاية، لينظف نفسه أولاً! فكلمه وهو ميت (لم أصل لمستوى أن أطهر نفسي من الخارج فتطهير النفس يبدأ من الداخل)، فأغمي على الرجل وبعد أن صحى سُأل عن السبب فروى لهم ما حصل له فعرف الناس كرامة هذا الرجل أثناء وفاته، فالأرجح أن الشيخ "محمد الشنتوف" لم تظهر ولايته إلا في آونته الأخيرة فلذلك لا نعرف عنه إلا أن الناس المرضى كانوا يزورونه ويتبركوا به لكي يشفوا».
ويضيف "الشيخ عطا": «كان مجيء العارف بالله الشيخ "محمد الشنتوف" إلى القرية قبل مجيء الشيخ "عبس" إليها، لأن من أسباب إرسال الشيخ "عبد القادر الجيلاني" ابن أخته الشيخ "عبس" إلى المنطقة وجود مقامات الأولياء الذين يحيطون بها من كل اتجاه».
كما التقينا الشاب "ديبان خالد الديبان" أحد أبناء القرية والذي قال: «كنت أسأل جدتي التي توفيت منذ فترة قصيرة عن عمر يناهز التسعين عاماً، ما الذي تعرفينه عن هذا المقام فكانت تقول هذا مقام العارف بالله الشيخ "محمد الشنتوف" الذي قدم إلى القرية من "بغداد" وقبل قدوم الشيخ "عبس" رحمهما الله، ومن كرامته أن الأشجار ظللت الوادي الذي دفن فيه وظللت قبره شجرة "ميس" كبيرة تعتبر من أكبر الأشجار في المنطقة ويطلق على الوادي الذي دفن فيه وادي "الشناتفة" نسبة إلى وجود المقام فيه، وأما عن سبب قدومه وتاريخ قدومه بالتفصيل فلا أعرف عنه شيئاً».
كما التقينا الأستاذ "أحمد زريق" أحد أبناء سرجة والذي قال لنا: «إن أهمية قرية "سرجة" تاريخياً تأتي من وجود عدد كبير من قبور الأولياء فيها وهذا يعتبر دليلاً على أنها كانت ملجأً لهم وخصوصاً مشايخ الصوفية الذين يفضلون العيش في أماكن بعيدة عن صخب الحياة وملذاتها، في خلوةٍ مع الله عز وجل فـ"مقام الشيخ عبس" الذي يعتبر من أهم المقامات الموجودة في "جبل الزاوية" ويليه مقام "الشنتوف"، إلا أن صعوبة الوصول له وبعده عن مركز التجمع في القرية جعلهُ غير معروف لدى البعض لكنه لا يقل أهميةً عن مقام "الشيخ عبس"».