لم يكن "رضوان عجم" لاعبا عاديا في صفوف نادي "الكرامة" فلا زالت ذاكرة جماهير النادي الأزرق تحتفظ بأهداف هذا اللاعب الحاسمة وأداءه الطيب في المستطيل الأخضر فضلا عن أخلاقه التي عرفته به جماهير كرة القدم في سورية عندما مثل المنتخب الوطني في أكثر من فئة ولعل عدم تلقيه سوى لبطاقتين صفراويتيّن طوال مسيرته الكروية هي خير شاهد على أخلاق التزام هذا اللاعب بالأخلاق واللعب النظيف. موقع eHoms التقى نجم "الكرامة" في الثمانينات والتسعينات الكابتن "رضوان عجم" ليحدثنا عن رحلته مع الكرة حيث تحدث عن بداياته قائلا:
«كنت ألعب بالأحياء الشعبية مثل أغلب الصغار في النادي كان ذلك عام/1974/ بنادي اسمه "الميدان" في حارتنا وبإشراف أخي "غزوان عجم" وأخذني إلى النادي المدرب "عبد الحفيظ عرب" الذي كان لاعبا وهو من جعلني أحب اللعبة وأتابع ممارستها، بدأت بمركز المهاجم الصريح ثم أخذت جهة اليسار تقريبا وبقيت بهذا المركز حتى آخر سنواتي في الملاعب حيث عدت لمركز المهاجم».
رغم أنها أخذتني من دراستي لكني والحمد الله لدي سيرة طيبة في الملاعب السورية وألمس ذلك دائما من خلال مقابلة جماهير كرة القدم في سورية
عام /1978/ توّج أشبال "الكرامة" ببطولة الدوري ويذكر لنا الكابتن "رضوان" أن أحدا من زملائه في تلك الفترة لم يكمل اللعب بسبب أن هذه اللعبة لم تكن ذات مردود مادي أبدا وكانت متابعة "العجم" للعب أمر صعب لم يحققه سوى مترافقا مع العمل في محل ألبسة رياضية كي يكسب عيشه.
لم يلعب "رضوان" بفئة الناشئين بسبب توقف دوري الناشين عام /1979/ فلعب فورا في فئة الشباب وسجل أهدافا كثيرة مع الفريق وعن هذه الفترة يتذكر الكابتن "رضوان" فيقول: «لعبت أول دوري شباب لي عام/1981/ بإشراف المدرب "عمر عمر" وكانت ذكريات جميلة على الرغم من أننا لم نحقق أي بطولة وأنا لاعب في فئة الشباب كنا نحقق مركز الوصيف دائما بفارق نقطة أو هدف عن "الاتحاد" الحلبي وأذكر أننا لعبنا مباراة كبيرة جدا ضد "الاتحاد" في "حلب" وفزنا بهدف مقابل لاشيء».
كانت أهم مراحل تألق "العجم" مع رجال "الكرامة" حيث شارك الفريق في بطولة الأندية العربية التي جرت بـ"حمص" عام /1984/ بإشراف المدرب "جميل جرو" ولعب إلى جانب عدد من النجوم آنذاك أمثال "عبد النافع حموية" و"عبد الهادي هواش" و"نبيل السباعي" وآخرين. ثم شارك مع "الكرامة" في البطولات المحلية و يتحدث عن هذه الفترة فيقول: «فزنا في بطولة الدوري عام /1983/ ضد "حطين" بهدفين مقابل هدف واحد وكانت أول بطولة لي في فئة الرجال، أما آخر كأس حملته في سورية فكان عام /1996/حين سجلت هدفين من أصل ثلاثة فاز بها "الكرامة" بكأس الجمهورية على حساب "جبلة" وكنا قد حملنا بطولة الدوري في نفس العام».
احترف "العجم" خارج سورية أولا في نادي عُماني يدعى "الأهلي" وسجل له /18/ هدف ثم مع "الأولمبي" اللبناني وسجل له /14/ هدف عام/1999/ .
ولـ "العجم" مسيرة مع المنتخب الوطني يتحدث عنها فيقول: «دُعيت للمنتخب الوطني أول مرة في دورة المتوسط عام /1987/ وكنت لاعبا احتياطيا ثم لعبت في كأس العرب عام /1988/ ولعبت في كأس العالم للشباب عام /1989/ بأشراف المدرب الروسي "ابراهيموف" وكانت أجمل مباراة خضناها ضد "انكلترا" وتعادلنا آنذاك (3/3) ثم لعبت تصفيات كأس العالم عام/1990/ في فئة الرجال ولعبت أيضا في كأس آسيا للرجال بـ"قطر" أما آخر بطولة شاركت بها مع المنتخب فكانت عام/1994/ بالدورية العربية لكرة القدم».
يشغل "رضوان عجم" المولود في "حمص" عام/1965/ حاليا مدربا لشباب "الكرامة" بعد أن أجرى عددا من الدورات التدريبية داخل وخارج سورية وهو يقول في ختام لقاءنا معه عن كرة القدم التي مارسها لأكثر من عشرين عام: «رغم أنها أخذتني من دراستي لكني والحمد الله لدي سيرة طيبة في الملاعب السورية وألمس ذلك دائما من خلال مقابلة جماهير كرة القدم في سورية».
