«ليس للإعلامي صفة نشر الخبر ونقله وتقديمه، أو مؤرخ اللحظة كما يُعّرف، بل هو شخصية فكرية ثقافية اجتماعية إنسانية، يحمل الكثير من مقومات الفكر الحديث والمعاصرة وهناك إعلاميون كثر كونوا رؤية واستراتيجية فكرية نتيجة تراكم معلوماتهم الصحفية ونشاطهم الإعلامي، وساهموا في القرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي».

كان هذا الحديث للإعلامي الدكتور "نضال قبلان"، والذي أضاف يقول: «لأن الإعلامي "غسان بن جدو" محاوراً متمكن وله برامج عديدة استطاع من خلالها أن يكون شخصية إعلامية نافذة، لأنه يملك ناصية اللغة والفكر والتحليل والتجربة الغنية ولهذا عندما تستمع رأياً سياسياً من إعلامي صاحب برنامج سياسي مضى عليه أعوام فإننا نستمع إلى محلل للأحداث ومتابع منهجي في طرحها كالإعلامي "بن جدو" الذي أصبح من الإعلاميين العرب المعروفين بخبرتهم في هذا المجال».

لأن الإعلامي "غسان بن جدو" محاوراً متمكن وله برامج عديدة استطاع من خلالها أن يكون شخصية إعلامية نافذة، لأنه يملك ناصية اللغة والفكر والتحليل والتجربة الغنية ولهذا عندما تستمع رأياً سياسياً من إعلامي صاحب برنامج سياسي مضى عليه أعوام فإننا نستمع إلى محلل للأحداث ومتابع منهجي في طرحها كالإعلامي "بن جدو" الذي أصبح من الإعلاميين العرب المعروفين بخبرتهم في هذا المجال

موقع eSuweda التقى الإعلامي "غسان بن جدو" بالحوار التالي:

د. نضال قبلان

  • هناك مصالحات عربية تقام، وأنت كإعلامي متابع للأحداث ولك برامج عديدة بذلك، كيف تنظر إلى تلك المصالحة في الرياض؟
  • ** يعد لقاء رياض بجديته بادرة تبعث التفاؤل والأمل في الساحة العربية جدية ليس فقط من أجل المصالحات بل من أجل تسوية الأمور، وتسيير القادة العرب على سكة سليمة، ونحن في الوطن العربي وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة عشنا مرارات كبرى وثقيلة انقسم الوطن العربي ربما هذا طبيعي أن يكون هناك وجهات نظر مختلفة بين هذا الفريق وذاك الفريق، ليس بين بلد وآخر حتى داخل البلد نفسه والحقيقة على مدى السنوات الأخيرة لم يعد الانقسام مقتصراً على الجانب السياسي ولا حتى على وجهات نظر ولا حتى على استراتيجيات، نحن نتحدث عن فجوة عميقة لامست أحياناً بعض الشعوب، هناك من أخطأ في هذا الأمر ويتحمل المسؤولية ولكن في جميع الأحوال نحن هنا لسنا في مجال المحاسبة، أعتقد أن اللحظة التاريخية التي ينبغي أن نلتقطها هي لحظة المصالحة، ولكن المصالحة ينبغي أن تسير على سكة سوية وقافلة سوية سليمة، من أجل المستقبل حتى لا نعود على أدراجنا، لنكف على المراهنة على الخارج والآخر، نحن في نهاية الأمر حريصون على وحدة عربية جدية وتنسيق عربي جدي من أجل الشعوب والاستقرار، الوضع في المنطقة العربية لم يعد يحتمل مزيداً من الانقسامات والتوتر.

    الإعلامي غسان بن جدو

  • لك بعض التصريحات الإعلامية بأن السنة القادمة ستنقضي من أزمة الضغوطات السياسية وخاصة بعد انتصار المقاومة والمصالحة العربية العربية كيف ذلك؟
  • ** الضغوطات مازالت مستمرة، ولكن في الحقيقة أن الوضع تغير تلك البلدان التي كنت أقصدها هي البلدان الممانعة أو المقاومة والتي كانت أحد رموز المصالحة العربية، أنها تعرضت لضغوطات شديدة وأظن أنها ليس لضغوطات قوية فقط بل إلى حصار كبير ولكن نحن نتحدث عن واقع جديد لهذه القوى وهذه الأطراف ولا نود أن نقول إنها في هجوم معاكس ولكن ثبت أن موقف تلك الدول موقف سليم.

    فهذه الأطراف التي وقعت تحت الضغوطات اعتمدت في سياستها الوحدة والمصالحة العربية ووحدة الموقف العربي وبالتالي حققت انتصارات متكررة حققت انتصاراً جدياً عام 2006 في لبنان، حققت انتصاراً جدياً وفعلياً في الحرب على "غزة"، هذه الأنظمة حققت انتصاراً جدياً بصمودها، ولا ننسى أن هناك مؤامرات حيكت ضدها لإسقاط بعض الأنظمة وليس الاكتفاء بعزلها ومحاصرتها وتشويهها والتشهير بها، وبالتالي جاءت المصالحة العربية لتهدئة الجروح ورأب الصدع العربي العربي.

  • ألا ترى بعد الانتكاسات العربية التي حدثت، أننا نمر بمرحلة تحمل بضمونها فكراً جديداً ونهجاً جديداً كي لا نعيش الإسقاطات من نوع آخر ونستمتع بنشوة انتصار المقاومة والتخطيط لانتصارات قادمة؟
  • ** صحيح فيما يتعلق بالعراق كانت ذروة الانتكاس العربي والهزيمة العربية والانحدار العربي والتراجع العربي، والسنوات العجاف التي نتحدث عنها هي المرحلة التي تلت العراق لأن الإستراتيجية والرغبة آنذاك كانت أكثر من "صدام حسين" والأنظمة العربية فقد كان إما أن تقتله أو تحبسه أو تسقطه بالكامل وتشوهه وتشهر به، والرئيس "عمر البشير" الآن يراد له أن يكون نموذجاً "لصدام حسين" ولكنني أكاد أكون متأكداً أنهم سيخفقون بعد المصالحة العربية وآثرها السياسي الكبير على المنطقة، لعدة اعتبارات منها أن ما يعرف بمحور الممانعة سواء من قبل الحكومات أو من قبل قوى مقاومة هذا المحور وهذه الأطراف الآن أثبتت أنها صامدة والطرف الآخر هو الذي يتمنى رضاها وليس العكس.

    وبعد قمة المصالحة في الرياض سنرى أحداثاً مهمة على الصعيد العربي والدولي، وأعتقد أن العام المقبل سيكون بداية عام تلمس التسويات الدولية، ولكن إذا كانت هنالك رغبة جدية وقرار استراتيجي جدي من قبل إدارة الرئيس الأمريكي "أوباما" بإحداث تسويات جدية وليست سطحية اعتقد أن هناك أملاً كبيراً، وإذا أخفق من هنا إلى عامين أعتقد أن دور الثورات والحروب ستعود ثانية، نحن أمام فرصة تاريخية من هنا لعام 2011، أمام فرصة تاريخية لإشاعة تقارب جدي وإذا فشلت هذه المرحلة ستعود الدائرة إلى ما كانت عليه، ولكن مع تراكم الانتصارات من قبلنا وليس تراكم الهزائم كما كان سائداً في السابق، وأنا متفاءل جداً وأرجو أن يؤخذ كلامي على أنه حلم واهم أكاد أكون على يقين بأن جيلنا هو من يدخل القدس وليس جيل أحفادنا.