بالرغم من /11/ ميدالية في بطولة الجمهورية، كانت منها /8/ مغمسة بالذهب، إلا أن الملاكم "أحمد السعدي" تبقى لديه لوعة وحلم لم يتحقق، ألا هو اللقب الدولي، وبين مشاغل الحياة وحلمه العديد من الشجون. موقع eHama التقى بالرياضي "أحمد السعدي" بتاريخ 3/12/2008 وكان لنا معه الحوار التالي:

*كيف اكتشفت ميولك نحو رياضة الملاكمة؟

**بدأ اهتمامي برياضة الملاكمة بعد دورة ألعاب المتوسط /1987/ التي جرت في مدينة "اللاذقية"، حيث كنت أتابع كل المباريات والجولات وأقوم بتقليد بعض الحركات. انتبه والدي إلى اهتمامي بها، فقام بتسجيلي في مركز تدريب تابع لنادي "الطليعة".

*متى ظهر "أحمد السعدي" بشكل فعلي كملاكم جيد؟

**كانت الفترة ما بين /1990-2001/ فترة البطولات بالنسبة لي حيث أحرزت فيها بطولة الجمهورية /11/ مرة، لعبت بوزن /67/ كغ وأحياناً أخرى بوزن /71/ كغ، حصلت على لقب سيد الوزن لعدة سنوات في وزن /71/كغ.

*من هو المدرب الذي تعتبر أن له الفضل عليك؟

**هو المدرب "سليمان فرج الشيخ" من مدينة "حماة"، وهو المدرب الذي وقف معي خطوة بخطوة، وصنع من "أحمد السعدي" أفضل ملاكم في سورية، جعلني لاعباً لا يمكن لملاكم آخر أن يصيبه، تحولت أثناء المباريات إلى جهاز تحكم آلي، حيث كنت قادراً على سماع توجيهات المدرب أثناء المباراة وكنت أقوم بتنفيذها حرفياً.

الملاكم أحمد السعدي مع الوالد

*تحدثت عن الفترة التي كنت فيها بطلاً، ما هي الفترة التي تعتقد أنها أثرت عليك سلباً؟

**عرفت الفشل مع نادي "الجيش" حيث قمت مجبراً بتبديل طريقة لعبي، فأنا لاعب تكنيك وتكتيك وأعتمد طريقة الدفاع الإيجابي، بينما طلب مني اللعب بطريقة القوة والهجوم، وهي طريقة لا تناسبني لا من حيث آلية التفكير ولا حتى من حيث اللياقة، وأي لاعب قد لا تناسبه طريقة معينة في اللعب.

*لماذا لم تكن لك مشاركات على المستوى الدولي؟

**هذا السؤال من المفترض أن يوجه إلى اتحاد اللعبة، كنت دائماً وخلال عدة سنوات من ضمن المنتخب الذي كان يستعد للبطولة، وكنت الأميز في وزني دائماً، وبالرغم من ذلك لم يكن الاتحاد يدرج اسمي ضمن عناصر المنتخب المشارك في البطولة التي كنت أستعد لها، مع العلم أن استعدادي كان جيداً لعدة بطولات دولية منها بطولة داغستان الدولية عام /1998/ ودورة الفجر في إيران ولم أشارك بها لأسباب خاصة لا يعلمها سوى الله والاتحاد، وعندما انتقلت إلى نادي "الجيش" تفرغت بشكل كامل للاستعداد لبطولة العالم العسكرية في ألمانيا، إلى درجة أني أوقفت تسجيلي في كلية الحقوق لمدة سنة، ومع ذلك لم أستطع المشاركة، وفي تجارب المنتخب الوطني للاستعداد إلى دورة الألعاب الآسيوية في "تايلند" لعبت مباراتين ربحت الأولى بإجماع الحكام /5-0/ والثانية تعرضت فيها إلى إصابة في الإبهام، فاعتبرت خاسراً في المباراة وتم استبعادي من المنتخب، بالرغم من أني أبديت استعدادي للسفر بالرغم من الإصابة.

*إذن أنت تعتقد أن اتحاد اللعبة لم ينصفك؟

**بالتأكيد لم ينصفني، فأنا لاعب لم أكن أبحث عن النقود، بل كنت أبحث عن البطولات والشهرة، إلا أنه حتى في البطولات لم ينصفني.

*أجمل مباراة لعبتها؟

**كانت مع الملاكم "محمد بسام الرفاعي" من نادي "الشرطة" بـ"دمشق"، كنت غير متمرن وغير جاهز، حتى أن وزني لم يكن جاهزاً، كانت المباراة قوية جداً، كان لديه يد يسارية سريعة جداً، وكانت خطتي أن أبذل في الجولة الثالثة جهداً مضاعفاً، وأن أترك الخصم يفقد قوته وأعصابه في الجولتين الأولى والثانية، كانت هذه المباراة بعد انقطاعي عن التمرين لمدة أربعة أشهر.

المباراة الثانية كانت مع اللاعب "عمر عكو" من "حلب"، حيث كان قد ربح اللاعب الدولي "غياث طيفور" وهو أفضل الملاكمين العرب، وكنت منقطعاً عن التدريب لمدة سنة ونصف، وبعد تمرين لا يتجاوز /10/ أيام بصالة نادي الشرطة في "دمشق"، ربحت بإجماع الحكام وبعد أن جعلت الخصم يسقط ثلاث مرات على أرض الحلبة.

*من هي الأسماء التي تعتقد أنها لن تتكرر على رياضة الملاكمة في سورية؟.

**اللاعب "طلال الشوا" من "حمص"، واللاعب "حامد حلبوني" من "دمشق".

*الملاكمة رياضة خشنة، هل تخالفني الرأي؟

**الملاكمة رياضة خشنة وتعتمد على توجيه ضربات إلى أكثر مناطق الجسم حساسية وهو الرأس والوجه، وهي رياضة خطرة في حال لم يكن لدى اللاعب الدراية الكافية، فمن الممكن أن تودي به، لذلك على اللاعب أن يكون مؤهلاً قبل نزوله إلى الحلبة، ولكن لا أحد ينكر أن الملاكم يعتبر اللاعب الأكثر هدوءاً من بين جميع الرياضيين، إذ أن رياضة الملاكمة تقوم على تفريغ الشحنات الزائدة في الجسم.

*تحدثنا منذ فترة عن عودتك مع مطلع العام /2009/ ووعدت بإحراز لقب دولي أين أنت من وعدك؟

**أنا لا أشعر أني حققت هدفي، لذلك فأنا لم أنقطع عن تدريباتي حتى الآن، وأنا أحتاج إلى فترة /4/أشهر لأعود إلى نغمة البطولات ولكن هذه المرة بتحدٍ أكبر، هدفي هذه المرة هو اللقب الدولي ولن أرضى بسواه، ولكن دعنا نكون واقعيين قليلاً، فأنا الآن متزوج ولدي طفل صغير، وأنا بحاجة إلى عمل كي أستطيع أن أضمن لهم معيشة جيدة، أنا بحاجة إلى دعم مادي، الملاكمة لا تتضمن أي رواتب وليس فيها نظام احتراف، وعندما تفوز ببطولة الجمهورية فأنت تربح الميدالية والكأس فقط وليس هنالك جوائز مادية، مع أن رياضيي الملاكمة حول العالم يكونون عادة من أغنى اللاعبين، إلا أن ذلك لا يحدث أبداً في سورية.

*كلمة أخيرة..

**هناك تصور سيئ بشكل عام من قبل الناس جميعاً تجاه رياضة الملاكمة، يعتقدون أن الملاكم شخص همجي وغير اجتماعي وغير متعلم، والحقيقة ليست كذلك، فهناك بعض الملاكمين الذين حصلوا على شهادات علمية عالية وهم ناس في غاية اللطافة.

من الجدير بالذكر أن الملاكم "أحمد السعدي" طالب في كلية الحقوق بـ"دمشق" وهو من مواليد عام /1977/.